وداد تلمسان … سقوط الزرقاء تحصيل حاصل للمشاكل
بالرغم من أن صدمة نزول وداد تلمسان لدى الشارع الرياضي بصفة عامة وعشاق اللونين الأزرق والأبيض بصفة خاصة كانت جد قوية، بالنظر إلى وزن اسم الفريق العريق الذي سجل تاريخه بأحرف من ذهب سواء في البطولة الوطنية ومنافسات كأس الجمهورية أو حتى المنافسات القارية، وإنجابه للعديد من الأسماء التي مثلت الألوان الوطنية وصنعت أفراح أقوى الأندية الجزائرية، هو ما يجعل استساغة السقوط إلى قسم ما بين الرابطات أمر مرّ. إلا الواقع الذي عاشه فريق الزيانيين منذ الموسمين الماضيين وخاصة خلال هذه الصائفة يجعل المتتبعين ليوميات الفريق يرون أن السقوط كان أمر حتميا متوقعا منذ انطلاق الموسم والدليل أن أشد المتفائلين قد تنبأ مسبقا بعدم قدرة الزرقاء على البقاء نظرا للمعطيات التي كانت توحي بزوال الوداد.
ارتفاع الديون من بين الأسباب
لا يختلف اثنان، أن سقوط الوداد كان تحصيل حاصل للعديد من المشاكل التي ليست وليدة اليوم وإنما هي تراكمات خاصة المشاكل المالية وفي مقدمتها ارتفاع قيمة الديون لدى لجنة المنازعات خلال الصائفة والتي بلغت أرقاما قياسية وصلت إلى حد الـ 16 مليار سنتيم وهو المبلغ المرشح للارتفاع، وما نتج عنه من عدم قدرة الادارة في الحفاظ على ركائز التشكيلة الأساسية وهو ما حتم على الفريق مواجهة مصاعب بالبطولة بعناصر تفتقد للخبرة مما جعلها تسجل نتائج كارثية.
.. الفراغ الإداري قبل انطلاق الموسم فعل فعلته
زيادة على مشكل الديون وارتفاعها مما جعل الفريق يعجز عن الحفاظ على الركائز وتأهيل اللاعبين الجدد، فإن الفراغ حالة الفراغ الإداري الذي ظل سائدا لعدة أشهر يعتبر من بين الأسباب التي عجلت برحيل الوداد حيث أن الانطلاقة في الاستعداد للموسم كانت جد متأخرة مقارنة بالعديد من الفرق. زد على ذلك عدم الاستقرار الإداري. فمجيئ سبيع ورحيله وتوبي مراد عبد الناصر زمام التسيير بالرغم من ذلك كان متأخرا جعل الفريق يضيع الكثير من الوقت كلها أمور حالت دون قدرة الطاقم المسير على تشكيل تعداد يقود الوداد إلى بر الأمان.
الاكتفاء بالشبان سبب النتائج الكارثية
أمام هذا الوضع فقد اتخذت الإدارة خطوة الاعتماد على لاعبي الرديف وهي الخطوة التي لم يباركها الجميع نظرا لتجارب السابقة التي عاشتها العديد من الأندية في صورة إتحاد بلعباس وغيرها، رغم إصرار المسيرين على أن اللعب بالرديف سيمكنهم من تحقيق البقاء لتثبت التشكيلة استحالة قدرتها على رفع التحدي منذ المباريات التحضيرية التي خاضها الفريق، أين ظل الوداد يظهر بمستوى باهت رغم مواجهته لفرق متواضعة، وهذا في ظل عدم اتخاد أي خطوة فعالة لتأهيل العناصر التي تمتلك الخبرة كسيدهم إلياس بزغود، المغترب يوسفي والبقية.
عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية زعزع الفريق
من بين المسببات التي ساهمت في تدني النتائج أكثر هي عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية فقد لجأت الادارة إلى الاعتماد على مدربين بعد التخلي عن المدرب المغترب منقور بوعلام، الذي ورغم اصطدامه بمحدودية التعداد، إلا أن النتائج معه كانت متوسطة على العموم ليتم تسليم زمام الأمور لزاوي كريم الذي فشل في مأموريته التي جاء من أجلها ليغادر تاركا الفريق يعاني ليست من الناحية الفنية وإنما المادية حيث أن رحيله كلف الخزينة أكثر من 120 مليون سنتيم كغرامات مفروضة على الفريق بسبب عدم وجود مدرب رئيسي.
التفريط في بعض الركائز كلف الفريق غاليا
ما زاد من متاعب الفريق التفريط في لاعبين كان بمقدورهم تقديم الإضافة نظرا للخبرة التي يتمتعون بها وهذا على غرار متوسط الميدان هريات محمد، وكذا المدافع المحوري بن طوشة عبد الرزاق الذي تم دفعه للرحيل بحجة معاناته من الإصابة.
الوداد نحو يسير المجهول
هذا وإن تخلي جميع الأطراف على الفريق خاصة الغيورين على النادي أو حتى اللاعبين القدامى وكذا المساهمين في الشركة الرياضية، يؤكد أن الوداد يسير نحو المجهول والأكيد أن عدم تحرك هذه الأطراف خلال الصائفة الحالية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه فإن القادم سيكون أسوأ بكثير، خاصة وأن التعداد الحالي لن يقوى على رفع التحديد، بينما الفريق يعاني من ديون كثيرة وفي حال عدم تسديد جزء معتبر منها، فذلك سيحول دون تدعيم الصفوف بلاعبين في المستوى.
ياسين