باريڤو … العاصمة الأولى لرياضة الجيدو في الجزائر ..مدرسة أبطال المحمدية نموذج حقيقي للنجاح
تعتبر مدينة المحمدية بولاية معسكر عاصمة الجيدو بالجزائر نظرا لسجلها الثري بالإنجازات في هذه الرياضة، وأنجبت أبطالا عالميين منذ الستينات حملوا وشرفوا الألوان الوطنية في المحافل الدولية. وكانت المحمدية في العقدين الأخيرين مدرسة للمدربين الشباب الذين وضعوا لمستهم في الساحة المحلية، وحتى في التحكيم قالت المحمدية كلمتها بفضل المرحوم يحي بوقطاية الذي كان يحمل شارة حكم دولي والذي يعتبر الأب الروحي للجيدو بالمحمدية بعدما اغتالته أيادي الغدر في التسعينات. ومسيرة الجيدو بالمحمدية لم تنتهي بل تطورت أكثر بظهور مدارس عديدة في هذه الرياضة النبيلة حتى وصل عدد المصارعين بها قرابة الألف وكل مدرسة تحقق إنجازات في مختلف الأصناف في البطولات المحلية وتدعم المنتخبات الوطنية في هذه الرياضة، ومنها مدرسة “أبطال المحمدية” التي يترأسها المدرب السابق للمنتخب الوطني إناث “منور يعقوب” والتي تعتبر رمزا حقيقيا لأبطال الجيدو في الجزائر نظرا للإنجازات التي حققتها في ظرف وجيز جدا.
مدرسة “أبطال المحمدية” خزان المنتخب الوطني
نشأت مدرسة “أبطال المحمدية” سنة 2011 بعد حصول رئيسها منور يعقوب على اعتماد رسمي من السلطات الوصية لكن مسيرتها انطلقت منذ 2003 تحت راية جمعية السلام الرياضية التي كانت تضم عدة فروع رياضية وتنشط بالقاعة المتعددة الرياضات بالمحمدية ، لكن نظرا للإنجازات المحققة وضمان دعم مادي مستقل لتطوير المواهب تأسست مدرسة “أبطال المحمدية” التي تضم جملة من الإطارات على رأسها المدرب السابق للمنتخب الوطني إناث ، و تفرغت المدرسة لتكوين أبطال حقيقيين في رياضة الجيدو وشرفت عاصمة الأمير عبد القادر والمحمدية في المحافل الوطنية والدولية ، ومن أولوياتها تدعيم المنتخب الوطني في جميع أصنافه بمصارعين حقيقيين يشرفون الراية الوطنية في البطولات والدورات العالمية.
منور يعقوب شخصية ناجحة ومسيرة لم تنتهي في رياضة الجيدو
المدرب السابق للمنتخب الوطني إثاث من مواليد 23 ديسمبر 1955 بالمحمدية بمعسكر أب لخمسة أطفال، في رصيده حزام أسود درجة سادسة تحصل عليها في 13 سبتمبر 1995 ويملك درجة ثانية في التدريب. بطل وطني سابق ومصارع سابق في المنتخب الوطني في أصناف الأشبال، الأواسط والأكابر من سنة 1973 حتى 1980 وشارك مرتين تحت ألوان المنتخب الوطني العسكري في بطولات عالمية تحصل على المرتبة السابعة سنة 1976 في أنكونا بإيطاليا، وخطف المرتبة الخامسة سنة 1977 في هولندا كما عين مديرا تقنيا في رابطة معسكر للجيدو من سنة 1981 حتى 1993 وبعدها عين رئيسا للرابطة الولائية من سنة 1993 حتى 2001، وعين أيضا مديرا تقنيا جهويا للجيدو بسيدي بلعباس ما بين 2000 حتى 2007. ومنذ 1989 عين عضو في الفدرالية الوطنية للجيدو وكان يشغل أيضا رئيس اللجنة الوطنية للرتب بالاتحادية من 1989 إلى 1990 ومكون وطني للمدربين من 1989 إلى غاية 1991، وكان مندوب الاتحادية الوطنية للجيدو في البطولة العالمية ببلغاريا سنة 1989 وسبق له المشاركة في التربص العالمي للمدربين المختصين في رياضة الجيدو بهولندا سنة 1986 وأيضا شارك في تربص المدربين تحت إشراف اللجنة الأولمبية في العاصمة سنة 1987. وأهم منصب شغله كان مدرب المنتخب الوطني للجيدو إناث ما بين سنة 1986 حتى 2000 .
أهم مشاركاته مع المنتخب الوطني للإناث
الألعاب الأولمبية : برشلونة (إسبانيا ) سنة 1992 -أطلنطا (أمريكا) سنة 1996 -سيدني (أستراليا) سنة 2000 ، البطولة العالمية :برشلونة (إسبانيا ) سنة 1991 -هاملتون( كندا) سنة 1993 -شيبا (اليابان) سنة 1995 -باريس (فرنسا) سنة 1997 -برمنغهام (بريطانيا) سنة 1999 ، ألعاب البحر الأبيض المتوسط: باري (إيطاليا) سنة 1997 -تونس (تونس) سنة 1998 ،الألعاب الإفريقية : هرار (زيمبابوي) سنة 1995 -جوهنزبورغ (إفريقيا الجنوبية) سنة 1999 -البطولة الإفريقية :الجزائر (الجزائر) سنة 1990 -بورت لويس (جزر موريس) سنة 1991 -بورت لويس (جزر موريس) سنة 1992 -تونس(تونس) سنة 1994 -بريتوريا (جنوب إفريقيا) سنة 1996 -الدار البيضاء(المغرب) سنة 1999 -دكار (السنغال) سنة 1998 -الجزائر (الجزائر) سنة 2000 البطولة العربية : تونس(تونس) سنة 1989 -الجزائر (الجزائر) سنة 1993
أهم الإنجازات التي حققتها مدرسة “أبطال المحمدية”
المشاركات المحلية
شاركت مدرسة أبطال المحمدية في عديد البطولات الوطنية والدولية واستطاعت التتويج بمختلف ألوان الميداليات وعرفت تألق المصارعين الذين أثروا سجل هذا النادي وأثبتوا علو كعب الجيدو في مدينة المحمدية. ومن بين أبرز المصارعين نذكر يعقوب فيصل وعلالي محمد وقابس محمد وبغداد رضوان وحسيني أحمد وسمامن مصطفى وحكيكي مهدي وفرقوق يوسف وبن عطية فؤاد وغيرهم من الأبطال. كما عرف نادي أبطال المحمدية مشاركات دولية منها البطولة العربية للجيدو أشبال ببيروت (لبنان) والبطولة العربية للجيدو أواسط بالمغرب.
تصريحات
♦ منور يعقوب رئيس مدرسة أبطال المحمدية:
” ترعرعنا في رياضة الجيدو ولا يمكن أن نتخلى عنها بسهولة بل سنواصل التحدي ورفع مشعل هذه الرياضة التي شرفت الجزائر في بطولات عالمية .همنا الوحيد التدعيم المتواصل للمنتخبات الوطنية حتى لا تتلاشى هذه الرياضة الرائعة والاتحادية الوطنية تسير في الطريق الصحيح والتغيير واضح ويمكن توقع أن الجيدو الجزائري سيعود بقوة في السنوات القادمة ، لأن هنالك خزان من المواهب في طريق الصعود والمستفيد الأكبر هي الجزائر .ومدرسة أبطال المحمدية تحدت كل الصعاب من أجل تربية جيل صاعد من البراعم حتى الوصول للمنتخبات الوطنية والحمد لله الإنجازات التي حققها مصارعوها شرفت ولاية معسكر وأعادت أمجاد المحمدية في الستينات، السبعينات وحتى الثمانينات. لكن يبقى على السلطات الوصية الدعم المتواصل لهذه الرياضة حتى ننجح في إيصال الرسالة المنشودة وتحقيق الأهداف. وبالمناسبة نعمل بجهد كبير رفقة إطارات ومدربين في المستوى من أجل أن تكون مدرسة أبطال المحمدية معنى حقيقي لتسمية “.
♦ المصارع علالي محمد:
“أنحدر من عائلة رياضية ، أخي يتألق في كرة القدم وأنا في رياضة الجيدو ووجدت غايتي فيها خاصة أن المشاركات الدولية تزيد المصارع ثقة بالنفس والبحث عن التألق ومواصلة المشوار بنفس الريتم أو أحسن ، والحمد لله كنا محظوظين بالتعلم من مدربين كبار لهم التجربة والخبرة الكافية في هذه الرياضة والمنافسة اشتدت حتى بين المدارس المحلية بالمحمدية ، وهذا أمر إيجابي وإن شاء الله سأشرف الراية الوطنية في المحافل الدولية لأن وطنية المصارع تظهر أكثر في مثل هذه المنافسات والراية الوطنية تزيد فينا الروح .كما أطلب من جمهور المحمدية والسلطات المحلية الالتفات أكثر حول هذه الرياضة التي تشرف باستمرار ولاية معسكر و المحمدية خاصة”.
♦ المصارع يعقوب فيصل مهدي:
” والدي هو قدوتي وأراه دائما مثلي الأعلى لهذا أبذل كل جهدي لأكون صورة طبق الأصل له ويرى في صورة لشبابه ، وأحقق نفس الإنجازات التي حققها في السبعينات والثمانينات ومن أولوياتي الوصول للمنتخب الوطني الأول وأحضر البطولات العالمية خاصة أن الفرصة مواتية بفضل المراتب الأولى التي حققتها في البطولات المحلية ، ورغم جملة النقائص التي تعيق مشوارنا في المحمدية إلا أن مدرسة أبطال المحمدية تحقق لنا جوا مناسب للتدريبات باستمرار ، ونشعر بالاحترافية داخل المدرسة مقارنة بمدارس أخرى وهذا ما جعل أغلب المصارعين يتوافدون إليها حتى يحققوا أحلامهم في الوصول للمنتخبات الوطنية “.
سنينة مختار