حسب المختصين الذين اقتربت منهم جريدة بولا …بعدما كان خزانا للمنتخب الوطني في الماضي القريب … مستوى الكاراتي دو الوهراني في تراجع مستمر
مازالت رياضة الكاراتي دو تساهم في رفع الراية الجزائرية في المحافل الدولية بفضل اجتهاد وعمل نخبة من الرياضيين والرياضيات الذين أبوا إلا أن يقطعوا طريقا شاقا وصعبا، لكن حلاوة الإنجاز والتتويج تنسي هموم المآسي والأزمات، إلاّ أنهم بلغوا مرحلة جعلتهم يخرجون عن صمتهم. أجمع العديد من الخبراء ممن تقربت منهم يومية بولا الرياضية على أن مستوى الكاراتي دو بوهران تراجع بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وهذا مقارنة بالسنوات الماضية أين كانت الباهية بمثابة خزان للمصارعين بالنسبة للمنتخب الوطني. وأجمع العديد من العارفين بشؤون الكاراتي دو بوهران على ضرورة العودة للتكوين القاعدي من أجل الرفع من مستوى هذه الرياضة. كما أن الوضعية المالية للنوادي والجمعيات زادت الطين بلة. كيف لا وعلى غرار العديد من الرياضات الفردية الأخرى، فإن الكاراتي دو الوهراني يعيش أزمة مالية كبيرة في ظل نقص الموارد المالية وغياب الدعم اللازم. بالإضافة أيضا لمشكل القاعات الذي يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للمصارعين من أجل التدرب وإرجاء المنافسات الرسمية.
خليفة عيسى (حكم إفريقي ومدرب في رياضة الكاراتي):“يجب التركيز على التكوين القاعدي “
“بسم الله الرحمن الرحيم. لقد تشرفنا اليوم باستضافة جريدة بولا في مقرنا. فمرحبا بكم. لا يخفى عليكم بأن رياضة الكاراتي دو هي رياضة وطنية وعالمية. فلو نعود قليلا للوراء، فإننا سنتأكد عن مدى نجاح هذه الرياضة في مدينة وهران. كيف لا ومدينة وهران كانت في الماضي القريب بمثابة الخزان الأول للمنتخب الوطني. لكن بعد مرور فترة من الزمن شاهدنا بأن وهران لم تعد تنجب مصارعين في المستوى. لماذا؟ لا نستطيع أن نقول بأنه لا يوجد مصارعين بوهران، بل وحسب نظريتي لا يوجد هناك سياسة بناء المصارع. فما نلاحظه اليوم يؤكد عدم وجود التكوين القاعدي للمصارعين. ففي القديم، كانت هناك عدة مدارس معروفة على المستوى الوطني. اليوم نرى بأن ظروف الجمعيات لا تسمح لها بالتكوين من فئة الأصاغز حتى فئة الأكابر. الرياضة بصفة عامة والكاراتي دو بصفة خاصة أصبح علم قائم بذاته، والتكوين يلزمه متابعة ومصاريف وتأطير. فكل هذه الأمور هي من تكون بطل الغد، والتكوين القاعدي هو ما نحتاج له اليوم.”
“هدفنا هو النهوض برياضة الكاراتي دو”
“نحن نعلم اليوم بأن ميول الأطفال والشباب لكرة القدم والرياضات الجماعية. فهناك إهمال كبير للرياضات الفردية، رغم النتائج المحققة مؤخرا في ألعاب البحر المتوسط، وحتى في البطولات العالمية. فالراية الوطنية تُرفع في المحافل الدولية، إلا أن السؤال المطروح، لماذا لا يتواجد مصارعي الغرب في المنتخب الوطني؟ فحسب رأيي هناك خلل يجب تعديله. لهذا يجب العودة للتكوين القاعدي. هذا هو العنصر الأساسي الذي جعل مصارعي الغرب يختفون عن قائمة المنتخب الوطني. ومن هنا أوجه رسالتي لجميع المؤطرين من أجل ضرورة العودة للتكوين القاعدي. فيجب أن نأخذ أبطالنا الصغار بعين الاعتبار. ويجب أن تكون هناك مرافقة علمية. فنحن في الرابطة نبدل مجهودات مع الجمعيات حتى تكون هناك نهضة لرياضة الكاراتي دو، وهذا رغم الصعوبات الموجودة. هدفنا هو النهوض برياضة الكاراتي دو.”
سرحاني إسلام (مصارع بنادي ساموراي بطيوة):“التكوين من صلاحيات الأندية وليس الرابطة”
” الحمد لله، فالكاراتي دو الوهراني في تحسن نوعا ما. فبفضل الرجال والأشخاص الذين هم واقفون على رياضة الكاراتي دو في الرابطة وعلى مستوى الاتحادية نستطيع إعادة هذه الرياضة للواجهة، ولم لا تكوين أبطال عالميين إن شاء الله. بالنسبة لي، وكرياضي فإن هدفي هو تحقيق الألقاب. ما يهمنا هو العمل والمضي نحو الأمام. كما نتمنى ألا تكون هناك عراقيل تواجه مشوارنا. نحن دائما ما نرمي المسؤولية على الرابطة والمسؤولين، لكن القاعدة والأساس هما النوادي، لأنها هي التي من تقوم بالتكوين وليس الرابطة. فلابد على الأندية أن تعمل وتحاول تصحيح الأخطاء وتكوين المصارعين. كما يجب أيضا على المدربين أن يُراجعوا أنفسهم في مجال التكوين، لأن الزمن يتغير والقواعد تتغير. في الأخير، بودي أن أشكر جريدة بولا على الاهتمام والتغطية. والسلام عليكم.”
تغطية: وداد هاشم
تصوير: عبد الكريم مكالي