السريـع يدفع ثمن المشاكل وميهوبي يفكر في الإستقالة
في نتيجة منطقية عجز السريع عن اقتطاع تأشيرة الدور الجهوي الأخير من منافسة كأس الجمهورية، لما انهزم أمام جيل بن داود في المباراة التي لم ترق إلى المستوى المطلوب وتأجل فيها الحسم إلى الأشواط الإضافية التي نجح فيها المنافس في خطف هدف الفوز مستغلا انهيار تشكيلة ميهوبي التي دفعت سريعا ثمن المشاكل التي يعيشها الفريق منذ بداية الموسم.
أشبال ميهوبي فشلوا في فرض منطقهم
مثلما كان عليه الحال في معظم مباريات الموسم الحالي التي عجز فيها الرابيد عن تحقيق أي انتصار لحد الآن، فإن الأمور لم تختلف كثيرا في اللقاء الذي لعب أول أمس بملعب بن سليمان بـ مستغانم، حيث عجز رفقاء شادولي عن فرض الأسلوب الذي أرادوه بالرغم أن المنافس لم يكن قوياً وكان قد مرّ بمشاكل مشابهة لتلك التي عاشها السريع خلال الأسبوع المنصرم.
لم يستغلوا أفضليتهم في الشوط الأول
في تحليل لأداء السريع في مباراة أوّل أمس، فإن المهمة كانت تبدو سهلة لأشبال المدرب محمد ميهوبي الذين استحوذوا على الكرة منذ الدقائق الأولى وكانوا الأفضل نسبياً، إلا أنهم لم يستثمروا في تلك الأفضلية بسبب غياب الفعالية الذي حرمتهم من ترجمة تلك الأفضلية إلى أهداف في مرمى جيل بن داود الذي لم يكتف بالدفاع فقط بل حاول الضغط على مرمى الحارس واضح هو الآخر.
..وانهاروا بدنياً في المرحلة الثانية
بما أن السريع فوّت على نفسه فرصة افتتاح مجال التهديف خلال المرحلة الأولى، فإن الأمور تغيّرت في الشوط الثاني، الذي شهد تراجع مستوى أشبال المدرب ميهوبي نظراً لمعاناتهم من الناحية البدنية، ذلك ما فسح المجال أمام لاعبي جيل بن داود للسيطرة على مجريات اللعب والبحث عن مباغتة الحارس واضح، لكن ذلك لم يحدث وبقيت المباراة متوازنة طيلة الشوط الثاني وكذلك الشوطين الإضافيين مع أفضلية للاعبي الجيل من الجانب البدني، ذلك ما سمح لهم بخطف هدف الفوز في الأنفاس الأخيرة.
التأهل كان “في الجيب” ولكن..
هذا وخلّف خروج السريع من كأس الجمهورية بتلك الطريقة، ردود أفعال قوية في الشارع الغليزاني الذي كان يعوّل على فتح صفحة جديدة مع المنافسة التي بقيت عصيّة على “الرابيد” طيلة السنوات الماضية، خصوصاً أن الفرصة كانت مواتية ضد جيل بن داود الذي كان يعتبر فريقاً في المتناول بالنظر إلى المستوى الذي ينشط فيه لكن حقيقة الميدان أثبت عكس ذلك.
الأدوار الجهوية صارت عقدة السريع
بعد أن كان للسريع شرف المشاركة في الأدوار الوطنية مباشرة لمّا كان ينشط في الرابطة المحترفة الأولى، ليتمكن من في مناسبة واحدة من بلوغ الدور الثمن النهائي، فإن عودة الفريق الغليزاني إلى الرابطة الثانية جعلته مجبر على دخول المنافسة التي تتميز بخصوصية كبيرة لدى جميع الجزائريين من الأدوار الجهوية، ما جعله يعجز عن بلوغ الدور الوطني في المواسم الأخيرة ليؤكد معاناته من عقدة حقيقية في كأس الجمهورية.
الأنصار في قمة الغضب والجميع بات في عين الإعصار
جاء خروج السريع من كأس الجمهورية ليزيد من درجة الغضب وسط المشجعين الذين كانوا قد ثاروا ضد الجماعة التي تسير الفريق بسبب ما حدث مؤخرا، حيث طالب الأنصار من خلال رسائلهم المتناقلة على مواقع التواصل الاجتماعي بتخلي السلطات المحلية عن فكرة تدعيم السريع بالأموال الطائلة في كل مرة وتخصيص تلك الأموال إلى المشاريع الأهم بالنسبة إلى أبناء الولاية، ليزداد غضب “الغلازنة” بسبب البرودة التي ميّزت أداء أشبال المدرب ميهوبي في مباراة أوّل أمس.
لم يتقبلوا تكرار نفس المهازل
كانت الخيبة كبيرة وسط الشارع الغليزاني الذي يخشى أن يكون الموسم الحالي مشابهاً للمواسم الفارطة، التي كانت تُرفع فيها سقوف الطموحات عالياً قبل أن تأتي الصدمة مع نهاية كل موسم، ذلك ما جعل الأنصار يصرون على إصلاح المسار قبل فوات الأوان وتفادي تكرار نفس المهازل في كل موسم.
ميهوبي غادر مستغانم غاضبا وقد يستقيل
من جهته، لم يهضم مدرب سريع غليزان محمد ميهوبي الطريقة التي ظهر به فريقه خلال مجريات المواجهة التي أقصي فيها أمام جيل بن داود الناشط في القسم الثالث، ذلك ما أكدته خرجته بين شوطي المباراة حين حاول الصعود للمدرجات للحديث مع الأنصار الذين انتقدوا أداء الفريق، قبل أن يقرر بعد اللقاء الدخول لغرف تغيير الملابس الخاصة بالحكام من أجل جلب إجازات طاقمه الفني ليغادر بعدها غاضبا في خرجة توحي أن التقني العاصمي بات يفكر جديا في الإستقالة خصوصا و أنه كان يعول على لقاء الكأس لتحقيق أول فوز رسمي له منذ سنة 2016.
نور الدين عطية