كيف تجري يوميات الكوتش ولد علي في هذه الفترة؟
” بعدما تجاوزنا الفترة الصعبة السابقة، حاولنا من خلالها الاهتمام أكثر بالجانب الدراسي للأطفال، وكذا المشاركة في مختلف الحملات التحسيسية والتوعوية، بالإضافة إلى المشاركة في مختلف الندوات الخاصة بكرة القدم ومشاكلها، سواء الجزائر أو فرنسا أو كل ما يخص الكرة الفلسطينية، ونسعى لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي بعد نهاية الوباء، ونتمنى السلامة للجميع.”
كيف تجري الاتصالات مع لاعبيك وطاقمك في هذا الظرف الصعب؟
” الاتصالات تجري بصفة عادية، مع بداية الحجر الصحي دأبنا على منحهم الكثير من النصائح، ومع مرور الوقت غيرنا هدف الاتصالات، حيث كنا نعمل كل ما بوسعنا من أجل حث اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني على الصبر، والتعامل بعقلانية مع هذا الوضع، لأنه ليس من السهل إطلاقاً أن تكون في ذروة المنافسة لتجد نفسك في راحة إجبارية، والآن نحن نتطلع للأمور المستقبلية، خاصة مع استئناف الدوري الفلسطيني، والتركيز على ما ينتظرنا بداية من شهر سبتمبر، مع انطلاق المباريات الودية، وكاد تصفيات مونديال قطر 2022 وكأس آسيا.”
هل ترى أن تحضيرات المنتخب الفلسطيني ستتأثر بسبب التوقف الكبير؟
“من المؤكد أن تحضيرات المنتخب الفلسطيني ستتأثر بشكل كبير، خاصة مع الأزمة المالية التي عصفت بالجميع خلال الحجر الصحي، و أول من سيتأثر بها هو اللاعب، كما أن هذا الأمر سيؤثر سلباً على معنويات اللاعبين، بالإضافة إلى طريقة تسيير المجموعة فيما بعد، وهذا ما جعلنا نفكر كثيرا في وجود الحلول اللازمة، وبالنسبة للمنتخب سنوسع قائمة اللاعبين، و نُظيف خيارات أخرى، لأن هناك لاعبين سيكونون متأثرين جداً من الجانبين الرياضي المادي، وهذا ما سيشكل بعض المشاكل خاصة بين اللاعب وناديه بسبب قضايا المطالبة بتخفيض الأجور.”
كيف ترى بقية مشوار المنتخب في تصفيات المونديال؟
“صراحة، أنا أنظر إليه بمنطلق إيجابي، لأننا مررنا ببعض الظروف السلبية، التي أثرت علينا، لكن الحمد لله أننا نملك مجموعة ذات مستوى، كما لمست رغبة كبيرة من كوادر المنتخب الذين يريدون فعل شيء ما، وتحقيق التأهل خاصة لكأس آسيا، وهذا ما سنشتغل عليه كثيراً، مع وضع الظروف المناسبة لهذه المجموعة، كما أظن أن اللاعبين الحاليين سيكتسبون المزيد من الخبرة والنضج مع مرور الوقت، وهذا ما سيكون في صالح المنتخب.”
ما هو الهدف التي تطمحون إليه في هذه التصفيات؟
” الهدف بكل تأكيد هو التأهل إلى كأس آسيا، لأن اقتطاع تأشيرة الوصول لكأس العالم سيكون في غاية الصعوبة، سنحاول التركيز بشدة على المباريات التي تنتظرنا لتحقيق التأهل للعرس الآسيوي، وهذا هو الهدف الأكبر من أجل تحسين نتائج المشاركة الأولى التي كانت صعبة، والثانية التي كانت أحسن نوعاً ما، والثالثة ستكون إيجابية إن شاء الله، والأمر الإيجابي أنها ستكون بنفس اللاعبين الذين سيكونون بنضج أكبر وبتحمّل كبير للمسؤولية.”
وماذا عن التحضيرات لكأس آسيا المقبلة؟
” كما سبق وذكرت نحن نحضّر لكأس آسيا وكذا كأس العالم، ونسعى لجعل مشاركة المنتخب الفلسطيني في المحفل القاري عادة متجددة، مع تحسين المردود والأداء في كل مرة، ليُفتح المجال للأجيال القادمة، من أجل كسب الثقة مستقبلا.”
كيف ترى مستقبل المنتخب الفلسطيني على المدى القريب؟
“نحن في مرحلة بناء المنتخب على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ولا أخشى من إدماج لاعبين جدد أو من منح الفرصة للاعبين من أجل كسب الخبرة والتجربة، ولا يجب أن ننسى أنه من الصعب جداً التدريب في فلسطين، ولكن هناك عدة أمور إيجابية، عندما تكون في ملعب مع اللاعبين، والإدارة، والرئيس وكل الفاعلين في كرة القدم الفلسطينية، كما أن هناك بعض الأمور التي كانت تعتبر طابوهات في المنتخب، قمنا بتكسيرها وأصبحت عادية ونتمنى حقا أن يكون هناك مستقبل مشرق للمنتخب الفلسطيني.”
سبق لك وأن طالبت باحتساب اللاعبين الفلسطينيين كمحليين في البطولة الجزائرية، إلى أين وصلت هذه القضية، وهل ترى أنها في طريق التجسيد؟
” صحيح أنى طلبت بحساب اللاعبين الفلسطينيين كمحليين في الجزائر، وأنا أظن أن هذا سيكون كلفة إنسانية ورياضية، وفي العديد من المرات نسمع كلمة (التضامن) ولكن نستطيع تجسيد هذا التضامن على أرض الواقع، ويبدأ بالأمور البسيطة مثل فتح المجال أمام اللاعبين، وللأسف لم تكن هناك ردة فعل لا من الاتحادية ولا من السلطات في هذا الموضوع.”
ما هي الفائدة التي ستعود على الكرة الفلسطينية لو ترسم هذا القرار؟
“هذا الأمر سيعود بفائدة كبيرة على اللاعبين الفلسطينيين، خاصة وأنهم يحبون الطريقة الجزائرية كثيراً خاصة من جانب النشاط وحتى الانفعال، هناك عدة أمور نحتاجها في الملعب، بالإضافة إلى الفنيات والإمكانيات، والحجم الساعي للتدريبات والمنافسة، وهذا ما سيعود بالإيجاب على اللاعبين الفلسطينيين، وجودهم في الدوري الجزائري أو التونسي سيعطي للمنتخب دعما كبيرا، كما أنه مهم جداً من الجانب الإنساني شأنه شأن الرياضي.”
حدثني عن ظروف عملك في المنتخب الفلسطيني…
“الكل يعلم أن فلسطين بلد محتل ونحن نتحمّل كل نتائج الخيار الذي قمنا به، هناك عدّة صعوبات بدءاً من اختيار اللاعبين في التشكيلة، و كذا استقبال الأندية أو المنتخبات، و تنقلات الحكام، حيث أن هناك العديد من الإزعاج الذي يعرقل تطور كرة القدم في فلسطين، ولكن هناك حياة في هذا البلد، و الشعب هناك يحلم بالحياة، و يحلم بالتطور، و بالعيش كغيره من الشعوب في العالم، وهذا ما يشجعني حقاً على البقاء في فلسطين، فعندما تشاهد طفلا صغيرا يسعى جاهداً لعب كرة القدم يتملكك شعور غريب، أو حتى في المنتخب عندما ترى اللاعبين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة من أجل تطوير إمكانياتهم، وهذا هو الشغف الكبير الذي يجعلنا نواصل العمل.”
ما هي أهدافك الشخصية المستقبلية؟
” هناك أهداف شخصية وطموحات مستقبلية بداية مع المنتخب الفلسطيني، الذي أحاول تقديم له كل ما أملك ومساعدته على التطور سواء من خلال التأهل لكأس آسيا، وفي الترتيب العالمي، وعلى الصعيد الشخصي حصلت مؤخرا على ديبلوم uefa pro والذي سيسمح لي بالتدريب في أعلى مستوى بأوروبا مستقبلاً، وهذا ما سأعمل عليه لفتح المجال لنفسي، حيث أني لا أخشى أي مشروع رياضي كان.”
هل تطمح لبرمجة مباراة ودية بين الجزائر وفلسطين مستقبلاً؟
” بالطبع أحلم ببرمجة مباراة أخرى بين فلسطين والجزائر خاصة وأن الخضر وصلوا لمكانة عالية، نأمل في لفتة تضامنية، و لو أن الاتحادية من حقها الطموح و اكتشاف مستوى آخر، ولكن نحن في ثقافتنا الجزائرية، دائما ما ندافع ونتفاعل مع كل مظلوم، و من المفروض أن نسعى لإسعاد هذا الشعب بتضحيات، وما سيمنع من تخصيص تاريخ الفيفا لبرمجة مباراة ودية بين الجزائر وفلسطين، وهذا ما يسعد كثيرا الشعب الفلسطيني و لاعبيه، و إسعاد الآخر يبقى من بين الأهداف الإنسانية السامية، وهذا ما نعتبره مبدأ، صحيح أن الجانب الاحترافي مهم، و لكن الجانب الإنساني له أهمية كبيرة أيضاً، و مرات نسمع بلاعبين كبار يقومون بلفتات اتجاه أشخاص مظلومين و مقهورين، والتفاتة مماثلة، ستقوم بتغذية الحب بين الشعب الجزائري والفلسطيني و ستغير نظرة العالم لهذا البلد، ودعني أوضح أمراً آخر..”
تفضل..
“هناك بعض الأندية الجزائرية، لا أستطيع أن أذكر أسماءها، قررت دعوة المنتخب الفلسطيني للتربص في الجزائر، ولعب مواجهة ودية، ولكن الوباء والحجر الصحي حال دون ذلك، ولكن هذا الأمر سيكون مطروحا مستقبلاً، حيث أن لي العديد من الأصدقاء المدربين، وعدوني بدعوة المنتخب الفلسطيني لإجراء مباريات ودية وتربصات في الجزائر، وهذا ما سيوطّد العلاقات أكثر بين الشعبين، ويكون بمثابة دبلوماسية رياضية.”
كلمة أخيرة، أي إضافة، تفضل
” أشكر جريدة بولا على هذه الالتفاتة، ونسأل الله العافية من هذا الوباء، ندعو الجميع لتوخي الحيطة والحذر والالتزام بمعايير الوقاية، ونتمنى كل التوفيق للكرة الجزائرية ونتمنى منح الفرصة للإطارات والكفاءات.”
حاوره: خليفاوي مصطفى