حوارات

رحيمة كانون كاتبة و مترجمة مشاركة في عدة كتب جامعة ورقية وإلكترونية: ”  فترة الحجر كانت فرصتي للعودة للكتابة بعد فراق طويل “

بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها للجمهور؟

 

” الأستاذة رحيمة كانون زوجة عيساني من مواليد الفاتح جانفي 1988 بمدينة الورود البليدة، كاتبة و مترجمة جزائرية، خرّيجة معهد الآداب و اللّغات بجامعة الجزائر2، قسم الترجمة “عربي-فرنسي-إسباني” تخصصت في الترجمة الفورية و متحصّلة على شهادة الدّراسات التطبيقية في الإعلام و الاتصال تخصص سمعي بصري. شغلت العديد من المناصب منذ تخرجي سنة 2010 أهمها أستاذة اللغة الإسبانية بجامعة البليدة و أستاذة لوحدة تقنيات التعبير بمركز التكوين المهني و التّمهين ببوينان وأستاذة للفرنسية و الاسبانية بمركز التدريب الإعلامي بفرعيه في العاصمة و البليدة. اجتزت في 2012 مسابقة التعليم الابتدائي و بتوفيق من الله تصدّرت قائمة النّاجحين و استقر عملي في القطاع بصفتي مرّسمة منذ 2013 “.

 

كيف حالك أستاذة ؟

 

” أحمد الله العظيم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم “.

 

كيف دخلت الكتابة و كيف دخلت عوالمها و من شجّعك على ذلك؟

” جذور الكتابة عندي ممتدة للصغر، و لكن حروفي لم تنشر حتى الكبر، وقد هجرت قلمي لسنوات، فكانت عجافا حبري فيها ما هطل، فصار الدّمع من عيني بسرعة ينهمر، و أحسست أنّي فقدت شيئا ثمينا لا يقدّر بثمن، و تزامن ذلك مع مرض والدي فشعرت بالألم، و صرت أفتش بداخلي عن أمل ، و تستوقفني دائما نون و القلم ، فرحت أتأمل حروفا بدت لي كلؤلؤ منثور جمعتها في سطور و بادرها اليراع بالقبول. فبدأت أنشر بالصّحف و المجلات و أشارك بالمسابقات و أول مشاركة كانت على منصة الانستغرام في مسابقة مرداد خواطر في طبعتها الثالثة، تحصلت على المرتبة الثالثة بنص بعنوان ” رجل من طراز خاص” أسرد فيه تفاصيل أبي رحمه الله و معاناته مع السرطان و تعايشه معه بالصّبر و الإيمان، و هو من شجعني فقد كان لي سندا و عونا بعد الله الغفور الرّحيم و هكذا أقبلت على الكتابة بنهم و أدمنتها دون ندم “.

 

هل للبيئة أثر على الكاتب؟ فما هي آثارها عليك؟

” البيئة الدّاعمة هبة من الله ، لأنها تأثر ايجابا في صقل المواهب و إثرائها فتظهر مادة الكاتب كعروس بهيّة الطلعة، و قد ترعرعت في عائلة محبّة  للعلم و مهتمة بالأدب  و لله الحمد و المنّة “.

 

لمن قرأت و بمن تأثرت؟

” قرأت للكثير من الكّتاب العرب منهم و العجم، و لا زلت أجد في كتاب ” لا تحزن” للدكتور عائض القرني ملاذا للفرار من الغمّ و الحزن بعد كتاب الله طبعا و لا زلت أجد في كتب المنفلوطي متنفسي و راحتي، فنفسي الأمّارة بالإبداع تدعوني لترجمة النصوص الأدبية على خطاه  فأشعر و كأنني أنتمي إلى نفس العالم الذي ينتمي إليه “.

 

لمن تكتبين ؟

” لا أستهدف فئة معينة في كتاباتي ولكن أسعى جاهدة لجعل كلمتي عروسا تتجمّل بالأمل فتزرع البسمة على كلّ من فيها نظر و تمسح الدّمع و الحزن و الألم “.

 

ما هي المسابقات التي شاركت فيها؟

” شاركت في مسابقة مرداد خواطر كستناء على منصة الانستغرام في طبعتها الثالثة و تحصلت على المرتبة الثالثة بخاطرة امتزجت فيها دموعي بحروفي، أروي فيها تفاصيل أبي و معاناته مع السرطان وتسلحه بالصبر و الإيمان. رحمه الله “.

 

ما هي الكتب التي شاركت فيها؟

” شاركت في العديد من الكتب الورقية و الإلكترونية أذكر منها ضريبة الهوى بقصيدة بعنوان باب الهوى و تحصلت فيه على المرتبة الأولى ، كتاب فريسيا الأمل تحت إشراف الكاتبة نسرين بن ذيب، كتاب كما ربياني صغيرا، إليك فقيدي، قويّة رغم الصّعاب ، أرواح الكادابول و غيرها  “.

 

ما هي الكتب التي أشرفت عليها ؟

“أشرف حاليا على كتاب ورقي جامع بعنوان “ومن كأبي” و كتاب ديني آخر بعنوان ” وإلى ربّك فارغب” .

 

لديك مؤلف لم ينشر بعد حدثينا عنه؟

“”  خواطر رحيمة ” سيكون المولود الأول إن شاء الله ، و هو كتاب خفيف الوزن مثقل بالأحاسيس المرهفة و المشاعر الصادقة، عقدت فيه قرانا بين الألم و الأمل، فقد يجده القارئ عرسا بهيجا تارة و مأتما كئيبا تارة أخرى، عزفت فيه القوافي لحنا ممدودا، و تمايلت المتون على لحن غير معهود، أهديته لمن ساندني و هو في الحياة و ألهمني بعد الممات، أبي الغالي رحمه الله “.

 

ما هي أجمل و أسوأ ذكرى؟

” لم تكن ذكرياتي يوما كهشيم يذروه الرياح، بل كربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين، أشبعت بها خبراتي و زخرفت بها كلماتي، أما أسوأها فجردتها من العبرة و رميتها بزنزانة النسيان و أوصدت عليها الأبواب بالأقفال حتى لا ترى في حياتي نورا و لا تبيان “.

 

من شجعك على الكتابة أول مرة؟

” شجعت نفسي ووثقت بها  “.

 

من غير الكتابة ماذا تعملين؟

” أستاذة  اللغة الفرنسية بالمدرسة الابتدائية “.

 

ما هو مستقبل الأدب و الشعر في عصر التكنولوجيا؟

” ستبقى للكتاب هيبته و للكلمة قوتها مهما طغت التكنولوجيا “.

 

ما هي طموحاتك في عالم الكتابة؟

” أدب الطفل يسترعي اهتمامي و أطمح لمزج ثلاثيتي كمعلمة وكاتبة و مترجمة عن طريق ترجمة قصص هادفة للأطفال، و للأمانة فقد نصحتني بذلك مديرة المعهد العالي للترجمة الدكتورة إنعام بيوض في ملتقى للترجمة الأدبية و التاريخية انعقد مؤخرا “.

 

ما هي هوايتك المفضلة من غير الكتابة؟

” الطبخ و تحضير الحلويات التقليدية و العصرية “.

 

كنصيحة للشباب الراغب في دخول علم الكتابة ، ماذا تقولين لهم؟

” اجتثوا أشواك الألم و اغرسوا بذور الأمل و صاحبوا الورقة و القلم، و كونوا فخرا لهذا العلم، فالجزائر بشبابها ستنتصر “.

 

هل استفدت من الحجر الصحي؟

” طبقت الحجر و كان فرصتي لإبراز عضلاتي في الطبخ و لمجالسة الكتب و للاستمتاع بالأمومة “.

 

كيف توفقين بين العمل و الهواية؟

” أجد البركة في البكور، فعادة ما أكتب في الصّباح الباكر فذلك وقت يسود فيه الهدوء و تجتمع المشاعر و يأتيني الإلهام كزائر “.

 

هل يمكن أن تكتبي قصة حياتك؟

” ممكن جدّا”.

 

جائحة كورونا هل أثرت عليك ؟

” أثرت على نفسيتي في فترة حصدت فيها الكثير من الأرواح رحمهم الله ، فشعرت بالاكتئاب و تغلبت عليه بذكر الله و المطالعة فالكتابة “.

 

هل استفدت من الحجر الصحي؟

” نعم، حظيت بأوقات مميزة مع ولداي أمير و منصف و كانت فرصتي للعودة للكتابة بعد فراق طويل “.

 

رأيك حول مواقع التواصل في فترة الحجر؟

” اعتقدت أنّها شهدت نشاطا استثنائيا في هذه الفترة، و تبقى سلاحا ذو حدين، فهناك من يسخرها إيجابيا فتعود عليه بالمنفعة في الدنيا و الآخرة و العكس “.

 

هل أنت من عشاق الكرة المستديرة؟

“لست أنا بل زوجي، عاشق ولهان بالكرة المستديرة و يحول البيت إلى ملعب حين يتعلق الأمر بالفريق الوطني “.

 

ما هو فريقك المفضل محليا و دوليا؟

” أشجع الفريق الوطني فحسب “.

 

من هو لاعبك المفضل محليا و عالميا؟

” كل لاعبي الفريق الوطني مميزون و موهوبون ويتمتعون بروح وطنية عالية ، و تتجسد في المدرب جمال بلماضي صفات القائد الناجح “.

 

كلمة أخيرة؟

” أترحم على روح أبي الغالي و كل الاحترام و التقدير لأمي الحبيبة ، وأشكر زوجي الغالي لصبره معي و أتمنى التوفيق لأبنائي أمير و منصف و لكل أبناء الجزائر الحبيبة ، و الشكر الموصول للقائمين على هذه الجريدة “.

أسامة شعيب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P