المحلي

الأرسيجيو تقاليد عريقة في التكوين ..من كبير ومريت وبلماحي مرورا بكينان وصلا إلى بونجاح وبلايلي

الحديث عن أحياء وهران الشعبية يحتم عليك أن تذكر واحدا من أعرق أحيائها، ألا وهو حي البدر “سيتي بيتي ” سابقا. وبذكره، ستذكر حتما مدرسة كروية كبيرة عريقة، إنها رائد شباب غرب وهران الذي يعتبر لغزا محيرا تاريخيا من ناحية تعدد أسمائه وانقسامه، حسب ما يقول المقربون منه، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى 1948 تحت مسمى ” راسينغ سيتي بيتي “. ويعود شرف تأسيسه إلى بوعبد الله وبابا. محمد بغني أول من درب الفريق مع مالطي. أما من مثله: حمو، وادي محمد ( نيغري )، صنصاوي میسوم وبن حوة. بعد الاستقلال تغير اسمه إلى رائد شباب وهران سنة 1964 تحت قيادة المدرب نهاري ميلود شقيق نهاري بوعبد الله لاعب مولودية وهران وتحت رئاسة الحاج حسان، مع نجميه دون منازع، دالة نور الدين وبريجي لحسن. ناهيك عن كمال دينالو والد الدولي السابق حدو مولاي مع طامة محمد، قمبو و الغوتي فواتيح. لكن فترة السبعينيات عرفت تسمية جديدة هي رائد شباب غابة وهران بعد أن أصبح يلعب تحت لواء محافظة الغابات. زد على ذلك الانتعاش من ناحية النتائج والتعداد، حيث نشط الفريق 3 نهائيات لكأس الجمهورية لفئة الأشبال وواحدة في فئة الأواسط. هناك من مثله في المنتخب الوطني للأشبال نخص بالذكر بوشيبة محمد وحوار. أما فريق الأكابر فقد لعب له مهاجم المولودية والمنتخب الوطني سيد أحمد بلكدروسي إضافة إلى ميلود كبير، بلماحي، بن عمر، مريت، حدوش سعيد المدير التقني السابق للاتحادية الملكية البلجيكية لكرة القدم ومعذرة لمن لا نذكرهم. كما وصل هذا الجيل إلى الدور ال 16 من منافسة السيدة الكأس، وانهزم ضد اتحاد سطيف. أما إنجازه التاريخي هو صعوده إلى القسم الأول موسم 75 / 76 مع المدرب بريجي، لكنه بقي فيه سنة واحدة وسقط بعد أن سحبت محافظة الغابات يدها عن تسييره، ليعرف بعدها هجرة جماعية. هناك من يقول أن الفريق توقف نهائيا عن النشاط. وهناك من يقول أيضا أن الفريق أصبحت تشرف عليه البلدية وتحول اسمه إلى اتحاد بلدية غرب وهران ” ايربو “، التي لعب معها في القسم الشرفي، محققا الصعود مع مدربها علي موسى إلى القسم الوطني الثاني، قبل أن يتم حل الفريق في ال 86. في هذا الوقت كان الصديقان دالة وبريجي يشرفان على فريق الحديد والصلب، الأول يترأسه والثاني يدربه، غير اسم فريق الحديد والصلب إلى رائد غرب وهران عام 1987، وبقي محافظا على اسمه إلى يومنا هذا. خرج منه فريق رائد وهران عام 1989. كما حقق الصعود إلى القسم الثاني موسم 1992 وبقي فيه أربع سنوات قبل أن يتراجع للبطولة الجهوية في 1996 ولايزال يقبع فيها إلى غاية اليوم. لعدة أسباب مختلفة لكنه ظل عريق ومدرسة تتخرج منها النجوم على غرار بلايلي و بونجاح.

الراحل مختار كشاملي القوة الهادئة

سقط خبر وفاة الدولي السابق مختار كشاملي كالصاعقة الصائفة المنصرمة على الأوساط الرياضية الجزائرية عامة، والوهرانية خاصة. وذلك على إثر سكتة قلبية خلال مباراة استعراضية، شارك فيها رفقة بعض رفاقه الوهرانيين، كشعيب حدو، وحميدة تاسفاوت في بلدية أولاد موسى بولاية بومرداس، بمناسبة الذكرى 57 لعيدي الاستقلال والشباب. وسط صدمة قوية من كل أصدقائه الذين رافقوه إلى ولاية بومرداس. كشاملي الذي عرف كثيرا بخجله و أخلاقه العالية، كان ضمن الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، تمكن من حصد الثناء والتقدير رغم بعض الإجحاف الذي تعرض له في مسيرته الكروية، خاصة مع الفريق الوطني، لما أقصي بشكل مفاجئ من قائمة اللاعبين المعنيين بنهائيات كأس العالم 1986 في مكسيكو. حيث سبق للاعب الدولي ـ السابق ـ، تمثيل عدة أندية جزائرية، وهي رائد شباب غرب وهران، الذي تكون فيه قبل أن ينتقل إلى جمعية وهران، ويلعب له من موسم (80 /1981) إلى غاية موسم (89 /1990)، ليخوض بعدها أول تجربة احترافية بنادي مولودية وجدة المغربي، ولموسم واحد (90 /1991)، بعدها عاد إلى مدينة وهران ليلتحق بالمولودية لموسم واحد (91 /1992) حقق معها لقب البطولة ، ويعاود الاحتراف من جديد، وهذه المرة بنادي الوحدة السعودي (92 /1993)، ثم ثالثة بنادي حسانية أغادير (92 /1993)، فالعودة إلى الجزائر، والانضمام إلى غالي معسكر موسم (94 /1995)، ليختتم مسيرته الكروية بين الأندية، ومن حيث بدأ، وبفريقه الأصلي رائد شباب غرب وهران موسم (95 /1996). ورغم مسيرته الكبيرة داخل الوطن وفي البطولات العربية إلا أن الحظ لم يسعفه في نيل إلا لقب وحيد الأندية التي لعب لها، مع بلوغه نهائي كأس الجزائر مع جمعية وهران في مرتين موسم (80 /1981) أمام مولودية الجزائر (3/ 4) بملعب 5 جويلية بالعاصمة، وموسم (82 /1983) أمام اتحاد الجزائر (1/2) بملعب 24 فبراير بمدينة سيدي بلعباس. كان أول ظهور لكشاملي مع الفريق الوطني لكرة القدم يوم 11 مارس 1986، بمناسبة لقاء الفريق الوطني بنظيره الزامبي، ورغم مشاركاته القليلة (10)، إلا أنه بصم على تواجده ضمن القائمة الاسمية المعنية بكأس إفريقيا للأمم في طبعتي 1986 و1988. بعد ختام مشواره الرياضي كلاعب موسم (95 /1996)، توجه إلى ميدان التدريب، حيث أشرف على العارضة الفنية لعدة أندية من غرب البلاد، على غرار هلال وشباب سيق وسيدي لخضر وشباب المشرية وشباب بوقطب وشباب الأمير عبد القادر، ومن عجائب الصدف أن آخر فريق له دربه هو فريقه الأصلي رائد شباب غرب وهران الموسم الماضي (2018 /2019)، وكان يحمل له مشروعا بقيمة طموحه الكبير، وأخلاقه الحميدة التي يشهد له بها الجميع. فما يسعنا إلا أن ندعو بالرحمة و المغفرة لفقيد الكرة الوهرانية و صديق الجميع مختار كشاملي.

بن حدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P