بطلة العالم للمتمرسين في الجيدو حورية عمور: “عامل الإرادة كان وراء تحقيقي للقبين عالميين ونقص الإمكانيات أرهقني”
أكدت المصارعة الدولية في الجيدو لصنف المتمرسين حورية عمور أن محافظتها على لقبها العالمي في مراكش بعد الأول الذي كان في المكسيك، كان بفضل إمكانياتها الخاصة وإرادتها القوية في رفع التحدي، داعية الجهات المعنية إلى ضرورة تقديم يد العون للرياضيين الذين يشرفون الراية الوطنية في المحافل الدولية، مؤكدة أنها إن لم تجد الدعم اللازم قد لا تشارك في الدورة القادمة التي تحتضنها قارة أوروبا. كما استحضرت ذات المتحدثة في هذا الحوار ذكريات بداياتها في الجيدو و عن أهم المراحل التي مرت بها مرورا بالأندية ثم المنتخب الوطني ، مؤكدة أن توقف مسيرتها في منتصف الطريق جاء لعوامل خارجة عن نطاق الرياضة تحفظت عن الخوض فيها مكتفية بتوجيه رسائل مشفرة فقط ، مثلما طالبت المدربة الوحيدة للجيدو بالجهة الغربية على ضرورة فتح قاعات تخصص فيها حصص للنساء فقط مثلما هو معمول به في الوسط و شرق البلاد ، ما سيسمح بتوافد الجنس اللطيف بقوة لهذا الاختصاص في ظل تغلغل الذهنيات المتحجرة. مثلما تطرقت للوضع الحالي الذي يعرف عودة للتدريبات بعد 6 أشهر من الحجر الصحي.
يمر موسم كامل على تحقيقك للقب العالمي ما الذي تغير في مشوارك؟
“بالرغم من أنه إنجاز يضاف إلى إنجازات الجيدو الجزائري عامة والوهراني خاصة. وفي ظل كل الظروف إلا أنه وفقت والحمد لله في الحفاظ على التاج العالمي مجددا. لكن للأسف دار لقمان بقيت على حالها ولا جديد يذكر، نفس المشاكل ونفس الهواجس تواجهني مع نقص الدعم الذي أعاني منه ما يرهن مشاركتي الدولية مستقبلا.”
لو نعود لبطولة العالم الأخيرة في مراكش، كيف كانت المنافسة؟
“على غرار دورة المكسيك المستوى كان جد مرتفع والمشاركة قياسية، رغم ذلك نجحت في الحفاظ على لقبي العالمي للمرة الثانية على التوالي، بفضل التدريبات الشاقة طيلة الموسم، بإمكانياتي الخاصة، نجحت في رفع التحدي وأتمنى من الجهات المعنية والصناعيين تقديم يد العون والدعم كما تقدم للزملاء في باقي الولايات الأخرى.”
هل لك أن تقدمي نبذة عن مسيرتك لقراء جريدة بولا؟
“مصارعة دولية سابقة انطلقت مسيرتها في الجيدو منتصف الثمانينات وحتى بلغت الأكابر في 1990 أين حققت عدة ألقاب وطنية مع فريقي «أسكاو» و «أسكمو» تحت قيادة المدرب المرحوم حسني بن سالم، حصل لي الشرف أن مثلت المنتخب الوطني ل 5 سنوات كاملة بداية من سنة 1994، رغم العروض التي وصلتني إلا أنني فضلت البقاء في وهران لحمل راية الجيدو النسوي في عاصمة الغرب الجزائرية.”
وماذا عن تجربتك في المنتخب الوطني؟
“بالرغم من أنني قطعت وسط الطريق لأسباب خارجة عن نطاق الرياضة أمقت الدخول فيها لحساسيتها، إلا أن الخمس السنوات التي قضيتها مع المنتخب كانت حافلة ولا تزال راسخة في ذهني خصوصا بطولة إفريقيا في تونس التي حققت فيها الوصافة واللقب القاري حسب الفرق، فضلا على الدورات الدولية الكبرى التي شاركت فيها على غرار دورة باريس الكبرى، تونس، تشيكوسلوفكيا وبولونيا إلى جانب الألقاب العربية.”
لكنك وضعت حدا لمسيرتك مبكرا كمصارعة؟
“نعم سنة 2000 نتيجة لظروف قاهرة، اخترت مواصلة الدراسة في المعهد الوطني لتحضير إطارات الرياضة «كرابس» بعيون الترك ولو وجدت يد العون لاستطعت المواصلة في مسيرتي والنجاح في الدراسة، لكن ما يجعلني أفتخر اليوم هو أنني واصلت المسيرة كأول مدربة تحت لواء مديرية الشبيبة والرياضة والوحيدة بالجهة الغربية متحصلة على الدرجة الثالثة في التدريب البدني والدرجة الخامسة في الجيدو.”
ما هي المشاكل التي تواجه مصارعات الجيدو؟
“في وقتي كثيرات لم يستطعن مواصلة المسيرة، نظرا للذهنيات المتحجرة ونظرة المجتمع الخاطئة لرياضية النسوية بصفة عامة، منذ واصلت المسيرة رفعت تحدي كبير حتى إن لم أحقق نتائج باهرة، لكن مع مرور الوقت والانفتاح بدأت الأمور تتغير إلا بالناحية الغربية بقيت دار لقمان على حالها، بالنسبة للجيدو.”
هل من توضيح أكثر؟
“في جهتنا أو بالأحرى في وهران ، بعض الزملاء لم يتقبلوا لحد الساعة تواجدي معهم كمدربة ، لأسباب يعرفها المعنيون فقط ، ماذا تنتظر من هؤلاء أن يقدموا للجيدو النسوي الوهراني ، الذي لا يزال يصارع من أجل فرض وجوده ، و عدم تخصيص حصص تدريبية أو قاعات للإناث على غرار ولايات الوسط مثلا دليل على الإهمال الذي آل إليه الجيدو النسوي ، هذه حقيقة و ليست وهم يمكن أن تتأكدوا منها على أرضية الواقع ، كل ما قدمه العبد الضعيف إلا أنني لم أنل حتى تكريم رمزي لكنني تركت التاريخ يتحدث عني وطنيا و قاريا كمصارعة أما كمدربة سأواصل النضال لرفع راية الجيدو النسوي في الناحية الغربية عاليا.”
وماذا عن عمور المدربة؟
“حاليا أشرف على تدريب نادي نجوم وهران، بعد أن اشتغلت في عدة فرق أبرزها عميد أندية الجهة الغربية اتحاد وهران، أعمل على تسخير خبرة للنشء الصاعد بهدف التلقين الجيد لأبجديات الجيدو.”
كيف عشت أيام الحجر الصحي المشدد؟
“عشته كبقية الجزائريين، الوضع كان صعبا علينا، عرفنا كيف نتأقلم معه، لحد الساعة لم يتغير أي شيء وعدد الإصابات ارتفع ولابد من تخطي الحيطة والحذر ومواصلة الحفاظ على الشروط الوقائية لأنها سلاحنا الوحيد.”
وماذا عن استئناف المنافسات؟
“قرار ليس بيدنا كمدربين أو مصارعين أو حتى نوادي هو بيد الجهات الوصية على الصحة واللجنة الطبية المسؤولة على الطب الرياضي، كل ما هو في مقدورنا متابعة المستجدات.”
بن حدة