ارحل يا محرز… غوارديولا لا يليق بك
تواصلت معاناة النجم الدولي الجزائري رياض محرز مع المدرب بيب غوارديولا في فريق مانشستر سيتي، حيث أجلسه المدرب على دكة البدلاء في عديد المباريات، وبات مستقبل قائد محاربي الصحراء محل تساؤل كبير بتواصل معاناته مع المدير الفني للسيتي، غوارديولا، الذي يضع اللاعب خارج حساباته في أغلب المباريات المهمة، رغم أن مهاجم ليستر سيتي السابق، يبدع في كل مرة تتاح له الفرصة مثلما كان الحال في الموسم الحالي، الذي يعد الثالث له بألوان الفريق “السماوي”. وفتحت هذه الفترة من الانتقالات الشتوية باب الاحتمال في أن يُفكر رياض محرز في مستقبله مرة أخرى، والانتقال إلى نادٍ جديد يُبرز فيه موهبته الكبيرة، وقدرته على أن يصير لاعباً أساسياً في أي فريق آخر، وهي قناعة يشترك فيها كل الخبراء وعشاق كرة القدم، إلا أن المؤكد أن مانشستر سيتي بدوره لن يتخلى عنه في هذه الفترة المهمة التي يهدف فيها السيتي لاستعادة لقبه الضائع في الدوري الإنكليزي الممتاز. كما أن المدرب بيب غوارديولا بدوره أكد في العديد من المرات تمسكه بخدمات محرز ورفضه التنازل عن أي لاعب مهما كان اسمه، وهذا ما يعني أن وضعية محرز مرشحة للبقاء على حالها في ظل تمسك المدرب الكتالوني بخياراته، رغم الانتقادات التي وجهت له وجعلته يخسر العديد من الرهانات وفي مقدمتها دوري أبطال أوروبا. ويرتبط رياض محرز بعقد مع مانشستر سيتي لغاية 2023 والذي كان قد أمضاه صيف عام 2018 قادماً من ليستر سيتي في صفقة قدرت قيمتها بـ 60 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يضعه في وضع صلاح، أي أنه بات مطالبا نهاية الموسم الحالي بالتفاوض على عقد جديد أو فتح باب الانتقال إلى نادٍ آخر بقيمة مالية قد لا ترضي ناديه الإنكليزي.
محرز أكبر من دكة البدلاء يا بيب
فرغم كل ما يفعله رياض في كل مرة فوق المستطيل الأخضر، إلا أنه يبقى الضحية رقم واحد لتغييرات المدرب الكتالوني، الذي لا يمكنه أن يبدأ تغييراته إلا بإخراج محرز، وأي تغيير في التشكيل الأساسي يكون ملزماً بالبقاء على كرسي الاحتياط. مشكلة رياض منذ رحيله من نادي ليستر سيتي، كانت غياب الثقة في اللعب مع مدربه، حيث لم يحصل الجزائري بتاتاً على مساحة الثقة والحرية، كالتي يمتلكها صلاح مع ليفربول، أو حتى زملاؤه ستيرلينغ ودي بروين، حيث امتلاك هؤلاء لهذه العوامل يجعلهم يلعبون دون أي خوف، ويعودون إلى مستوياتهم حتى وإن مروا بمرحلة تراجع، وهذا وارد في عالم الكرة. في كل مباراة يمكن أن يضيع ستيرلينغ انفرادا مع المرمى باستطاعته قلب مجريات اللقاء بالتسجيل منه، أو يفشل دي بروين في مراوغة، فيُسجل على السيتي هدف من هجمة عكسية، أو يتصرف جيسوس بأنانية فيسدد بدل أن يمرر، لكن ردة فعل بيب غوارديولا تكون دائما واحدة، هي تغيير رياض محرز بلاعب آخر، وإعادته إلى كرسي الاحتياط مرة أخرى، وكل هذا ليس كلاما عاطفيا يأتي من “جزائريتنا” المشتركة، لكن لغة الأرقام أيضا تأتي في صف رياض كأحسن لاعب، كونه الهداف بأربعة أهداف، والوحيد الذي يصنع فرصا أكثر، وكذلك الوحيد الذي سجل ثلاثية هذا الموسم. مع المنتخب الجزائري، فإن رياض يعيش وضعية أخرى مخالفة تماماً لما يعيشه مع ناديه، فهو يحوز على الثقة الكاملة لجمال بلماضي، هو النجم رقم واحد، القائد والملهم للمجموعة، اللاعب الذي يحرك خيوط اللعب، ويسير المجموعة فوق أرضية الميدان، هو اللاعب الذي يحمل على عاتقه صناعة الأهداف والتسجيل، ونثر سحره الكروي فوق المستطيل الأخضر إمتاعاً للجماهير العاشقة له.
غوارديولا فشل في سياسة المداورة ورياض الضحية
فشل غوارديولا هذا الموسم يتضح جليا في تصرفاته، فالقاعدة تقول إن الشخص إما أن يفعل الأمر أو يتحدث، ولا يمكن للكلام أن يجتمع مع العمل، لذلك بيب أصبح كثير الكلام مع الحكام والمدربين المنافسين، ودخل في لعبة التصريحات، من أجل إبعاد الأنظار عن تراجع مستوى الفريق، في حين يكتفي مدربون آخرون بالعمل والنجاح والتركيز مع فرقهم، مثلما هو الحال مع مورينيو، الذي تغيرت طباعه، أو كذلك كلوب أو حتى الهادئ أنشيلوتي، الذي يقود إيفرتون إلى المجد في صمت. بقاء غوارديولا لموسمين آخرين ليس إلا إشارة واضحة لمحرز من أجل جمع حقائبه والبحث عن فريق، حيث يمكنه اللعب بأريحية، كقائد وملهم والرقم واحد، كما كان لسنوات مع ليستر تحت إشراف كلاوديو رانييري، أو كما ورد سابقاً رفقة محاربي الصحراء، خاصة أن كلام بلماضي أخيرا عن وضعية رياض، يعطي إشارات واضحة أن رياض ذاق ذرعاً بتصرفات مدربه.
♦ حمزة حكلوش (مدرب ومحلل):” محرز ضحية المداورة دائماً وأتمنى رحيله من السيتي”
تحدث المحلل الرياضي الجزائري، و المدرب بأكاديمية راسينغ باريس الفرنسية، حمزة حكلوش، لجريدة بولا عن وضعية قائد المنتخب الوطني الجزائري رياض محرز في ناديه مانشستر سيتي الإنجليزي، و علاقته بالمدرب الكتالوني بيب غوارديولا، حيث عبّر عن امتعاضه من التهميش الذي يعانيه ساحر الجزائر هناك، حيث قال:” وضعية رياض محرز و السيتي غوارديولا واضحة جدا، لاعب سوبر في فريق سوبر مع مدرب فيلسوف ، يقدس فلسفة الاستحواذ والسيطرة على إحصائيات ذلك في كل مباراة و مهما كان حجم الفريق، و لكن كل هذا على حساب مهارات لاعبيه و قدراتهم الفنية الفردية في الكثير من الأحيان إن لم نقل غالبا ، أقول الفردية وليست الجماعية ، لأن جماعيته مثالية لدرجة نجد أن أغلب اللاعبين هدافون بما فيهم المدافعين و بل تتعداه إلى الحارس و قدرته على اللعب بالرجل كباقي زملائه و كأنه بلاعب وليس بحارس .
فيتغير من يتغير وتبقى فلسفة ونهج الاسباني تابته”. واعترف خريج الجامعة الجزائرية حمزة كحلوش أن ما يطبقه غوارديولا في فريقه لا يتناسب أبداً مع مهارات وطريقة لعب قائد المنتخب الجزائري، وكثيراً ما يكون ضحية المداورة، حيث قال في هذا الخصوص:” فلسفة غوارديولا و محرز ، نرى بأنها لن تتناسب و لن تساعد رياض في إبراز إمكانياته و قدراته الفردية، التي هي نقطة قوته ، هذا من جهة، و من جهة أخرى، مشكلة سياسة التدوير و التغييرات المستمرة للفريق، و التي دائما ما يكون محرز ضحيتها الأول، فقد شهدناه كثيرا ، يقدم مباريات كبيرة و يسجل و يقدم تمريرات حاسمة و يتحصل على رجل المباراة ، فتأتي المباراة الموالية ليجد نفسه في الدكة …ليطرح علامات استفهام جديدة عن قراره ذاك.”، و قال ذات المتحدث أن غوارديولا له فلسفة خاصة و هو وفي لها مهما كانت الظروف، حيث قال: “هكذا هو المدرب الاسباني ، لديه فلسفة خاصة و لا أحد يمكن أن يفهمه أو يناقشه فيها، و لن أقول بأنه يفعلها مع محرز لكي لا أكون متحيزا له بعاطفة جزائري لجزائري ، بل يفعلها مع الكل لنكون منصفين معه، لذلك وصلنا إلى خلاصة بأن هذه هي وضعية اللعب تحت إمرة غوارديولا ، خاصة في فريق يعج بالنجوم ، فلسفته من جهة و تواجد النجوم و اعتماد سياسة التدوير من جهة اخرى.” وأضاف: “كنا نتأمل ونقول بأن محرز سيكون الاستثناء، لأنه بالفعل لاعب استثنائي، ولن يمس كثيرا، ولكن حدث عكس ذلك، ففي كل مرة يكون هو الضحية الأولى، إذا لم يلعب جيدا بل حتى ولو يلعب جيدا.” و عن الحلول المناسبة لخروج محرز من هذه الورطة، قال المحلل الجزائري لقناة فرانس 24:” حل المشكلة يكمن في رياض محرز بذاته ، المسألة أصبحت واضحة جدا فحتى لو يقدم أفضل ما لديه بما فيه إبداعات لا متناهية و أمور جميلة يقوم بها من مباراة لأخرى ، فعليه أن يبحث له عن ناد يضمن له مكانة أساسية ، و يحس بأنه محمي و له قيمة خاصة في ذاك النادي ، لأنه يستحقها، صحيح أن وضعيته صعبة خاصة لما نتكلم من جانب العقد الذي يملكه مع السيتي و أجره العالي موازاة مع الأزمة المالية التي تمر بها أغلب الفرق العالمية جراء أزمة فيروس كورونا، يضاف إليها العمر المرتفع، و الذي هو على مشارف الثلاثينات و لم يبقى له من الوقت الكثير في عالم المستديرة، كل هذا يصعب على قائد المنتخب الوطني التحول إلى فريق آخر، و إن حدث ذلك فسيكون بالتنازل من طرفه و لكن هل يتنازل السيتي، هنا تكمن المشكلة الأكبر، الشيء المحزن و المؤسف في وضعيته هو أنه وصل إلى مرحلة الاكتمال و الاتقان الفني العالي و التأثير المباشر في مباريات المستوى العالي في هذا السن بالضبط ، و لكن لم توفر الظروف الملائمة ليستغلها جيدا ، في حين نشاهد فرق كبرى تلعب بلاعبين أقل شأنا منه !! القرار بيد رياض محرز فإما الرحيل إلى فريق آخر يضمن له الاستمرارية ويحترم موهبته ليعطينا المزيد من إبداعاته أو يرضى ويقرر البقاء مع تحمل تبعات وفلسفة غوارديولا وناديه السيتي.” ووجه ذات المتحدث رسالة خاصة لأفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز لسنة 2016، متمنياً رحيله من السيتي، حيث قال:” ارحل فهناك فرق كبيرة تلعب بلاعبين أقل شأنا وموهبة منك، وتتمنى لو يكون لها لاعب يقدم بعضا من ترويضاتك الخيالية للكرة…دون الحديث عن الاسيست والأهداف. ارحل فأنت أفضل لاعب في البرميرليغ، ولم يفعلها قبلك لاعبين كبار، وبل كانت حلما بعيد المنال. ارحل وابحث لك عن مجد آخر نستمتع به في آخر سنوات ملامستك للكرة، فنحن لدينا رياض محرز واحد لن يتكرر.”
♦ هيثم غضبان (رئيس لجنة التنظيم بالاتحاد العربي لأكاديميات كرة القدم بدول الخليج):” غوارديولا أثبت عنصريته ضد الأفارقة”
” يعتبر رياض محرز من أحسن اللاعبين الأفارقة و في العالم إلى جانب أنه يعتبر ركيزة من ركائز المنتخب الجزائري، و قد ساهم بشكل كبير في تتويجه بالنسخة الأخيرة لكأس إفريقيا، محرز لاعب فني و يمتلك مستوى بدني و ذهني جيد، إلى جانب كونه يتمتع برؤية واضحة و شاملة داخل الملعب و هو ما يساعده على حسن اختيار القرارات و التحرك الجيد داخل الملعب، لكن رغم كل هذه الإمكانيات ورغم نجاحه و مستواه مع فريق ليستر سيتي، و تتويجه ببطولة البريميرليغ و بجائزة أفضل لاعب في الدوري لنفس الموسم، إلا أن انتقاله إلى نادي مانشستر سيتي يعتبر منعرجا في مسيرته رغم حسن اختياره للفريق، خاصة مع قدوم المدرب غوارديولا الذي رغم اعتباره من أفضل المدربين في العالم، و رغم مساهمته في تطوير الفكر الكروي إلا أنه أثبت في كل مرة طابعه العنصري تجاه اللاعبين الأفارقة و العرب، على غرار اختلافه في تجربة سابقة مع سامويل إيتو و أخيرا مع رياض محرز الذي سبق لغوارديولا الاعتراف بإمكانياته ، و أن سبب عدم مشاركته بانتظام أو كأساسي، يرجع لاختيارات فنية ولكن مع مرور المواسم بان بالكاشف أن المشكل أعمق من هذا وهو ما ساهم في تراجع محرز فنيا نوعاً ما إلى جانب التأثير الذهني على اللاعب الذي أصبح يرغب في مغادرة الفريق في أقرب وقت مع توفر عدة عروض خاصة في الدوري الإسباني.”
هاني صلاح:” على محرز المغادرة نحو نادي يضمن له المشاركة باستمرار”
” من المؤكد أن رياض محرز لاعب رائع و ممتاز جداً، ساهم في تحقيق العديد من الألقاب، سواء مع ناديه السابق ليستر سيتي الذي قاده للمجد و اختير أفضل لاعب في البريمرليغ، منذ انتقاله للسيتي و هو ثاني أحسن لاعب حاسم في الفريق، بالإضافة الى دور القائد الذي يلعبه مع المنتخب الوطني و قيادته نحو تحقيق كأس إفريقيا، يتمتع بمستوى كبير جداً و إمكانيات رهيبة، إلا أن هذا لم يشفع له مع المدرب بيب غوارديولا الذي عانى معه العديد من اللاعبين الكبار في صورة، زلاتان ابراهيموفيتش، سامويل إيتو، يايا توري و آخرون و الذين أكدوا تعرضهم للتهميش من طرف المدرب الإسباني، الذي يبقى وفياً لسياسته و التزامه بطريقة مداورة اللاعبين، و هناك لاعبون يقدمون مستويات كبيرة للغاية في مباريات و يجدون أنفسهم خارج الحسابات في اللقاء المقبل، دون الحديث عن المرور جانباً، فهذا سيكلف صاحبه الإبتعاد عن المباريات المقبلة، و أعتقد أن محرز مجبر على مغادرة السيتي بالنظر لما يعيشه في الفريق من جهة، و لما ينتظره من تحديات مقبلة من جهة أخرى، خاصة مع المنتخب الوطني الذي يسعى للوصول لمونديال قطر، و هذا يتطلب جاهزية كبيرة من قبل محرز، الذي يبقى مطالباً بالرحيل نحو فريق يمنحه الفرصة و الثقة، فريق يشرف عليه مدرب يكون وفياً لتشكيلته الأساسية و لا يعتمد على نظام المداورة في صورة يورغن كلوب أو كونتي.”
♦ نبيل الطرابلسي (مساعد مدرب منتخب نيجيريا):” غوارديولا مدرب لا يحب النجوم وعلى محرز مواصلة العمل”
” محرز لاعب ذو قيمة ثابتة للغاية، في ناديه مانشستر سيتي والمنتخب الجزائري والكرة العربية والعالمية، غوارديولا أعرفه جيداً أنه مدرب صعب المراس، مدرب متشبث كثيراً بفلسفته، لا يحب النجوم ولا يحب وجود لاعب سوبر ستار في فريقه، نتذكر جيداً ما حدث له مع رونالدينيو في برشلونة، زلاتان ابراهيموفيتش، يايا توري، إيتو وآخرون، ولهذا أرى أن محرز مطالب بمواصلة العمل وعدم التأثر بخيارات مدربه خاصة من الجانب النفسي لأن هذا مهم للغاية.
محمد ساحلي (مدرب نادي فولسبورغر النمساوي):” لا يمكن لمحرز أن يكون احتياطيا وعليه مغادرة السيتي نهاية الموسم”
” محرز يعيش وضعية غريبة في مانشستر سيتي، و لعب في الداربي ضد مانشستر يونايتد ل 60 دقيقة انتهت بالتعادل السلبي، وبعدها لم يلعب و لا لدقيقة ضد واست بروميتش، ضد ساوثهامبتون لعب 18 دقيقة، ضد تشلسي لم يلعب لأربع دقائق، من 15 مباراة شارك 9 مرات أساسي، أحس أن الوضعية غريبة للغاية، رغم أن غوارديولا كان يتحدث كثيراً عن محرز و عن موهبته، لكن مؤخراً كلام المدرب و الواقع غير منطبق للغاية، و بيب يحتاح للاعب بهذه المواصفات، و نستغرب كثيراً حديث المدرب مؤخراً على محرز بحبه الاحتفاظ بالكرة و التمريرات القصيرة، والدخول في العمق، و رياض يحب طريقة الهجوم المباشر و السرعة و الفنيات، و صراحة لم أفهم لماذا انقلب غوارديولا على محرز بعدما كان يثني عليه، و في مجمل الموسم شارك محرز في 21 مقابلة و هذا ما يبدو غريباً على نجم كمحرز، لاعب كهذا يحتاج دعما أكبر من مدربه و أتمنى أن يجد أرضية اتفاق مع مدربه أو يغادر نهاية الموسم، لا يمكن لرياض أن يكون احتياطي.”
إعداد: خليفاوي مصطفى