يفتح قلبه لجريدة بولا.. البطل الأولمبي الجزائري، صاحب الميدالية الذهبية في لندن 2017، فؤاد بقة: “ثقتي كبيرة في الوزير خالدي لإعادة النظر في قضيتي وأنتظر إنصافي في الجزائر الجديدة”
كيف هي أحوالك فؤاد؟
” الحمد لله، نحن بخير و الحمد، نقضي فترات الحجر الصحي كالجميع، بالإضافة للتدريبات اليومية التي نقوم بها من أجل التحضير و البقاء على النسق العالي من الجاهزية.”
هل من جديد في قضية الطعن الذي تقدمت به بعد العقوبة التي تعرضت لها؟
” و الله قد تعرضت لظلم كبير، الوزير السابق الهادي ولد علي فتح تحقيق معمق في القضية منذ أيام إشرافه على وزارة الشباب والرياضة، و هذا التحقيق لم يرى النور منذ تلك الفترة، و لا أزال أنتظر أن يتم إنصافي، لم أرد الكلام منذ وقت طويل، و لكني لم أستطع أن أواصل على هذه الحال، و أريد معرفة أين وصلت تلك التحقيقات في قضيتي.”
هل لك أن تذكّر القراء بقضية عقوبتك، حتى نضع الجميع في الصورة ؟
“كما تعلمون لقد تم إقصائي من المشاركة في المنافسات الدولية لسنتين كاملتين، بسبب عدم اجتيازي اختبارات التصنيف السنوية، التي ينظمها الاتحاد الدولي، وهذا بعد أن تقدمت إلى هذه الاختبارات، التي جرت خلال تجمع بدبي الإماراتية دون حضور الطبيب، حيث تنقلت رفقة مدربي فقط، في حين أن القوانين الدولية واضحة في هذا الشأن، وتشترط حضور الطبيب أيضا لتصنيف العدائين في مختلف السباقات و المنافسات، لقد تكفلت بكافة مصاريف تنقلي إلى دبي، خاصة في ظل الإهمال الذي نعاني منه، ولم أتجاوز بعد مرارة الإقصاء الذي يأتي بعد نجاحي في إهداء الجزائر ميدالية ذهبية في لندن، دون نسيان إنجازاتي الأخرى الباهرة، رفقة شقيقي عبد اللطيف البطل الأولمبي في سباقي 800 و1500 متر.”
وهل اتصلت بالوزير الحالي، لمعرفة أين وصل التحقيق والطعن؟
“لم أتصل شخصيا، وأردت أن أوصل رسالتي من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، في حين لم يتصل بي أي شخص لا من وزارة الشباب والرياضة، ولا من الإتحادية، هي أن علاقتي قد انقطعت من الرئيس منذ فترة طويلة.”
وما هي مطالبك في الوقت الراهن؟
” أريد معرفة أين وصلت قضيتي، و أين وصل الطعن الذي تقدمت به الاتحادية الدولية لهذه الرياضة، تعبت كثيراً من الانتظار، قدمت للجزائر كل ما أملك في حين لم يقدّم لي بلدي أي شيئ، و لم ألقى أي اعتراف، و تهميش كبير و كأنني لم أشرّف الجزائر، حققت لقب عالمي و ميدالية أولمبية في مسافة 800 متر مع رقم قياسي في لندن 2017، و نائب بطل العالم في 1500 متر، تحصلت على عديد الميداليات الذهبية في المنافسات الدولية، و المرتبة الرابعة في الألعاب الأولمبية 1500، و أفضل رياضي عربي و حصلت على جائزة التحدي العربي سنة 2017، و أصبحت أحس نفسي رياضي هاوي، قضيتي لم ترى أي جديد منذ مدة، و لم يتصل بي أي شخص أو مسؤول للأسف.”
طيلة هذه المدة، ألم تحاول معرفة أين وصل التحقيقات والطعون؟
” تحدثت في كل وسائل الإعلام، و تحدثت شخصيا مع الوزير السابق الهادي ولد علي، طلبي من الصبر لغاية إنتهاء التحقيقات، و اتصلوا بي من الوزارة قبل أن يسمع الوزير بالقضية بثلاث أيام، و أكدوا لي بأنهم سيردّوا لي الإعتبار، و سيخرج الوزير بتصريحات في قضيتي، و بعد أيام تمت إقالة ولد علي سنة 2018، و جاء بعدها الوزير حطاب، و طلبت من أحد الموظفين من الوزارة أن يقدموا له ملفي، و أجابني بأنه لقدم الملف للوزير حتى يطلب هو ذلك شخصياً، و تحدثت مع الأمين العام للوزارة، و لكن لم يكن هناك أي جديد، حيث تعبت كثيراً من الحكايات الفارغة، و الوعود الكاذبة، و هذا ما جعلني أبتعد عن هذه القضية لأنني لم أتمكن من المقاومة و الإنتظار، و بعد الوزير حطاب جاء الوزير برناوي الذي لم أتصل به و لم يتصل بي إطلاقاً.”
و ماذا عن الوزير الحالي خالدي؟
” نحن الآن في الجزائر الجديدة التي لا تضيع فيها الحقوق، وأنا أرى في خالدي وزيراً مثالياً للشباب والرياضة، وأتمنى أن تصله رسالتي، ويعيد النظر في التحقيق الذي تم فتحه في الفترة السابقة والطعن في عقوبتي.”
وكيف تسير أمورك بعيداً عن الرياضة؟
” و الله أنا أعاني كثيراً، لم أستفد لا من منصب شغل، و لا سكن و لا أي أمر آخر، أنا بطل أولمبي و لكن أشعر و كأنني شخص عادي لم أقدم أي شيئ للجزائر، وأنا الرياضة هي كل حياتي و تربيت فيها و لا أحسن فعل أمور أخرى كالتجارة أو أي طريق آخر، و المؤسف أنا الوحيد الذي لم أستفد لا من منصب شغل و لا من سكن على عكس زملائي الرياضيين، و دعني أوضح لك أمراً آخراً…. “.
تفضل…
” نحن الآن نعتبر قدوة للعديد من الأطفال والرياضيين، وعندما يرى طفل أن بطل عالمي وأولمبي يعاني، ويتخبط في المشاكل والصراعات، سيقول لما سأمارس الرياضة وأضحي وأتعب لأصل لمثل هذه الحالة، مؤسف حقاً هذا الأمر، تخيل أنه بعد كل التضحيات والبقاء بعيداً عن العائلة، وتدريبات شاقة صباحاً ومساءاً، يأتي شخص وضع رِجل فوق أخرى يحطم بها مسارك ومشوارك الرياضي.”
صراحة، هل لك أمل في العودة للمضمار وبقوة؟
” أنا أملك آمالاً كبيرة للغاية، و بما أن قضيتي تم السكوت عنها بهذ الطريقة، و رئيس الإتحادية يعلم بأنه بعودتي ستكون هناك ميدالية أولمبية للجزائر و هذا ما يجعله يبتكر العراقيل، و الآن أريد أن أعرف أين وصلت قضيتي، و أريد رؤية ملفي، حتى و لو لم أعد للرياضة، أملك حرقة كبيرة في قلبي، سكت و صبرت حتى جعلوني أكره الرياضة، رغم أني أتدرب بجدية كبيرة لكن التحفيزات غائبة، قدمت للجزائر كل ما أملك في حين لم تقدم لي أي شيئ، و ما يحزّ في نفسي أكثر، هو أنه عندما أكون خارج الوطن، أحس نفسي كأني بطل، و لكن في الجزائر لم أحس أبداً بهذا الشعور، و رغم كل هذا نحن الجزائريون لنا حرارة و غيرة خاصة عن الوطن، عندما تدخل الميدان تضع حياتك في كفة و رفع العلم الوطني في كفة أخرى، و لن أقدر أبداً على تمثيل بلد آخر و لو أموت جوعاً، تعبنا كثيراً من أجل الوصول للمستوى، و جعلت الأجانب يهتفون بوان، تو، ثري فيفا لا لجيري.”
كلمة أخيرة…
” حسبي الله و نعم الوكيل، أنا معي الله و أحمده على كل شيئ، و سآخذ حقي في الآخرة حتى و لو لم آخذه هنا، سأقول لربي أنني مثلت بلداً مسلماً و تعرضت للظلم و الحڨرة، حسبي الله و نعم الوكيل.”
حواره: خليفاوي مصطفى