الأولىحوارات

ويلي سانيول: “تمنيت لو بقي غويري في فرنسا، و بن زية ضيع مشواراً كبيراً”

في ركن حوار الأسبوع لهذه المرة، اتصلنا بالدولي الفرنسي السابق و لاعب بايرن ميونيخ الألماني سابقا، ويلي سانيول، الذي أشرف على تدريب منتخب آمال فرنسا، و كان مساعدا للعملاق الإيطالي كارلو أنشيلوتي في بايرن ميونيخ، و يعمل اليوم مدربا لمنتخب جورجيا القريب من التأهل إلى كأس أمم أوروبا لأول مرة في تاريخه..

اكتشفنا في هذا اللاعب تواضع كبير و احترام أكبر في طريقة التعامل، حيث اتصلنا به يوم 5 أكتوبر الماضي لطلب إجراء الحوار، فاعتذر بلباقة كبيرة طالبا تأجيل الموضوع إلى غاية الشطر الثاني من شهر نوفمبر نظرا لارتباطه مع المنتخب الجورجي لتصفيات كأس أوروبا، و بعد نهاية تلك المرحلة، عاودنا الاتصال به من أجل برمجة الموعد حيث قال أن صباح الإثنين أو الثلاثاء ( الماضي) سيكون متاحا لإجراء الحوار على الساعة 10 سا بتوقيت باريس، و بعد الاتفاق على يوم الثلاثاء و ضبط الموعد، ما إن حلت الساعة العاشرة حتى بعث سانيول برسالة عبر الواتساب ( صباح الخير، أنا جاهز لإجراء الحوار…).

اتصال بالفيديو لمدة 40 دقيقة مع وصيف بطل العالم السابق و المتوج برابطة أبطال أوروبا و مساعد كارلو أنشيلوتي، منحنا من خلاله فرصة الحديث عن عديد الأمور في الحوار التالي الذي تطالعونه عبر صفحات جريدة بولا، حول مشواره مع منتخب جورجيا، إشرافه على اللاعبين المزدوجي الجنسية، أكثر لاعب كان يرى فيه أنه سيكون نجما حقيقياً، اللاعب الذي تمنى لو بقي في فرنسا، المنتخب الوطني، جمال بلماضي، الكرة الإفريقية، ذكرياته في الميادين و نهائي كأس العالم 2006 و أمور أخرى تتابعونها في الحوار التالي:

بداية شكرا على قبول إجراء هذا الحوار، سعداء بذلك حقاً..

“العفو، شكرا لكم أيضا على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث للجمهور الجزائري و العربي من خلال جريدتكم، تفضلوا..”

سنبدأ من تجربتك الحالية مع منتخب جورجيا، أنتم معنيون بلعب مباريات السد،ط للتأهل لكأس أوروبا، كيف ترى المقابلة المقبلة ضد ليكسمبورغ، و كيف ترى حظوظكم في التأهل؟

“بداية يجب أن نعلم، أن منتخب جورجيا لم يسبق له أن شارك في منافسة قارية أو عالمية كبيرة بحجم كأس أوروبا أو كأس العالم، و الوصول إلى هذه المرحلة يعتبر إنجاز و مؤشر هام على تطور المنتخب في الفترة الأخيرة، تنتظرنا مباراة ضد ليكسمبورغ من المؤكد أنها صعبة للغاية لكن الأمر الإيجابي أننا سنكون مدعومون بجمهورنا بما أن المباراة ستجري على أرضنا، سنحضر جيدا لها، عديد المنتخبات الكبيرة لك تتأهل إلى اليورو و نحن لدينا فرصة من أجل تحقيق ذلك، ستعمل على تحقيق ذلك و التواجد في كأس أوروبا في النسخة المقبلة.”

مباراة بهذه الأهمية مع غياب أبرز لاعب لديكم، كفاراتسيخيليا، سيصعب الأمور، أليس كذلك؟

“هذا أمر طبيعي، الأمر سيكون مختلف تماما بغيابه عن الفريق، لأنه قائد حقيقي و لو وزن كبير في التشكيلة ليس من الجانب الفني فقط، بل حتى النفسي بما أنه يعطي دفع معنوي كبير لزملائه، لكن سنحاول التعامل مع هذا الأمر بالطريقة المناسبة.”

هل ترى أن جورجيا بإمكانها تقديم نجم أخر من طينة كفاراتسيخيليا؟

“في الوقت الراهن لا يوجد  لاعب آخر بنفس إمكانيات و مقومات خفيتشا الحقيقية، لكن هنالك لاعبون موهوبون جدا و يمكنهم صناعة اسم لهم في عالم كرة القدم بعيدا عن خيال كفاراتسيخيليا، لا يزال الوقت مبكرا أن نتحدث عن لاعب اخر قد يخلفه مثلا، لكن هناك من هو قادر على السير على نهجه.”

من خلال عملك، جربت أن تكون مدربا لنادي و أنت الآن ناخب وطني، ما الفرق بين الوظيفتين؟

“الفرق شاسع بينهما صدقني، في النادي تعيش تحت الضغط بشكل يومي، عليك أن تتعامل مع ضغط المباريات بشكل دوري، النتائج، الإعلام، الجماهير، لكن مع المنتخب الأمر مختلف تماما، بما أن المباريات محددة في تواريخ الفيفا، و مع هذا هناك ضغط من نوع آخر، لأن المسؤولية أكبر من تلك التي نجدها مع النادي لأن هناك بلد بأكمله ينتظرك و ليس جماهير نادي فقط.”

هل يمكن القول أنك اخترت العمل في المنتخب من أجل الهروب من الضغط اليومي؟

“لا، إطلاقا لأن تدريب المنتخبات لم يكن ضمن مخططاتي، و عندما وصلني عرض منتخب جورجيا لا أعلم كيف ارتحت لهذا المشروع و أردت فعلا أن أعيش تجربة جديدة، و مع هذا فإن العمل في المنتخب هو الآخر يتطلب عمل يومي، لأني أقضي كل الوقت في التحضير للمباريات و وضع مخططات مستقبلية، معاينة اللاعبين في مختلف ملاعب البلد و كذا في الدول الأخرى، البحث عن دراسات جديدة و عدة أمور أخرى.”

بصراحة، هل تفضل العمل في النادي أو المنتخب ؟

“بكل صراحة، أنا أفضل العمل في المكان الذي يجعلني سعيدا و أجد فيه الراحة النفسية التي تجعلني أبدع في عملي و أجد طريقي إلى تحقيق أهدافي، سواء كان هذا المكان ناديا أو منتخبا.”

 هل صحيح أنك تلقيت عروضا من منتخبات إفريقية؟

“نعم، هذا صحيح، تلقيت عروضا من منتخبات من إفريقيا في الفترة الماضية، لكني اعتذرت عن دراستها بسبب ارتباطي مع منتخب جورجيا، حيث أنني أسعى لتحقيق الأهداف التي سطرتها منذ أول يوم لوصولي لهذا البلد، و رحيلي ليس مرتقبا في الفترة المقبلة، فأنا أكن احترما كبيرا لجورجيا و شعبها.”

هل تتابع كرة القدم الإفريقية؟

“نعم، أتابع المباريات الإفريقية كلما تسنح لي الفرصة، كما أني أحرص على التواجد أمام الشاشة لمتابعة مباريات كأس إفريقيا من مرة إلى أخرى خاصة المباريات الكبيرة، هناك لاعبين كبار يشاركون في هذه الدورة إلى جانب مواهب جديدة، هذا ما يدفعني للمتابعة.”

ما رأيك في المنتخب الجزائري؟

“الجزائر بلد كرة القدم و تملك منتخب كبير، لقد مروا بفترة رائعة مع المدرب جمال بلماضي خلال كأس إفريقيا 2019 التي توجوا بها، كانوا فريق يضرب به المثل في الشراسة في اللعب، في التضامن بين اللاعبين، في الروح الجماعية و هذه الأمور مهمة جدا في كرة القدم، حتى لو كنت تملك أكبر اللاعبين في العالم و افتقدت لهذه الخصائص فلن تذهب بعيدا صدقني، و بعد التتويج بكأس إفريقيا ليس من السهل أبدا أن تسير تلك المرحلة، و ليس سهلا أن تشحن اللاعبين بالرغبة و الروح من جديد، و هذا ما تسبب في غياب الجزائر عن كأس العالم بعد الخسارة التي تعرضوا لها ضد الكاميرون على أرضهم، شاهت تلك المباراة و الطريقة التي أقصيت بها الجزائر كانت مؤلمة للغاية”

و كيف ترى العمل الذي يقوم به بلماضي من أجل إعادة المنتخب إلى الواجهة؟

“هو يتواجد منذ عدة سنوات على رأس المنتخب و يعرف جيدا لاعبيه، و يعرف جيدا كل من يوجه له الدعوة من أجل تمثيل المنتخب و المشاركة في إعادة بناء المنتخب من جديد، المدرب قام بعمل كبير للغاية و الآن عليه إيجاد الوصفة اللازمة و على اللاعبين مساعدته في تحقيق ذلك، لأن العودة إلى القمة تتطلب تضافر جهود الجميع”

عديد اللاعبين الفرانكو-جزائريين الذين أشرفت عليهم في منتخب فرنسا للامال، اختاروا تمثيل الجزائر بعدها بفترة وجيزة، ما تعليقك؟

“هذا قانون الإتحاد الدولي لكرة القدم و الذي يتيح لهم اختيار المنتخب الذي يمثلونه عند بلوغ سن الواحد و العشرين، صحيح أن عديد اللاعبين مثلوا فرنسا في الفئات الصغرى، لكن خيار اللعب للجزائر كان خيار القلب و أنا أدرك ما أقول، رغم أنهم ولدوا و ترعرعوا في فرنسا، إلا أن ارتباطهم كان وثيقا بالجزائر بما أن أغلبهم كان يقضي العطلة الصيفية هناك و لهم عائلات هناك يزورونها باستمرار، فالخيار هو خيار القلب بالدرجة الأولى، كما أن والديهم يدفعونهم أيضا لاختيار الجزائر نظرا الارتباط الكبير ببلدهم الأصلي.”

من هو اللاعب الذي تمنيت لو أنه بقي في فرنسا؟

“صراحة، هو الفتى أمين غويري، لأنه يملك إمكانيات كبيرة جدا و سينفجر قريبا إذا ضاعف العمل، يمكنه أن يذهب بعيدا في مشواره الكروي و سيقدم إضافة كبيرة جدا لخط هجوم الجزائر إذا تم استغلاله بأفضل طريقة ممكنة.”

 من هو اللاعب الذي كنت تتطلع أن يحظى بمسيرة أفضل؟

” لن أفكر كثيرا و سأقول أنه ياسين بن زية، لقد كنت أنظر فيه نجم كبير قادم بقوة في سماء كرة القدم الأوروبية، إلا أن عالم كرة القدم في بعض المرات يبدو غريبا جدا، تعامله مع الكرة، الإمكانيات التي كان يحظى بها، نظرته و قرائته للعب، سرعة التنفيذ و عدة أمور أخرى رغم صغر سنه إضافة إلى الرغبة الكبيرة التي كان يملكها من أجل التألق جعلتنا نتطلع لمشوار كبير لهذا اللاعب، لكن للأسف سارت الأمور في إتجاه معاكس و لا أدري أسباب ذلك، أتأسف حقا للطريق الذي آلت إليه مسيرته الكروية، كان بإمكانه أن يلعب لأكبر الأندية العالمية و يكون نجم عالمي كبير، لكن للأسف..”

عملت لفترة كمساعد لكارلو أنشيلوتي، ماذا استفدت من هذا المدرب العملاق؟

“ما تعلمته من أنشيلوتي في 6 أشهر، يعادل تكوين و دراسات لمدة 15 سنة، كارلو شخص رائع من الجانب الإنساني أولا، فتح لي كل الأبواب من أجل اكتساب معارفه و لم يبخل علي بأي شي، الفترة التي قضيتها بجانبه غيرت في شخصي الكثير، في حياتي، في طريقة رؤيتي للأشياء، في تعليمي، في مسيرتي كمدرب، و التواجد معه بشكل يومي في الملعب أثر في كثيرا، لا يمكن الحديث عنه و عن تلك الفترة في وقت وجيز، كارلو ميستر حقيقي.”

من هو النادي أو المنتخب الذي تحلم بتدريبه؟

” أحلم؟ لا، أنا أريد ن أعيش تجربة إنسانية قبل أي أمر اخر، و قرار قبولي تدريب منتخب جورجيا كان لذات الأمر، أريد أن أتجول في مختلف قارات العالم، في أمريكا، إفريقيا و آسيا، أريد اكتشاف عدة أمور و الأمور الرياضية و المهنية تأتي في المقام الثاني بالنسبة لي، هذه طريقة تفكيري، بعد نهاية عقدي مع منتخب جورجيا سنرى.”

خلافة ديشان على  رأس المنتخب الفرنسي، أليس هدفا لك؟

“لا، مثل كل الفرنسيين أتمنى أن يكون زين الدين زيدان هو مدرب المنتخب الفرنسي بعد رحيل ديدي ديشان الذي ترك بصمته مع الديكة و كتب تاريخا مميزا.”

هل نتفق أن نهائي كأس العالم 2006 هو أسوأ ذكرى في مسيرتك؟

“يمكن القول أن تلك المباراة هي أفضل و أسوأ ذكرى، الأفضل أنني لعبت نهائي كأس العالم كلاعب كرة قدم محترف و هذا ما يحلم به الجميع، و الأسوأ هو أنني خسرت لقب كأس العالم و دقائق قليلة حرمتني من أكون بطلا للعالم في مونديال رائع.”

كيف تقبلت تلك الخسارة بتلك الطريقة في تلك الليلة في برلين؟

“كنت تحت الصدمة بعد الذي حدث خاصة و أن البطاقة الطرد الذي تعرض له زيدان قلب كل الأمور، بعد أن دخلنا غرف تغيير الملابس لم يكن أحد بمقدوره أن يتحدث، لم أكن أرغب في سماع اعتذار زيدان بعد المباراة، و لم أتمكن من الحديث معه حتى سنة 2008 حينما دعوته لحفل زفافي و بعدها عادت الأمور إلى نصابها و استمرت الحياة.”

من تراه أحسن لاعب في العالم حاليا؟

” كيليان مبابي.”

و في إفريقيا؟

“صعب الاختيار بين رياض محرز و ما حققه في مانشستر سيتي، ساديو ماني و محمد صلاح.”

كيف ترى اختيار العديد من النجوم ترك أوروبا و الذهاب إلى السعودية ؟

“من المؤكد أن هؤلاء اللاعبين فازوا بعديد الألقاب في أوروبا، و في السعودية تم منحهم عروض مالية ضخمة جدا لا يمكن رفضها خاصة و أن اللاعبين الذين ذهبوا هناك أغلبهم فاق سنه ال 30، أعتقد أنهم فعلوا الأمر الصواب و القرار السليم، و حتى الدوري السعودي تطور كثيرا و هذا ما يجب الإشارة إليه.”

حاوره: مصطفى خليفاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P