فتح مجيد بوقرة اللاعب السابق للمنتخب الوطني الجزائري، قلبه لجريدة بولا الرياضية في حوار خاص تحدث فيه عن مرحلة وصوله للمنتخب الوطني والتحديات التي واجهها في مرحلة تكوينه مع أكاديمية ديجون، كما صرح “الماجيك” بأجمل اللحظات التي عاشها في مسيرته الكروية.
أولا مجيد، كيف كانت بداياتك مع كرة القدم…
“بالطبع، دعني أقدم لك توسعًا أكثر في رحلتي. بدأت رحلتي مع كرة القدم عندما كنت في سن السابعة، حيث بدأت لأول مرة في لعب الكرة مع نادي الحي في شبمينو بديجون. بعد ذلك، انضممت إلى أكاديمية ديجون، حيث برزت مواهبي ولاحظني أحد المدربين الذين قاموا بنقلي إلى نادي قوينون لأمضي أول عقد احترافي لي، وعلى الرغم من أدائي المميز هناك، إلا أني شعرت بعدم التقدير، مما دفعني للبحث عن فرص جديدة. قررت الرحيل عن فرنسا والانتقال إلى إنجلترا، حيث لعبت مع نادي الكسندرا ومن ثم انتقلت إلى شيفيلد وينزداي، وبعدها تشارلتون أثليتيك. وصلت إلى ذروة مسيرتي مع نادي غلاسغو رينجرز في الدوري الاسكتلندي، حيث قدمت أفضل أداء في مسيرتي الاحترافية.”
كيف كانت تجربتك في أكاديمية ديجون ؟
“تجربتي في أكاديمية ديجون كانت ممتازة ومفيدة لتطوير مهاراتي في كرة القدم. كنت محظوظًا للحصول على فرصة للعب في بيئة تدريبية متقدمة مع مدربين محترفين يساعدونني على تحسين تقنياتي واكتشاف إمكانياتي. كانت أكاديمية ديجون بيئة تنافسية وتحفيزية، وهذا ساعدني في تطوير مهاراتي وبناء قاعدة قوية لمسيرتي اللاحقة في كرة القدم.”
ماهي الصعوبات والتحديات التي واجهتها في الأكاديمية؟
“واجهت العديد من التحديات أثناء مسيرتي في أكاديمية ديجون من بينها الضغط النفسي خاصة أثناء الإنتقاء، والإصابات، والتكيف مع بيئات جديدة. لكنني تعلمت كيفية التعامل مع هذه التحديات بإيجابية وصبر. استفدت من الدعم الذي حصلت عليه من المدربين والزملاء والعائلة، واهتممت بالتغذية السليمة والعناية بالجسم للوقاية من الإصابات. بالإضافة إلى ذلك، عملت على تطوير قوة الإرادة والثقة بالنفس، مما ساعدني في تجاوز الصعوبات وتحقيق أهدافي وتطوير مهاراتي.”
كيف كانت تجربتك مع المنتخب الوطني الجزائري ؟
“تجربتي مع المنتخب الوطني الجزائري كانت تجربة رائعة وملهمة بالنسبة لي كلاعب. كل مشاركة كانت فرصة للتعبير عن الفخر والاعتزاز بتمثيل البلاد والمنافسة على المستوى الدولي. مشاركتي في المباريات الرسمية والبطولات الدولية كانت فرصة لي للتطور كلاعب وتحسين مهاراتي. منذ مباراتي الأولى ضد زيمبابوي في عام 2003 وحتى المباراة الأخيرة ضد ساحل العاج في كأس الأمم الأفريقية، كنت دائمًا ملتزمًا بتقديم أفضل أداء لصالح المنتخب.
تسجيل الأهداف كان لحظات فارقة ومهمة بالنسبة لي، خاصة الأهداف التي سجلتها في مباريات كبيرة مثل تلك ضد ساحل العاج سنة 2010 وبوركينافاسو سنة 2014. من الرائع أن أكون جزءًا من المنتخب الجزائري في بطولات مثل كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم. وأفخر باللحظات التي كنت فيها جزءًا من إنجازات الفريق، مثل منع مهاجمين متميزين مثل ديدييه دروغبا وواين روني من التألق في المباريات ضدنا. هذه التجارب جعلتني أكثر قوة وذكاء كلاعب، وأنا ممتن لكل الفرص التي منحت لي للعب من أجل بلدي.”
متى أحسست أنك مستعد للعب مع الجزائر ؟
“أحسست بأنني كنت مستعدًا للعب مع المنتخب الجزائري عندما كانت لدي فرصة للمشاركة في المباريات مع المنتخب الأولمبي في عام 2003. خلال تلك المباريات، وبعد تألقي في مباراتين ضد زيمبابوي ونيجيريا، شعرت بثقة كبيرة في قدرتي على المنافسة على المستوى الدولي. تلك التجربة كانت مفتاحًا لفتح أبواب المنتخب الوطني الأول.
حيث تلقيت استدعاء للانضمام إلى المنتخب الأولمبي ومن ثم للمنتخب الأول. كانت هذه الفرصة الكبيرة التي أظهرت لي أنني جاهز لتمثيل بلدي على المستوى الدولي، وأن لدي ما يلزم للعب في أكبر المسابقات والبطولات. منذ ذلك الحين، عملت بجد واجتهدت للحفاظ على مستواي وتطوير مهاراتي لتمثيل الجزائر بكل فخر واعتزاز.”
كيف ساهم تكوين أكاديمية ديجون في إنضمامك للمنتخب ؟
“تمثل الأكاديميات الرياضية مثل أكاديمية ديجون فرصة كبيرة لتطوير مواهب اللاعبين الشبان وصقل مهاراتهم الكروية. لقد كانت تجربتي مع أكاديمية ديجون أساسًا هامًا في مسيرتي الرياضية، حيث وفرت لي البيئة المثالية لتطوير مهاراتي والتقدم في مساري الكروي. من خلال التدريبات المكثفة والتوجيه الفردي، استفدت بشكل كبير من خبرة المدربين والموارد المتاحة في الأكاديمية. حيث كانت توفر لي الفرصة للعب في مسابقات محلية ووطنية.
مما ساهم في رؤية موهبتي وإثبات قدراتي أمام المشجعين والمدربين. بفضل تموين أكاديمية ديجون بالبنية التحتية الملائمة والبرامج التدريبية المتميزة، استطعت أن أبرز وأظهر إمكاناتي بشكل لافت. وكانت هذه الإنجازات والأداء المتميز في الميدان ما لفت انتباه الأندية والمدربين وأخيرًا انضمامي لصفوف المنتخب الوطني. فبفضل تجربتي الإيجابية مع أكاديمية ديجون، تم تحقيق حلمي بتمثيل بلدي على المستوى الدولي.”
ما هي أجمل اللحظات التي عشتها مع المنتخب الوطني الجزائري؟
“من الصعب تحديد أجمل لحظة مع المنتخب الوطني الجزائري، لأن كل لحظة كانت مليئة بالفرح والإثارة والنجاح. لكن بالطبع، لحظة تأهلنا إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2010 بأنغولا كانت لحظة استثنائية ومهمة جدًا في مسيرتي. تسجيلي للهدف الثاني في مباراة الكوت ديفوار وتأهلنا إلى الدور نصف النهائي كانت لحظة فريدة من نوعها، حيث شعرت بفرحة هائلة وفخر عارم بتمثيل بلدي بشكل مشرف والمساهمة في تحقيق النجاح.
كما أن تأهلنا إلى كأس العالم 2010 بعد حادثة أم درمان أمام مصر و2014 أمام بوركينافاسو كانت لحظات مميزة ومهمة، حيث تحقق حلمي بالمشاركة في أكبر البطولات العالمية وتمثيل بلدي على المستوى العالمي. ومن ثم، مباراة كوريا الجنوبية في كأس العالم 2014 حيث حققنا الفوز بنتيجة كبيرة وتأهلنا للدور الثاني بعد التعادل مع روسيا، كانت لحظة تاريخية ولا تنسى. فقد شعرت بفخر كبير لتحقيقنا لهذا الإنجاز ورؤية الأمة الجزائرية تحتفل وتشارك الفرحة معنا.”
لحظة عشتها مازلت راسخة في ذهنك..
“اقتحامي مع عدة جماهير المواجهة الودية الشهيرة عام 2001 على ملعب فرنسا الدولي التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري ضد الفرنسي كانت تجربة مزيجة بين السرور والحسرة بالنسبة لي وأنا شاب في ذلك الوقت. بالطبع، كان هناك سرور كبير لرؤية فرحة الجماهير ولاعبي المنتخب الوطني، لكن في الوقت ذاته، كانت هناك حسرة وأسف على الفعل غير المسؤول الذي قمت به والذي أدى إلى عواقب قانونية.كوني شابًا في ذلك الوقت، كانت هذه التجربة درسًا قيمًا في نضوج الفكر والتصرف بمسؤولية. ومن خلال مواجهة تلك العواقب، تعلمت الكثير عن أهمية احترام القوانين والتصرف بروح رياضية في جميع الأوقات.”
أكثر لاعب كان يعجبك لعبه ؟
“كريم زياني.”
منتخبك المفضل ؟
“الجزائر.”
رسالتك للاعبين الشباب ؟
“الانضباط هو مفتاح النجاح في كرة القدم وفي الحياة. كونوا ملتزمين بالتدريبات والتفاني في تحقيق أهدافكم. بالانضباط، ستتغلبون على التحديات وتحققون النجاحات.”
رسالة للجمهور الجزائري
“شكرًا لكل محب ومشجع لقميص المنتخب الوطني وكذلك لكل من شجعنا بكل حماس وولاء. كان شرفًا لي المشاركة مع الجزائر وتمثيل بلدي على المستوى العالمي. دعمكم كان الدافع الأساسي وراء كل إنجاز حققته وحققناه، ولن أنسى أبدًا اللحظات الرائعة التي عشتها معكم. شكرًا لكم على كل شيء. وأود أن أشكر جريدة بولا على هذا الحوار.”
حاوره: صابر. غ