تنظيم الاتحاديات أولى الخطوات.. ورشات عديدة تنتظر خالدي لترتيب بيت الرياضة الجزائرية
اقترحت جهات فاعلة في الحركة الرياضية المحلية على وزارة الشباب والرياضة اعادة النظر في تركيبة الجمعيات العامة للفرق والرابطات الولائية والجهوية، ناهيك عن الاتحاديات. ذلك بفتح المجال للعضوية فيها لقدامى الرياضيين الأبطال حتى تعود الرياضة للرياضيين. فضلا عن احتجاج العديد من الأسماء الرياضية البارزة عن اقصائها من العضوية في الجمعيات العامة. ما كان سببا في بروز صراعات من جهة وتهميش الكفاءات من جهات أخرى. في ذات السياق تشهد العديد من الاتحاديات الرياضية بالجزائر فوضى عارمة ومشاكل عويصة، مما يجعل مهمة إعادة الاستقرار إليها ” أمرا مستعجلا”، خاصة مع اقتراب نهاية العهدة الأولمبية. لكن هذا يبقى صعبا في ظل أوضاعها الداخلية، وكأن السيناريو يعيد نفسه، فقبل نهاية 2012، كان الوضع متأزما بـ12 اتحادية، غير ان الوزارة آنذاك نجحت في بسط الاستقرار من خلال تنظيم جمعيات انتخابية ” هادئة”.
الحذر من تكرار سيناريو 2016
والكل يتذكر ما حدث بعد أولمبياد 2016، حيث عرفت العديد من الاتحادات الرياضية مشاكل كبيرة جدا وصلت صداها إلى الاتحادات الدولية، واتهمت بعض الأطراف الوزير الأسبق الهادي ولد علي، بفرض تصوراته وأفكاره على غالبية الحركة الرياضية، ما شوش على اجماعه وأخلط كل الحسابات، حاليا وقبل أسابيع قليلة من عقد جمعية استثنائية للجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية (الكوا) لانتخاب رئيس جديد خلفا لمصطفى براف المستقيل، لا تبدو الأوضاع أحسن. خاصة وأن الرياضة الجزائرية اليوم في حاجة لرجل صادق يلقى الاجماع من قبل جميع هيئاتها حتى يعيد لها التوازنات القادرة على الرقي بها.
الوضع المزري للإتحاديات قد يؤزم الوضعية
فاتحاد الغولف، تشرف عليه لجنة مؤقتة من 3 أشخاص بعد قرار الوزارة بعزل المكتب الذي كان يقوده فؤاد قدرة بدعوى ” سوء التسيير”. وقد يستمر هذا الوضع حتى 31 ديسمبر 2020. وهو ما يعني غياب هذا الاتحاد آليا عن حضور الجمعية الانتخابية لـ” الكوا”. كما ان اتحاد التنس يوجد بدون رئيس ” شرعي” منذ إيقاف محد بسعد، في عهد وزير الشباب والرياضة السابق. علما ان بسعد، لجأ للمحكمة الإدارية لإنصافه. وتتواصل المشاكل باتحاد الرمي الرياضي دون ان تجد حلولا، رغم استمرارها لفترة ليست بالقصيرة. بينما يبقى اتحاد الفروسية بدون رئيس، منذ ايداع محمد زبير متيجي الحيس المؤقت. في حين طلب ثلثي (2/3 ) أعضاء الجمعية العامة لاتحاد الملاكمة لسحب الثقة من الرئيس عبد المجيد نحاسية، الذي يعيش أوقاتا عصيبة. وعاد المعارضون لرابح بوعريفي، رئيس اتحاد كرة السلة، للطعن في مصداقية اعادة الاعتبار له من قبل الوزير السابق، معتبرين ان هذه الخطوة “خالفت” إرادة الجمعية العامة التي رفضت حصيلته المالية والأدبية. ويبقى التوتر يسيطر على اتحاد الكونغ فو ووشو، بينما لا زال وضع رئيس اتحاد الكراتي يثير الاستغراب كون يشغل في نفس الوقت منصب مدير الشباب والرياضة بولاية تيارت. ويتعارض موقف رئيس اتحاد الكراتي مع المادة 62 من القانون 13/05 المتعلق بتنظيم الأنشطة البدنية والرياضية وتطويرها التي ” تمنع الجمع بين المسؤولية التنفيذية والانتخابية على المستويين الوطني والمحلي”. ليس هذا فحسب، فهناك مؤشرات باتحادات أخرى غير مطمئنة، قد تجعل من الأسابيع المقبلة ساخنة جدا، الا إذا نجحت الوصاية في الاهتداء لطريقة تعيد الأمور إلى طبيعتها. ولعل الظروف التي شهدها العالم التي تأجلت على إثرها المنافسات الدولية والاقليمية، سيمنح للقائمين على الرياضة الجزائرية قليلا من الوقت لإعادة ترتيب البيت.
بن حدة