الأولىحوارات

في حوار خصّ به جريدة بولا  … الدكتور ضياء الدين الطرشاوي باحث في علوم الرياضة الحديثة من المملكة المغربية: “هدفنا الرقي بمستوى المدرب العربي و أنصح الشباب بالانفتاح على التطور العلمي الأكاديمي الحديث”

كيف هي الأحوال؟

“الحمد لله على كل حال ونتمنى للجميع دوام الصحة و العافية”.

هلا عرفت نفسك للجمهور الرياضي؟

” بكل سرور، الدكتور ضياء الدين الطرشاوي من المملكة المغربية شاب طموح 31 سنة باحث في علوم الرياضة الحديثة، أستاذ التربية البدنية والرياضية، رئيس جمعية هيئة الأساتذة و المدربين الرياضيين للتربية والتعليم ، مدير عام  المركز  الدولي للتكوين  الاحترافي  الخاص(RED  NEW GENERATION) ،رئيس نادي(RED SPORT  MARRAKECH) R.S.M) ) سفير النوايا الحسنة من طرف المنظمة الأوروبية للتنمية و السلام EODP التابعة للأمم المتحدة، عضو اتحاد الجامعات الدولي I.U.U، عضو أكاديمية إرادة الدولية I.A.I و عضو جمعية رواد علوم الرياضة على مستوى العالم العربي”.

كيف جاءت فكرة إنشاء نادي وجمعية ومركز تكوين، وهل لديك من الوقت ما يمكنك للتفرغ لها؟

“صراحة الفكرة تراودني منذ فترة بحيث تراكم تجربتك كلاعب كرة القدم، كرة اليد، تايكواندو و بطولات وطنية في عدة رياضات كممارس و مدرب و إداري  تولد لديك صورة  واضحة عن المجال و الخصاص و نظرة شمولية  تحدد البداية من أين و  كذللك مجال تطوير  الفكرة و كل الدراسات القانونية و الإستراتيجية الصحيحة لبلورة المشاريع بالشكل الصحيح.

كانت البداية بإنشاء الجمعية لهيئة الأساتذة و المدربين الرياضيين للتربية والتعليم تهتم بالدرجة الأولى بتكوين المدربين و أساتذة التربية البدنية و الرياضية في مجال علوم الرياضة و انفتاحهم على تخصصات متنوعة و ترقى بمستواهم العلمي و الأكاديمي خاصة و أن أغلب المدربين و المنشطين الرياضيين و كذلك الأساتذة بالتعليم الخصوصي و العمومي يعانون من نقص في التكوين و بعد العديد من التخصصات عن متناولهم  .و بعد ذللك جاءت الشركة الخاصة كمركز تكوين رياضي دولي خاص  RED NEW GENERATION باعتمادات دولية حصرية تعمل على تطوير المدرب و المهني و المهتم بالمجال الرياضي و إغناء سيرته الذاتية و بعدها جاء مشروع النادي RED SPORT ACADEMY الذي كان حقلا تطبيقيا لكل الرؤية و التكوين و الخبرة المتواضعة ،ممكن القول أنه إن صح التعبير مختبر حقيقي  يحقق جزء كبيرا من  الغاية المرسومة للمشاريع السالف ذكرها، و بالنسبة للوقت و كيفية التفرغ صراحة إرهاق و ضغط كبير و توتر مستمر خاصة و أن الرؤية الشخصية و العراقيل ترسخ هذا التعب الجسدي و النفسي خاصة ،نحاول على قدر كبير و التضحية بالغالي والنفيس لتحقيق و لو نسبة معقولة و مريحة من الهدف المنشود نستغل حماس الشباب  و تطبيقات تمارين  التنمية الذاتية (كمدرب مدربين معتمد دوليا فيها) لتدبير الضغط و تحميس الذات و الثقة بالنفس وإلغاء الحواجز،  أي برمجة  الفكر و العقل على الهدف لتفادي الإرهاق شيئا ما  رغم أنك تضحي أكثر بنفسك و حاجياتك و لكن الطموح في بعض الأحيان يغلب عن الذات”.

 الدكتور ضياء الدين الطرشاوي
الدكتور ضياء الدين الطرشاوي

هلا أعطيتنا لمحة عن أهم نشاطات وإنجازات مركز التكوين؟

”  المركز الدولي للتكوين الخاص RED NEW GENERATION مشروع ممكن القول أنه نسبيا غير محظور في الظرفية التي وجد بها لتقريب المفهوم أكثر أنه بعد شهور متعددة من بداية المركز الحمد لله بفضل البرمجة و الرؤية المستقبلية و دراسة الحاجيات  و الخصاص الذي كان بشكل كبير تقريبا أهم تخصصات علوم الرياضة من الشباب و المهنين و المهتمين بالمجال لأنه كما نعلم ليس الكل يستطيع ولوج معاهد الحكومة أو جامعات لها نفس التخصص أو معاهد أجنبية و ذللك راجع لعدة إكراهات  دون الخوض بها ، إذن كان الطموح و التحدي تقريبا كل هذا و لو بنسبة إيجابية و مرضية لأكبر نسبة من المستفيدين ليس محليا بل عربيا و دوليا .و الحمد لله و بفضل السمعة و العلاقات الطيبة و المتعددة مع عدة متدخلين في الميدان الرياضي و الأكاديمي كانت بداية موفقة للمركز و كانت اول دورة تكوينية عرفت إقبالا كبيرا لأزيد من 35 متدرب من المغرب و خارج المغرب بتنظيم شهد له بالمحكم و الاحترافي و هذه بصمتنا أي الكيف و التمييز و ليس الكم بعدها توالت المتابعات على الصفحات الرسمية أزيد من 10000متابع  و انتشار واسع منه تم برمجة تخصصات متعددة بعدة مستويات . و كان تسجيل كل الترتيبات لكن شاء الله و القدر أن توقف إلزامي بسبب كورونا الذي لم يكن مخططا له و أوقف كل المشاريع و لكن دون كلل أو ملل تم إعداد استراتيجية جديدة تتماشى مع المتطلبات و منه تم برمجة عدة دورات أونلاين و استفاد منها أزيد من 450 متدرب من مختلف الدول العربية و الإفريقية  طيلة فترة الحجر الصحي ،و بعدها و للإشارة فقط أنها كانت مجانا و بشواهد تكوين دولية  و كانت المبادرة في إطار توقف جل الخدمات و الوظائف خاصة في المجال الرياضة كانت نوعا من الإشعاع و ضوء  الأمل في ظل الجائحة و بهذا يكون المركز رغم الظروف حقق إشعاعا و لو جزئيا في انتظار عودة الأمور لطبيعتها  و استئناف المشاريع المخطط لها في سنة 2021 بإذن الله”.

التكوين في المغرب مقتصر على الجمعيات والمدارس الرياضية إلا أن ريع الدولة يذهب للنوادي الكبيرة بين قوسين أين يهمل الشاب ولا يعطى حقوقه، هل من تعقيب؟

”  بالنسبة لوجهة نظري الخاصة هنالك طفرة نوعية على مستوى المغرب و خاصة  بالاهتمام بالتكوين و الاهتمام بالمشاريع الأكاديمية الرياضية تخص الشباب و الأطفال فعلا إن الطفرة أو التغيير بطيء أو ضعيف نسبيا مقارنة بتاريخ المغرب الرياضي و خزان الشباب و الأطفال الموهوبين إلى آخره ، و لكن أي إعادة هيكلة أو مشروع تربوي تكويني أو أكاديمي كبير يحتاج وقتا و مراحل متعددة بصياغة قوانين جديدة تؤطر الجمعيات الرياضية و مدارس التكوين تهيئ البنية التحتية اللازمة لإعداد أطر مكونة لشباب و روح نقية رياضية مؤهلة، و  محاربة العشوائية و المتاجرة بالأطفال و الشباب تحت ظل الرياضة و حب الأطفال و الشباب  و  في المستوى، و من هذا الصدد نذكر على سبيل المثال و بالتحديد في سياق أن الدولة أو بالأحرى الجامعات و الوزارة  الوصية على قطاع الرياضة و الشباب و كذللك الثقافة بين قوسين ( الرياضة لازم أن تصبح ثقافة أكثر من أنها نشاط) تجتهد  في تأطير الجمعيات قانونيا بتحديد التخصص و الخضوع لشروط و معايير إلزامية أذكر بالتحديد قانون التربية البدنية والرياضية 09-30 ، الذي يلزم كل الجمعيات باتباع قانون ملائم نموذجي لتطوير التكوين و المدارس الكروية و منه خلق شركات رياضية  الذي أصبح إلزامي في السنوات القليلة القادمة و كانت البداية من القسم الممتاز و كذلك توحيد المنهجية و الرؤية المستقبلية  و هذا لتجديد و تحديث مخلفات و تنظيف ماضي طويل من العشوائية و مواكبة الكل يتطلب وقتا و ميزانية كبيرة و عقلية جديدة و انفتاح أكبر على المشاريع الرياضية الجديدة و موضوع اهتمام الدولة  بالأندية الكبيرة و هضم حق الجمعيات، و أين حق الشاب إلى آخره كما سبق الذكر ، التطور الجذري يتطلب وقتا و صبرا و بوادر التجديد و الاهتمام بادية و قادمة ، نتفاءل خيرا و العمل على المساعدة في هذا النهج من موقع كل غيور و رياضي يحب الخير لبلده  لشبابها و أطفالها  بصفة عامة”.

 الدكتور ضياء الدين الطرشاوي
الدكتور ضياء الدين الطرشاوي

كيف ترى واقع التكوين في المغرب؟

“الحمد لله هنالك تطور كما سبق  لي الذكر  و لكن بطيء  يجب الصبر و التركيز على المساعدة  في المشروع الحكومي و الوزارة الوصية للنهوض بقطاع الرياضة و الشباب كقاطرة تطور و الترويج للسياحة الرياضية بإقامة تظاهرات دولية بالمغرب و مراكز تكوين متعددة لتسويق لاعبين مغاربة لأندية محترفة % 100  و تكوين وتأطير مغربي  و كذلك هنالك شباب و أطفال موهوبين في مختلف الرياضات تأطيرهم و تكوينهم أصبح ضرورة ملحة لكي لا  يهضم  حق ، و فرصة جيل بعد جيل تسريع وتيرة التكوين و الإصلاح الكبير مرهونة بوعي و مساهمة الكل في البرنامج الوطني على المدى المتوسط و البعيد للرقي بالرياضة و تكوين الشباب و الأطر الشابة. وللإشارة كذلك فيما يخص الأطر الوطنية الشابة داخل المغرب أو خارجه يجب تكثيف الجهود ودون كلل الفرصة قادمة رغم كل العراقيل والصعاب لتقديم مشاريعكم المتطورة والمنفتحة لخدمة الوطن، فقط التفاؤل والإلحاح دون كلل، الثقة في الله نجاح وستكون إذن صاغية”.

ما هي المشاريع المستقبلية لجمعية هيئة الأساتذة والمدربين الرياضيين للتربية والتعليم؟

“كما قلت هدف الجمعية الأول التكوين المستمر للأساتذة والمدربين والمنشطين الرياضيين للانفتاح على خبرات وعلوم جديدة رياضية (كالطب الرياضي الإعداد البدني والإعداد النفسي، التنمية الذاتية، التغذية الرياضية، الإدارة الرياضية وبيداغوجية تدريس مادة التربية البدنية والرياضية بطرق حديثة والانفتاح على مدارس أجنبية رائدة إلى آخره…). تغذية معرفتهم و تطبيقها على الناشئة من شباب و أطفال و بهذا خلقنا سلسلة متكاملة من تكوين إطار لخدمة جيل رياضي من ناحية التكوين و التعليم و الإلمام بين ما هو بيداغوجي أكاديمي رياضي تربوي أي منهجية مكتملة تصب لصالح الطفل و الشاب و المؤطر أو الأستاذ، لأن شعار الجمعية:  “الإطار الرياضي المكون يصنع جيلا رياضيا ناضجا و متميز تربويا و أخلاقيا و أكاديميا” .و كذلك في إطار الشراكات مع القطاع الوصي وزارة التربية والتعليم و البحث العلمي و التعليم العالي سيتم برمجة مشاريع لاستفادة التلاميذ من دورات تكوينية لتفتح على الرياضة كثقافة و علم متنوع يجعل التعامل مع التلميذ سلس و تواصلي أكثر مع الأستاذ و المدرب .و إدراج برنامج في إطار تكوين انتقائي لشباب و شابات و أطفال موهوبين في عدة تخصصات رياضية و انفتاحهم على رياضات أخرى خاصة فالتعليم العمومي و اختيار المنتخبات  و إدماجهم مع التعليم الخصوصي   لتبادل الخبرات و التواصل و كسر كل الحواجز بشكل مختلف للتظاهرات .و في الجانب الاجتماعي و في ظل اتفاقيات الشراكة  المتمثل في المؤسسات  الخصوصية كذلك  نطمح و نخطط لتنظيم قوافل زيارة المناطق النائية و المؤسسات التي لا تتوفر على بنية  تحتية رياضية  و مواكبتهم  بنقلهم لفضاءات رياضية و تأطيرهم ببرنامج سنوي يهدف لاستفادة أكبر عدد ممكن من التلاميذ و التلميذات  لمختلف الأعمار .و إقامة ندوات و مؤتمرات ترسخ لمبدأ التكوين و تطوير المكتسبات المعرفية للرقي بالمجال الرياضي و تكوين الجيل الجديد و تجديد مدارك الجيل القديم و تواصل الأجيال و الخبرات و الانفتاح قافلة للمساهمة في مشروع الدولة التنموي لإنعاش القطاع الرياضي”.

أطلقتم مشروع المركز الدولي للتكوين الإحترافي الخاص لفائدة المدربين، هلا وضحت للجمهور طبيعة عمل هذا المركز؟

” المركز الخاص RED NEW GENERATION

باعتمادات دولية وحصرية وازنة من معاهد ومراكز رياضية

EREPS   أقوى برنامج لياقة بدنية بالعالم، Futcoach10 المركز الدولي للتكوين الرياضي الإسباني معتمد من الاتحاد الاسباني لكرة القدم

،AIAE  المعهد الأمريكي لتكوين التطبيقي ،INSEP PRO المعهد الدولي لعلوم الرياضة يهدف للرقي بالمدربين و المهتمين بالمجال الرياضي  و الانفتاح على فلسفات دولية كبيرة  و تطوير المؤطر نفسيا و تقنيا و تواصليا و كذلك إداريا و إغناء سيرته الذاتية بشواهد دولية و تكون الدورات التدريبية النظرية و التطبيقية بمستويات و تخصصات مختلفة باختبار كفاءة  كتابي و تطبيقي و  شفوي و بعض الأحيان تقديم مشروع  نهاية التكوين لاجتياز المستوى تحت أنظار لجنة  تقنية و أكاديمية، و تختلف مدة التكوين حسب التخصص من ثلاث أيام مكثفة إلى 6 أشهر أو سنة كاملة”.

هل لقي هذا المشروع إستجابة من قبل المدربين وأهل الاختصاص في المغرب؟

” الحمد لله لقى تجاوبا كبيرا من المهنيين الرياضيين و الشباب الطموح و المحب لمجال الرياضة كذلك خارج حدود المغرب و إقبال كبير فقط كما سبق الذكر. ظروف جائحة كورونا قلبت بعض موازين التخطيط ولكن ثقة في الله متفائلين خيرا لعودة الأمور لطبيعتها والأهم أن المركز ترك بصمة متميزة خلال هذه الظروف واستفادة عدد كبير على مستوى العالم العربي خير دليل على النجاح وبداية تحقيق الأهداف المسطرة”.

ما هي المعايير التي حدد على أساسها الإشتراك في المركز الدولي للتكوين الإحترافي الخاص وما هي آلية عمله؟

” ليس هنالك معايير معقدة فقط و ببساطة أنه يتم تحديد المستويات التعليمية من خلال سيرة المتدرب الذاتية و المعلومات على استمارة الإشتراك الأولية  و المقابلة المباشرة معه لتقييم خبرته و تصنيفه كمبتدئ أو مستوى متقدم   أو خبرة أكبر، و على إثر التقييم الأولي يتم تحديد المستوى و التوجيه و طرح المقترحات التي في وسعها مساعدته على تطوير إمكانياته و عرض كل البرامج المستقبلية التي ستكمل موسوعته المعرفية بالتخصص المطلوب. و بعد اقتناعه و انخراطه يتم عرض مراحل التكوين و استلام الزي الموحد و تقديم الأطر المشرفة و توفير لوجيستيك و أريحية للطالب للتركيز لأن التكوين الاحترافي المهني  يتطلب تركيزا أكثر في التفاصيل لاستفادة أفضل و بعد إنهاء الجانب النظري و التطبيقي يتم إجراء اختبار شفوي و تطبيقي و نظري و أحيانا مشروع نهاية التكوين و دمج بعض المواد الأخرى كالتواصل و التنمية الذاتية أحيانا  لكسر روتين التكوين و تطوير الشخصية أكثر، و كذللك المواكبة الدائمة بعد التخرج و التواصل مع المؤطر و الإدارة و هذا يجعل المتدرب في شبه تكوين مستمر تقريبا”.

إلى أي مدى يمكن أن تساهم هاته المبادرة في تحقيق حلم الشباب الطامح لمستقبل أفضل في عالم الكرة؟

”  الشاب العربي يحب أن يؤمن أولا بموهبته و العمل على تطوير ذاته بالعمل رغم كل الظروف و العراقيل و التركيز على التفاؤل و تحقيق و إبراز الموهبة و صقلها بأي طريقة متاحة وخير دليل أغلبية نجوم كرة  القدم أو رياضات أخرى بالعالم ظروفهم المعيشية و بلدانهم تعرف فوضى كبيرة و أحيانا يعانون ظروفا أقصى من شبابنا العربي ،و لكن في نظري أن الموهبة الحقيقية لا تخفى و ستبرز رغم كل الغبار الذي عليها ،و أشدد على قول الموهبة الحقيقية إذ أن العديد من المواهب تظن أنها في مستوى عالي و تملك سحرا خاصا و لكن لمحدودية الفكر و مجال تطوير الذات و الانفتاح و العمل لصقل الموهبة بصيغة جادة يولد هذه الأوهام و عند أول اصطدام يتراجع الشاب للوراء و يلقي اللوم على الدولة و الظروف و الإمكانيات و على يقين نسبة كبيرة من يدعون ذلك و لو أنك توفر لهم الإمكانيات و تحاول المساعدة، ليس لديهم الاستمرارية و الرغبة في التحدي و الذي به يولد الأبطال و الأساطير، و جوابا على سؤالك الذي حاولت أولا تفسير مفهوم خاطئ أو نظرية مغلوطة أنه أي مبادرة و لو بسيطة لن تغير شيئا ، إلا إذا كانت رغبة و إرادة الموهوب أكبر و أقوى للاستفادة من أبسط الالتفاتات و الفرص ،و كما ناقشنا سلفا المبادرات متوفرة و الجهود واضحة و لكن لا بد من الصبر و تظافر الجهود لإنجاح كل هذه المبادرات العمومية والخاصة و تغير العقلية و طرح ما رسخ ،يتطلب سنوات طويلة ولكن تسريع الوتيرة مرهون بمدى استيعابنا للمسؤولية جميعا والعمل على التطوير و الانفتاح”.

لنعد لنادي تكوين اللاعبين، كيف تقيم العمل المنجز داخل النادي لحد الآن وما هي طبيعة الفروع التي يضمن توفيرها للممارسين؟

“نادي RED SPORT ACADEMY MARRAKECH (R.S.M) فلسفة حديثة لتكوين أطفال وشباب إناث ذكور وفق منهج علمي تربوي متطور يجمع بين بيداغوجية تدريس مادة التربية البدنية وتكوين رياضي في مختلف الرياضات.  مواكبة نفسية ثقافية لأبطال النادي تنظيم تظاهرات محلية ودولية، تكوين داخلي للأطر المشرفة وفق فلسفة النادي، تنظيم تظاهرات محلية وطنية ودولية، شراكات دولية لتطوير المهارات والصيغ التدريبية الحديثة. تقييم العمل ممكن اعتباره مرضي إلى حد ما، رغم التوقف الطويل إلى الآن وملامح بداية سنة رياضية جديدة متعثرة، فجوانب متعددة ولكن كما قلت التفاؤل والعمل وتغيير المخطط واستراتيجية العمل الفوري لابد من تفعيلها دائما تماما كحالة الطوارئ الحالية بسبب الجائحة دائما تصور ومنهجية جديدة. إلى حد الآن تم إعداد الفريق الأول كبار لكرة القدم داخل القاعة واستئناف التدريبات للاستعداد للبطولة الجهوية القسم الثالث، رغم كل العراقيل والمشاكل (دون الخوض في التفاصيل)، إدراج برنامج تدريبات لفئة الشباب ومقابلات ودية، برنامج ترفيهي، إعداد للفئات الصغيرة مبدأي في ملاعب خاصة لأن إغلاق الملاعب التابعة لقطاع الدولة سبب شلل وضرر نفسي كبير للأطفال. والمشروع القادم إدراج عدة رياضات أخرى للفتيات كرة اليد وكرة السلة كرة الريشة والشطرنج ومشاريع أخرى تدرس وسيعلن عنها في وقتها إن شاء الله”.

هل فكرتم بتحويل مواهب النادي إلى نواد أوروبية أو النوادي الكبرى في المغرب مستقبلا؟

“بالنسبة لمفهوم الموهبة يثار حوله جدل كبير ، هل الموهبة فطرية فقط دون تدخل التكوين الاحترافي ؟و هل ممكن خلق لاعب موهوب بالرغم من أنه لا يتوفر على فطرة مبدئية ؟ وهل كذلك اللاعب الحديث يتطلب تأطير وتكوين متقدم من نوع آخر لإمكانية تسويقه بشكل أفضل؟ كل هذه التساؤلات المطروحة يختلف عليها الباحثون و المدربون و المنقبون عن المواهب الرياضية  الذي أصبح بحد ذاته اختصاص علمي يدرس و يحلل مؤشرات تحديد الموهبة و تنبئ بمستقبلها و معايير اختيارها، و من هنا أشير و إجابة عن سؤالك مرحلة تسويق اللاعبين من النادي إلى الخارج مرحلة و مشروع كنت لا أود الحديث عنه حاليا إلى حين خروجه إلى التطبيق و استفادة الشباب منه ،و لكن على كل حال  تم الاتفاق عنه مع شركة خاصة لتسويق اللاعبين بالعالم و لكن بسبب الظروف الحالية تم تأجيل البث فيه و لكن هذا لا يمنع من إرسال بعض  اللاعبين لأندية محلية  أفضل و أكبر للتطور و توفير منافسة تساهم في إبراز الموهبة أكثر، و كانت دائما تقارير التنقيب أو تجارب الأداء لأبطال النادي إيجابية ، لسهر الطاقم التقني و الفني لتطوير كل الجوانب للاعب وخاصة أنه تدرج منذ فئة الصغار داخل النادي وفق برنامج تربوي تكويني يعده لمستقبل رياضي أفضل و تواصل النادي الدائم مع مواهبه رغم انتقالهم إلى نوادي أخرى يبقى مواكبة نفسية تشجيعية أحيانا توجيهية لتجاوز مرحلة إثبات الذات داخل الفريق ،رغم أننا نتفهم حب و تشبت اللاعب بنادي ترعرع به أو قضى سنوات في أحضانه”.

 الدكتور ضياء الدين الطرشاوي
الدكتور ضياء الدين الطرشاوي

لديكم بعض الإصدارات والكتب، هلا تكلمت لنا قليلا عنها؟

”  كباحث في علوم الرياضة و تراكم الخبرة المتواضعة كممارسة و تدريب رياضي  و تدريس  مادة التربية البدنية  و تكوين أطر رياضية و المشاركة في ندوات و لقاءات  وطنية و دولية، أدى لتطوير فلسفة شخصية و قناعات خاصة و رؤية مختلفة للتعامل مع الأمور في المجال ،و منه حاولت التطرق للموضوع و هو عبارة عن خلاصة تجربة ميدانية شخصية و بحث و عصارة التكوينات  التي خضعت لها على يد خبراء  المجال و الغرض الأول دائما ترك بصمة خاصة و محاولة تعميم الرؤية ومساعدة الشباب الذين أمثلهم للوصول إلى المعلومة بسلاسة تتمثل في تلك الإصدارات في كتاب الإعداد البدني الرياضي  الحديث وكتاب الإعداد الذهني الرياضي الحديث. و بفضل البحث تم تتويجي بثلاث دكتوراه فخرية للباحثين في علوم الرياضة من جامعة تورنتو الكندية المفتوح T.I.C.U والبورد الأمريكي للبحث و الإستشاراتA.C.B.P.T والأكاديمية الدولية لتطوير البحث العلمي المتحصلة على علامة ISO9001-2015 للجودة و التدقيق و المطابقة المعتمدة من الهيئة البريطانية EB-JAS  و كذللكSMART INTL ACADEMY LT..  ترشيح لجائزة البحث العلمي الرياضي في العالم العربي أصغر مشارك المنظم من طرف أكاديمية دراسا لعلوم الرياضة والجامعة الأمريكية بدبي. والمشاركة في فعاليات العديد من الندوات والمؤتمرات الرياضية كمحاضر ومنسق. والحصول على شهادة التقدير بدرجة الكفاءة المهنية من أكاديمية دراسا العلوم الرياضة بدبي لاجتياز بحثي في كل معايير التقييم. والآن في صدد الإعداد لبحث جديد 2021 في التدبير الرياضي الحديث لتقريب العديد من المفاهيم للناشطين في المجال للمساهمة في تحسين تدبير وتسيير الشأن الرياضي، وتطوير البنية القاعدية المتمثلة في الجمعيات الرياضية ومدارس التكوين إلى النوادي وكل المؤسسات الرياضية”.

كرة القدم أو الرياضة العصرية بصفة عامة الآن هي 70٪ او 80٪ إعداد بدني، هل توافقني الرأي؟

”  الرياضة الحديثة  أو كرة القدم كمثال تقوم على عدة أسس أكاديمية و علمية إن صح التعبير مختبراتية أي تخضع لبحث دقيق و  متكامل للرفع من مستوى الأداء الاحترافي و بلوغ أقصى ظروف تأمين استمرارية المستوى عند اللاعب و ضمان نتيجة  في مختلف المنافسات و تجنب كل الإشكاليات و السيناريوهات المحتملة للإخفاق  أو تتذبذب في  الأداء.على الرغم من أننا  كلنا نعلم أن المنافسة خسارة و فوز و تعادل  بكل روح  رياضية، المفروض تقبلها و لكن الطبع البشري ميال أكثر للفوز و لا يتقبل الخسارة و لا يعترف  بالخسارة و أي إخفاق يحاول إلقاء اللوم على طرف معين .و لهذا فإن الأبحاث الرياضية العلمية الحديثة و المتابعة الدقيقة للأداء و الحياة اليومية للرياضيين المحترفين في مستوى عالي  يحاول من خلاله تحدي مبدأ الروح الرياضية و الخسارة أمام أي ظرف و تحطيم أرقام كانت في الماضي القريب معجزة كسبيل المثال معدل التهديف الخيالي للاعبين، سلسلة انتصار فريق معين  على التوالي دون هزيمة، ارتقاءات تحدث الجاذبية، كل هذه الأرقام القياسية جاءت نتيجة البحث و تطوير علوم و تكنولوجيا التدريب و الرياضة بصفة عامة و محاولة طرح إشكالية ما هي معايير استمرار الأداء العالي دون مشاكل و تحقيق الانتصارات كذلك .هل الجانب البدني أو التقني العالي أو الانضباط التكتيكي أو الاستعداد النفسي محكم التدبير؟ هنا الاختلاف بين ترجيح الكفة لعنصر معين مثال من خلال سؤالك هل الاعتماد على الاعداد البدني العالي بشكل سر نجاح الفريق أو ما يركز عليه الفريق؟

بالنسبة لي شخصيا و من خلال معرفتي شيئا ما بما وصلت له الأبحاث الرياضية في مختبرات النوادي  (و لهذا قمت بتقديم لمحة عما سبق ) أن عنصرا واحدا لا يشكل الفرق أو هنا نقط ارتكاز، بل حلقة متكاملة مما هو بدني تقني تكتيكي متطور تكمل بعضها إذ لا يجدي نفعا مستوى بدني عالي دون موهبة مصقولة جدا و موضوعة بشكل صحيح بين الفريق و كذلك الانضباط وال احترام و الانخراط في مشروع النادي و التواصل الاحترافي مع المدرب و الزملاء و كل الطاقم .ومنه نستخلص أن الكرة القدم أو الرياضة الحديثة الاحترافية تخضع لتطور علمي يدقق في أبسط التفاصيل و مكونات اللاعب و المحيط الذي يعيش فيه إذ أنا شخصيا أرى و على يقين أن جانب الإعداد النفسي للاعبين و تطوير مهارات التواصل و السيطرة على الضغط  هو الأساس فيما وصل له مستوى الرياضة الاحترافية و الدليل أنه مؤخرا جل الأبحاث تصب في هذا الطرح، بأن النفسية هي من ترجح لها نسبة 70٪ من سبب خسارة أو ربح المقابلة و أداء لاعب معين ،و الأبحاث اتجهت و تحاول التعمق أكثر في إيجاد سبل كفيلة للتحكم بشكل مباشر في نفسية و ذهن اللاعب بحيث أصبح إدراج كوتش نفسي و معد ذهني رياضي محترف ضمن تخصصات علوم الرياضة و وظيفة شاغرة في النوادي الكبيرة و مع اللاعبين النجوم  و الدليل على صحة هذا الطرح كمثال  اللاعب كريستيانو رونالدو  كنموذج اللاعب المتكامل في كرة القدم و أكاديميا الآن ،هو نموذج أبحاث ودراسات  لديه مستوى بدني و تقني و انضباط تكتيكي عالي لا مثيل له في سن 35 ينافس في أعلى المستويات و تحطيم الأرقام ، و أداء مبهر  رجوعا إلى كل مراحل لعبه نلاحظ أثناء بعض المباريات له أنه تحت انفعال أو ضغط نفسي أو مشكل شخصي ،إن الأداء يكون كارثي أو دون المستوى أحيانا مفاجئ ، إذن لا يمكن التشكيك في جانبه البدني أو التقني و لكن عند التضرر أو فقدان التركيز للأسباب السالفة تؤثر سلبا على الأداء ككل و بما أن النفسية إجمالا ،المتحكم الرئيسي في مردوديتنا و انفعالاتنا  بدورها في أداءنا الرياضي و جوابا على سؤالك ،أرى أن الأداء الرياضي الحالي الحديث  حلقة مترابطة لا نستغني فيها عن أي عنصر من العناصر و أرجح الجانب النفسي أكثر يؤثر بشكل كبير جدا  و حقيقة لا نخفي أن الرياضة العصرية ككرة القدم مثلا أصبحت تفتقد عنصر الموهبة الطبيعة الذي عاصرنها و تسخير التكنولوجيا كذلك صار يمحو نسبية عنصر الإثارة و التنافسية، و لكن الحياة بكل تفاصيلها تتطور  و لن تنجو الرياضة من اللمسة الحديثة للتطور التي تشكل له سيفا ذو حدين في نفس الوقت”.

أترك لك الكلمة لختم هذا الحوار.

“تحية شكر و تقدير لسعة صدر جريدة بولا الجزائرية و الاهتمام بموضوع التكوين الرياضي و التأطير الأكاديمي على المستوى العربي ،و كذلك أخص الشعب الجزائري الشقيق بأسمى عبارات الحب و التقدير و الأخوة الدائمة و أنصح كل الشباب العربي التشبث بالحلم ،و أن الطموح دائما أكبر  من الإمكانيات المتاحة  و تحقيق الذات و الإيمان بالرسالة الرياضية السامية و التكوين المستمر و الانفتاح على التطور العلمي الأكاديمي الحديث . أعتقد أنه من المهم للشخص المبدع أن يتحدى نفسه بانتظام والسعي لإنتاج أشياء جديدة وإبراز كل الإمكانيات والعمل على مشاريع تخدم مصلحة الوطن في تخصصه ولهذا أؤمن بمواهب العالم العربي وجميع مكوناته للنجاح والتطور في مجال الرياضة والتكوين لأن أساس القوة هو العمل الجماعي المتكامل والنقد البناء وتكاثف الجهود والرؤية المستقبلية”.

حاوره: سنينة مختار

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى