الأولىحوارات

نعيمة لعوادي (لاعبة المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا): “رسالتي لمولدي عيساوي سنة 1996 سبب تأسيس البطولة النسوية بالجزائر”

السلام عليكم، شكرا لقبول إجراء هذا الحوار..

 ” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شرف لي الحديث ليومية بولا، وأنا هنا للإجابة على أي سؤال.”

بداية، كيف كان دخولك لعالم كرة القدم؟

 “قبل دخولي لعالم كرة القدم، مارست رياضة الجيدو مع فريق شبيبة القبائل وحققت عدة ألقاب وطنية. لكنني كنت أعشق كرة القدم. وبعدها دخلت لرياضة ألعاب القوى، والسبب في ذالك من أجل الدخول لملعب أول نوفمبر بتيزي وزو والاقتراب أكثر من رياضة كرة القدم، لأنني كنت من عشاق كرة القدم. بدأت ممارسة كرة القدم في الحي، وبدأت ألعبها وأنا في سن الخامسة لغاية سن ال16 سنة. وعند دخولي لألعاب القوى، تقربت من أصاغر وأشبال فريق شباب القبائل ليحقق لي المدرب عمر قاسي أمنيتي والسماح لي بالتدرب مع الذكور.”

هل واجهتي صعوبات حينها؟

 “في بداية الأمر، لم يتقبل والدي الأمر، لأنها كانت فكرة جديدة بالنسبة لهم. لكن هدفي قادني لبلوغ القمة، وفرض اسمي في تاريخ كرة القدم الجزائرية والإفريقية وحتى العالمية. وأنا متأكدة من أنه قبلي كانت هناك العديد من الفتيات الموهوبات في لعبة كرة القدم، لكن في تلك المرحلة لم يكن من السهل تقبل فكرة لعب امرأة لكرة القدم. فممارسة كرة القدم كان حكرا على الرجال. وبعدها تقبل والدي الأمر وساندني كثيرا.”

ماذا عن لقب مارادونا؟

 “كنت طموحة جدا، وقررت إعطاء نفس جديد لمسيرتي، حيث بعثت برسالة إلى حصة مواهب التي كانت تبث عبر التلفزيون الجزائري وهذا من أجل إبراز موهبتي.  هذه الحصة التي كان ينشطها الصحفي فؤاد حرز الله عبر التلفزيون الجزائري، كان دائما يطالب فيها المواهب في مختلف ربوع الوطن بمراسلته. وأتذكر أني قلت في قرارة نفسي بأنه يتوجب عليّ بعث برسالة إلى هذه الحصة، كوني أملك موهبة مداعبة الكرة ورسالتي وصلت والتلفزيون الجزائري تنقل إلى مدينة تيزي وزو وأعدوا لي بورتريه مدته 26 دقيقة. كان ذلك سنة 1994 وكنت أول امرأة تبث في تلك الحصة. هنا كانت الانطلاقة الفعلية لنعيمة لعوادي في مجال كرة القدم. لأتحصل على لقب مارادونا الجزائر الذي كان عنوان البورتريه، وهو اللقب الذي رافقني طيلة مشواري الكروي. هذا البورتريه تفاعل معه أبناء تيزي وزو وأفراد العائلة، كما أنه لفت أنظار مسيري شبيبة القبائل، أين تقرب مني مسير من النادي وعرض عليا فكرة مداعبة الكرة والقيام بعروض كروية ما بين شوطي مباريات الفريق محليا وقاريا بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. إلا أن والدتي رفضت الأمر جملة وتفصيلا، وهي التي تخوفت عليا من ردة فعل الأنصار والجيران. بما أني تلقيت موافقة والدي تحليت بالشجاعة وتنقلت للملعب، وبدأت في مداعبة الكرة أمام أزيد من 20 ألف مناصر، وعكس كل التوقعات تلقيت تشجيعات كبيرة من قبل جمهور الكناري. وهو ما زادني ثقة في النفس للذهاب بعيدا.”

 كيف تمت بداية البطولة النسوية بالجزائر؟

 “بدأت برسالة مني. ففي سنة 1996 قررت أن أبعث برسالة إلى وزير الشباب والرياضة السابق مولدي عيساوي الذي أحييه بالمناسبة، كونه كان السبب المباشر في تأسيس كرة القدم النسوية. لقد استقبلني في مقر الوزارة، وكانت برفقته كل من السيدة خليلي والسيد يفصح. هذا اللقاء تمخض عنه فكرة إقامة أول دورة كروية نسوية في الجزائر. في ذلك اللقاء تحدثت للوزير عن المنتخب الوطني النسوي وكشفت له أن بلوغ ذلك لن يكون إلا بتشكيل أندية نسوية. بعد ذلك اللقاء تحركت الأمور في الاتجاه الصحيح، وبدأت مديريات الشباب والرياضة تعمل على تحقيق الحلم الذي بات حقيقة والحمد لله. رسالتي كانت منعرجا حاسما وسببا رئيسيا في التفكير بإنشاء بطولة نسوية ومنتخبا وطنيا لكرة القدم. المسؤول في السابق كان يهتم بكل الانشغالات، ومولدي عيساوي لما التقى بي كانت له نظرة بعيدة المدى. وقال لي بالحرف الواحد سنبدأ بفكرة الدورة، وأعدك بأن المنتخب الوطني سيتم إنشائه، وهو الوعد الذي تجسد على أرض الواقع والحمد لله.”

 وماذا عن تجربتك الاحترافية خارج الوطن؟

 “بعدها تنقلت إلى ألمانيا. والاحتراف كان عن طريق مساعدة الصحفي حوشين الذي قدم لي يد المساعدة وأشكره بالمناسبة. والحمد لله تمكنت من إمضاء عقد احترافي وأنا في سن ال21. والحمد لله أصبحت أول لاعبة محترفة جزائرية.وهنا كانت أول مرة أخرج فيها من الجزائر وأبتعد عن أهلي وأذهب إلى مدينة فرانكفورت.وجدت نفسي بشقة كبيرة ولدي سائق يرافقني للتدريبات ويعيدني للبيت والحمد لله. ورغم أنني لم أكن أجيد اللغة الألمانية إلا أن اللاعبات هناك ساعدنني كثيرا من أجل الاندماج السريع. بعدها تنقلت إلى فرنسا وتعاقدت مع فريق إيفرو الذي أضحى اليوم يقدم لاعبات للمنتخب الفرنسي الأول، وأحد أفضل المدارس الكروية النسوية بفرنسا، وواصلت مسيرتي الاحترافية بأوروبا إلى غاية نهاية موسم 2006، بعدها تلقيت العديد من العروض ورفضتهم كعرض نادي باريس سان جيرمان الذي كان فريقا هاويا في تلك الحقبة. ورفضت أيضا مقترح فريق موناكو. لأقبل رض سيلتيك مارسيليا بالجنوب الفرنسي، حيث لعبت هناك لمدة خمس مواسم كاملة وختمت مشواري الكروي هناك في سن ال30.”

ماذا عن تجربة المنتخب الوطني؟

 “كانت تجربة فريدة من نوعها. لقد لعبت المباراة الافتتاحية ضد ألمانيا خلال مونديال فرنسا 1998 والمباراة النهائية بين البرازيل وفرنسا. كما أنني فزت مع المنتخب الوطني بكأس العرب بمصر، وتحصلت على لقب أحسن هداف في الدورة.”

إلى ماذا تحتاج كرة القدم النسوية؟

 “كرة القدم النسوية تحتاج لمسؤولين بمعنى الكلمة. لأنه كرة القدم الجزائرية النسوية تعاني كثيرا. فلهذا نتمنى من السلطات النظر لواقع الرياضة النسوية، والعمل على وضع خطة للنهوض بها نحو الأفضل إن شاء الله.”

ما هي الرسالة التي توجهينها للنساء في عيدهن العالمي؟

 “اليوم هو صراحة حق للمرأة وليس عيد المرأة. أتمنى دائما أن تكون المرأة حرة ومتعلمة ومجاهدة ومثقفة حتى وإن كانت ماكثة في البيت. أتمنى النجاح لكل النساء وأقول لهن عيد سعيد لكل نساء العالم والجزائريات خصوصا.”

وداد هاشم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P