الرابيد يعاني من نزيف الشبان وإدارة الهاوي و الشركة تتفرجان
في الوقت الذي شارفت فيه معظم فرق الرابطتين الأولى والثانية على غلق ملف الاستقدامات والتفرغ كليا لمرحلة الاستعدادات الصيفية، يبقى السريع غارقا في الأزمات التي صارت تنبئ بمستقبل أسود للفريق الغليزاني، خصوصا وأن خزان الشبان أصبح ينفذ من العناصر الجيدة أمام التزام جميع المسؤولين عن تسيير شؤون الفريق والنادي ككل بموقف المتفرج دون تحركهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
السماسرة أرادوا استغلال الفوضى الإدارية
كعادتهم، فإن السماسرة الذي تعودوا على الاسترزاق دوماً في محيط السريع الذي دائما ما يعاني من ضعف شخصية الإدارة، كانوا قد استغلوا جيدا ذلك الفراغ الرهيب الذي خيم على أروقة الإدارة طيلة الشهرين الماضيين، ذلك ما جعلهم يتحركون مثلما يحلوا لهم لكي يخطفون اللاعبين المميزين من الفريق الأول، كما أنهم لم يتوقفوا عند ذلك الحد وإنما حولوا اهتمامهم إلى بعض الشبان.
.. نجحوا في التأثير على بعض الشبان
حتى وإن كان أمر مغادرة معظم عناصر تعداد الفريق الأول لا يشكل اهتماما كبيرا لدى “الغلازنة”، بما أن السريع كان قد عجز عن تحقيق أهدافه بأولئك اللاعبين خلال الموسمين الماضيين، فإن ما يثير القلق هو نجاح السماسرة في التأثير على بعض الشبان وأوليائهم، من خلال إقناعهم بفكرة مغادرة السريع مبكرا لإكمال مراحل تكوينهم في الفرق الأخرى.
بقدور صاحب 20 سنة انضم إلى شباب قسنطينة
شهدت الأسابيع القليلة الماضية فقدان السريع لأحد أفضل عناصر فئة تحت 19 سنة والتي كانت قد حققت نتائج جيدة في السنة الماضية، ويتعلق الأمر بالمدافع المحوري بقدور محمد الأمين الذي اختار شباب قسنطينة كمحطة جديدة له، من خلال توقيعه على عقد احترافي يضمن له الارتقاء إلى صنف الرديف رغم أنه يبلغ 20 سنة فقط.
كان يعتبر أحد أفضل مواهب المدرسة الغليزانية
أكد لنا معظم تقنيي السريع على أن رحيل بقدور في هذه المرحلة يعتبر ضربة موجعة للتكوين في “الرابيد، لأن الأمر يتعلق بلاعب كانت تعلق عليه أمالا واسعة لكي يكون نجم مستقبلي للسريع، لكن وكنتيجة لحالة التسيب التي تميز محيط الفريق الغليزاني على مستوى جميع الأصعدة، فإن بقدور اختار تقمص ألوان السنافر لكي يتطور أكثر ويغادر دون أن يستفيد السريع من شيء.
زرقاوي يبقى مستهدفا هو الآخر
لأن البكاء على الأطلال لا ينفع، فإن مسؤولي السريع مطالبون الآن بتفادي تكرار سيناريو مغادرة بقدور والمسارعة إلى وقف النزيف الذي يعرفه خزان الشباب، ذلك من خلال حماية اللاعبين الآخرين من تحركات السماسرة وهم الذين يتقدمهم المدافع براهيم زرقاوي الذي كان قد شارك مع الفريق الأول في العديد من المباريات من عمر بطولة الموسم المنصرم.
التنسيق غائب تماما بين إدارتي الهاوي والشركة بخصوص المواهب
يرى أغلب متتبعي شؤون الفريق الغليزاني، أن ما يحدث من نزيف داخل خزان الشبان يبقى أمرا طبيعيا، بالنظر إلى عدم اطمئنان اللاعبين وأوليائهم علي مستقبلهم في ظل الفوضى التي تعيشها الإدارة، بالإضافة أيضا إلى غياب التنسيق كليا بين إدارة الشركة بقيادة عبد الصدوق التي تسير الفريق الأول والفريق الرديف، وبين إدارة النادي الهاوي التي تبقي مهمتها الوحيدة هي تولي شؤون باقي الفئات الشبانية للسريع.
السريع بحاجة إلى انسجام بين الهاوي والشركة
كل ما تطرقنا إليه خلال الفقرات السابقة، يؤكد أن سبب تعدد مشاكل السريع يعود أساساً إلى غياب التنسيق بين إدارتي بن زينب وعبد الصدوق، اللتان ظلتا تتصرفا وكأنهما مسؤولتين عن فريقين مختلفين وليس فريقا واحدا، الأمر الذي يفرض على أصحاب القرار مراجعة حساباتهم والسعي أولا إلى إعادة ترتيب البيت الغليزاني جيدا من خلال خلق الانسجام بين النادي الهاوي والشركة الرياضية.
المشكل أن الإدارة تهمش أبناء الفريق
حتى وإن كان خريجي السريع مطالبون باحترام الفريق الذي تكونوا فيه والدفاع عن ألوانه بكل شراسة، فإن الإدارة مجبرة أيضا على منح أبناء السريع أهمية أكبر لتعاملهم بمثل الطريقة التي تعامل بها اللاعبين الآخرين الذين تستقدمهم من الفرق الأخرى، ذلك ما لم نلمسه على مدار المواسم الماضية وهو ما يكون عاملا مشجعا للشبان على تغيير الأجواء والبحث عن الفرق التي تثق أكثر في قدراتهم.
نور الدين عطية