الأولىحوارات

فتح قلبه لجريدة “بولا” وكشف أمورا خطيرة … برّحال محمد بطل أولمبي في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة: “أعاني الحقرة و التهميش ، مشكلتي مع رئيس الاتحادية وقد أتراجع عن الاعتزال إذا تحسنت الأوضاع”

في خبر فاجأ العديد من متتبعي الشأن الرياضي بالجزائر، أعلن البطل الشبه أولمبي برّحال محمد في منشور على حسابه الخاص” فيسبوك ” وضع حد لمسيرته الرياضية بسبب ما أسماه ” الحقرة ” والظروف الصعبة التي يعيشها وذلك بعدما وجد نفسه مجبرا على مواجهة الإعاقة، الظروف الاجتماعية والمسؤولين. جريدة “بولا “حاولت معرفة أسباب ودوافع القرار المفاجئ من خلال هذا الحوار الذي تحدث فيه البطل العالمي وصاحب عدة تتويجات في المشاركات الأولمبية عن سبب اعتزاله، بالإضافة إلى العودة للحديث عن مسيرته التي خاضها خلال مشواره الرياضي، منذ التحاقه بالمجمع البترولي لذوي الاحتياجات الخاصة اختصاص المسافات 100 و200 و400 متر ورمي القرص، وعن تمثيله للألوان الوطنية في المحافل الدولية وأمور أخرى مثيرة للاهتمام.

بداية محمد شكرا على قبولك إجراء الحوار معنا.

“الشكر موصول إليكم ومرحبا بكم”.

هل لك أن تضعنا في الصورة وما سبب هذا الاعتزال المفاجئ؟

“بصراحة قراري جاء نتيجة لما عشته من ظروف صعبة في الفترة الأخيرة ،فقد صبرت كثيرا على أمل أن تتحسن الأوضاع لكنها للأسف ازدادت سوءاً ،ومشكلتي بالأساس  مع رئيس الاتحادية الذي أقصاني في وقت سابق و تسبب في إبعادي عن المشاركة في بطولة العالم العام الماضي حتى يحطم مشواري ،والآن هو يتعمد عرقلة تحضيري للأولمبياد و لكم أن تتخيلوا معاناتي اليومية مع التدريبات أين اضطر للذهاب يوميا لملعب 5 جويلية وصعود الدرج وحيدا ، و من ثم العودة للمنزل في الوقت الذي كان بإمكانه توفير مكان آخر من أجل تسهيل إجراء التدريبات خاصة و أنني أستعمل الكرسي المتحرك في تنقلاتي” .

حسب رأيك ما هي أسباب هذه العراقيل التي تجدونها من طرف الاتحادية؟

“حتى أضع الجميع في الصورة، سأعود للحديث عن حادثة حرماني من المشاركة في بطولة العالم العام الماضي ،طلب مني رئيس الاتحادية  التخلي عن مدربي و الإمضاء على تعهد حتى يستطيع إقالته فرفضت ذلك و أكدت أنها ليست مشكلتي ، وله أن يتفاهم معه إن كانت له مشكلة شخصية معه ،فقام بعرقلة حصولي على التأشيرة إلى الإمارات في الوقت الذي تحصل فيه جميع الوفد عليها بشكل عادي ،فحاولوا التبرير بشتى الطرق لكنني استفسرت وجمعت الأدلة أن إقصائي كان متعمدا فطلب مني حينها رئيس الاتحادية عدم إثارة القضية مقابل التعويض مستقبلا وتسهيل تحضيراتي للأولمبياد وهو ما وافقت عليه ،لكن وبعد مرور الوقت وجدت صعوبات أكثر من السابق ما جعلني أفقد الأمل و أتخذ هذا القرار و أود أن أضيف شيئا “.

تفضل …

“قد يتساءل البعض لماذا انتظرت كل هذا الوقت للتطرق لهذه القضية وعليّ التأكيد أنني فضلت التريث حتى أتمكن من جمع كل الأدلة التي تنصفني، وبالفعل تم ذلك وبإمكاني تقديمها أمام المسؤولين عن قطاع الرياضة في الجزائر، ولهم أن يحكموا على تصرفات اتحادية ألعاب القوى اتجاه الرياضيين ومدى حجم المعاناة التي يعيشونها في ظل تجنبهم التحدث خشيةً على مشوراهم الرياضي.”

هل من الممكن أن تتراجع عن قرارك في حال تحسنت الظروف؟

“بطبيعة الحال، فهذا ما نتمناه نحن كرياضيين وكما تعلمون فأنا متأهل للألعاب البارالمبية بطوكيو العام القادم، بالرغم من أننا اشتكينا كثيرا من ظروفنا الصعبة في التحضير عديد المرات لكن لم يلتفت إلينا أحد وأملنا كبير في وزارة الشباب والرياضة التي ليس لدينا أي مشكل معها، بل بالعكس نعلم أنها تقدم المساعدات والدعم اللازم للاتحاديات، لكن هذه الأخيرة هي سبب المشاكل التي يعاني منها الرياضيون”.

نتمنى أن تتحسن أوضاعكم قريبا، لكن محمد هلاّ حدثت القراء عن بداياتك في عالم الرياضة؟

“بدأت ممارسة الرياضة في سن 15 سنة، التحقت بالنادي الهاوي الكاليتوس، وكنت أمارس رياضة الكونغو فو، بعد ثلاث سنوات تحصلت على لقب بطل الجزائر سنة 1997، لأتعرض بعدها لحادث مرور في نفس السنة، حيث كنت مقبلا على شهادة البكالوريا، والحادث أبقاني في المستشفى مدة سنتين من أجل إعادة التأهيل الحركي، لكن للأسف تبين لي عدم القدرة على المشي، والحمد لله على كل حال، بحيث قضيت سنوات بين العلاج وإعادة التأهيل قصد عودتي مجددا للمشي العادي، لم أوفق في مواصلة دراستي رغم شدة رغبتي في المواصلة وأنا الذي كنت مقبلا على نيل البكالوريا.”

متى كانت انطلاقتك نحو التتويجات والنجاحات العالمية؟

“كانت في الألعاب شبه الأولمبية سنة 2012، حققت الميدالية الذهبية ورقم قياسي عالمي في رمي القرص وميدالية برونزية في 100 م ، وكانت أول ميدالية وأول رياضي يحقق ميدالية عالمية في اختصاص سباقات الكراسي المتحركة منذ نشأة هذه الرياضة، في كل مرة كان طموحي يكبر من أجل رفع الراية الوطنية، بعدها كانت المشاركة في البطولة العالمية بفرنسا سنة 2013، حققت الميدالية الذهبية في رمي القرص، ورقم قياسي عالمي، وميدالية فضية في 100 متر ورقم قياسي إفريقي، بعدها جاءت بطولة العالم التي جرت في قطر سنة 2015، حققت خلالها ميدالية برونزية في 100 متر، وفشلت في تحقيق ميدالية في 400 متر والسبب تكسر كرسيّ للأسف. بعدها جاءت الألعاب شبه الأولمبية بريو دي جانيرو 2016 وحققت الميدالية الفضية في سباق 100 متر، وتعرضت للإصابة على مستوى الظهر قبل دخول 400 متر والسبب هو السقوط في الحمام، لتكون بعدها المشاركة في البطولة العالمية سنة 2017، حققت الذهبية في 400 متر ورقم قياسي عالمي، وحققت خلالها برونزية في 100 متر، وبعدها في سنة 2019 البطولة العالمية بدبي، حيث حققت ميدالية برونزية في 200 متر، كما أنني حققت التأهل للألعاب شبه الأولمبية طوكيو 2021 .”

كيف ترون تعيين حماد على رأس اللجنة الأولمبية؟

“ارتحت كرياضي لتعيينه على رأس اللجنة لأنه ابن الرياضة، هو بطل أولمبي يعرف متطلبات وانشغالات الرياضيين، ويعلم جيدا ما يعانيه الرياضيون، فقط عليه أن يخص ذوي الاحتياجات الخاصة بنفس الامتيازات التي يتحصل عليها الأسوياء، خاصة في المنحة الخاصة بالتحضير الأولمبي.”

شكرا لك محمد، ولك الكلمة الأخيرة؟

“شكرا لجريدة “بولا ” التي تولي اهتماماً بكل الرياضات، نتمنى لكم التوفيق، وإن شاء الله تتحسن أوضاع الرياضيين قريبا و خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين من المفروض أن يحظوا بالرعاية اللازمة أكثر من غيرهم لأنهم يعانون كثيرا طيلة مشوارهم ،و أجدد مناشدتي للوزير خالدي من أجل التدخل و إنصاف الرياضيين و تخليصهم من المعاناة التي يعيشونها والقهر الذي يتعرضون له من طرف إتحادياتهم .”

حاوره: نور الدين عطية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى