ريان شاوي كاتبة مؤلفة رواية “كلزهار” وكتاب “لا موت”: ” فترة الحجر كانت فرصة لتعلم الكثير و أنهيت خلالها أول مولود أدبي لي “
بداية نود من ضيفتنا الكريمة التعريف بنفسها للجمهور ؟
” ريان شاوي من بلدية السبت ولاية سكيكدة طالبة سنة خامسة بالمدرسة العليا للأساتذة قسنطينة تخصص لغة وأدب عربي تعليم ثانوي وكاتبة ، درست الفقه الإسلامي وأحكام الشريعة ، رئيسة النادي الثقافي في بلدية السبت وناشطة جمعوية ، مؤلفة رواية “كلزهار” وكتاب “لا موت “عن دار المثقف للنشر والتوزيع “.
كيف حالك أستاذة ؟
” الحمد لله بأحسن حال “.
كيف بدأت الكتابة وكيف دخلت عوالمها أو من شجعك على ذلك؟
” منذ الطفولة كنت أحب القراءة كثيرا وكنت أرى الكتاب بطاقة سفر إلى عوالم وأماكن أخرى ،قبل أن أكون كاتبة أنا قارئة ، في سن العشرين دخلت إلى المدرسة القرآنية لدراسة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، كنت أطالع كثيرا كتب الحديث وكتب العلماء ،وأول من قرأت له ابن القيم الجوزية ثم ابن حنبل وابن تيمية وصولا إلى روائع الأدب العالمي .ولعت باللغة العربية و أصبحت لدي رغبة في التمكن من التعبير فبدأت بكتابة القصص القصيرة ، كتبت الكثير منها لكن لم أقم بنشرها كنت أكتبها وأحتفظ بها وأحيانا أعيد قراءتها .أبي وأمي وأخي شجعوني كثيرا على الكتابة كان أبي يقول لي دائما لا تخجلي من إظهار مهاراتك في الكتابة “.
هل للبيئة أثر كبير على الكاتب ؟ فما هي آثارها عليك؟
” نعم للبيئة أثر على الكاتب وعلى عمله الأدبي ، يمكننا القول أن البيئة تعطي صورة واضحة عن تأثيرها المباشر في إخراج عمله ممزوجا بأحواله ونفسيته، في فترة كتابتي للقصص القصيرة كنت أتناول مواضيع كثيرة وأطرح مشاكل اجتماعية وأعالجها انطباعيا لا إصلاحيا. البيئة تحدد هوية الأديب من حيث السلوك والثقافة الاجتماعية التي يستمدها من المجتمع ولا نغفل أيضا على أن كل كاتب يؤثر في بيئته وهذا راجع إلى خصوصية كل بيئة .إن مسألة التأثير والتأثر هنا نسبية تتبع ظروف الكاتب وأحوال بيئته “.
ما هي أهم الكتب والمشاريع الفكرية التي أثرت عليك في مشوارك؟
” أهم الكتب : “كتاب الروح” لابن القيم الجوزية و”نجل الفقي”ر لمولود فرعون وكتاب “تاسوعات أفلوطين” ورواية “هكذا تكلم زرادشت” لنيتشه ، أما المشاريع الفكرية التي أثرت علي كثيرة لكن أبرزها إشكالية العقلانية في الفكر العربي المعاصر “.
ما هو تقييمك المنهجي للفكر العربي؟
” هنا سأتحدث عن مدى حضور العقل في الفكر العربي قديما أو حديثا ، العقل العربي كحقل معرفي هو خليط من الهواجس والعقائد والأساطير وسلطة السلف ملونة بلون الدين الذي تقوم على هامشه يعني فكرة تواجد لاعقلانية متخلفة ،وحضور عقلانية مكتسبة عن الآخر أي الفكر النهضوي ولا نغفل عن وجود عقلية كقاعدة تأسيسية تستوعب المناهج المعاصرة الجديدة ،والنماذج التطبيقية الكثيرة لكن تقييم الفكر العربي لا يتم إلا من خلال الطرح العقلاني لكل قضايا “.
لمن قرأت وبمن تأثرت ؟
” قلت سابقا أن أول من قرأت لهم ابن القيم الجوزية وابن حنبل وابن تيمية وصولا إلى الأدب العالمي ،قرأت الكثير من روائع الأدب العالمي روسي وفرنسي وألماني وفارسي أدبا ونقدا قرأت لهوميروس ،فيكتور هوغو ،شيكسبير ،كافكا ، دوستويفسكي، يوهان غوته ، نيتشه، والقائمة طويلة ، لا أستطيع القول تأثرت لكن ولعت بأساليبهم في التعبير والدقة في الوصف “.
لمن تكتبين ؟ وهل أنت في كل ما كتبت ؟
” طرح هذا السؤال علي أكثر من مرة كنت أجيب دائما ، أكتب للمجتمع ، أكتب محنة الإنسان الوجودية الاجتماعية ، الرغبات ،المخاوف ،كل أعمالي لها علاقة بالإنسان ، ذاتية الكاتب تكون حاضرة بقوة في أول عمل أدبي يكتبه ، وهذا ما نجده عند الكثير من الكتاب ، فالنص يتولد بين الأنا والحدث وهذا ما يميز العمل الأدبي عن الآخر .في روايتي عالجت العديد من المواضيع الاجتماعية لكن فيها من الأنا والفن ما يجعلها مميزة عن باقي النصوص ، ولولا حضور الكاتب وأناه في النص لأصبحت كل النصوص متشابهة “.
ممكن تعطينا أهم أعمالك؟
” من أهم أعمالي : رواية “كلزهار” وكتاب “لا موت”.
ممكن تعطينا شرحا حول قصتك ؟
” رواية كلزهار رواية تعالج العديد من القضايا الاجتماعية منها الآفات الاجتماعية ، الطلاق، الأمراض …إلخ ، تتمحور أحداث الرواية حول البطلة كلزهار، كلزهار فتاة إيرانية منغلقة على ذاتها يحكي دفتر ذكرياتها أحزانا وأحزان “.
لديك مؤلف لم ينشر ممكن تعطينا شرحا حوله ؟
“حاولت تأليف كتاب عن العمران والفنون في بلاد الأندلس في عصر الولاة من خلال تسليط الضوء على المساجد وقنطرة قرطبة والقلاع والأبراج ،كما حاولت تبيان مظاهر تعريب الفنون في الأندلس كتعريب النقود”.
ما هي أهم الكتب التي شاركت بها ؟
“لم أشارك في أي كتاب”.
ما هو العمل الذي أكسبك شعبية ؟
” كتابي الثاني الموسوم ب “لا موت ” الكتاب الذي خلدت فيه ذكرى شهداء تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية حيث خسرت الجزائر 257 من خيرة الأبناء والرجال “.
منذ متى وأنت تكتبين ؟
“صراحة كنت أرى عالم الكتابة عالما مقدسا ، يعني صعب الدخول إليه، بداياتي مع الكتابة كانت في سن الحادي العشر “.
حدثينا عن المسابقات التي شاركت فيها ؟
” لم أشارك بعد في أي مسابقات لكن مؤلفاتي صنفت ضمن أحسن الأعمال الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع “.
ما هي الكتب التي أشرفت عليها ؟
” لم أشرف على أي كتاب “.
ما هي الجرائد والمجلات التي شاركت فيها ؟
“الجرائد التي شاركت فيها : جريدة الشروق ، جريدة المبدع لم أشارك في أي مجلة ، كما تمت استضافتي على قناة دزاير تيوب الرقمية في حصة المثقف .وأيضا على قناة السلام تيفي الفضائية في حصة أوراق في الظل، تميزت بكفاءتها ونجاحها في إيصال صوت المواطن “.
من غير الكتابة ماذا تعملين ؟
” أدرس بالمدرسة العليا للأساتذة و ناشطة جمعوية “.
كيف توفقين بين العمل والكتابة ؟
” المهنة للجيب والهواية للقلب ، إذا عدنا للأصل فالعمل من أجل الحصول على كسب أعيش منه ، لكن أنا عملي موافق لهوايتي ، أدرس اللغة العربية وأحب الكتابة يعني واحد من كل ألف إنسان يعمل في مهنة تتوافق مع هوايته وهنا يحدث التوافق “.
ما هو مستقبل الأدب والشعر في عصر الكومبيوتر وعصر الاستهلاك؟
” في ظل هذا التطور أصبحت وضعية الأدب اليوم في خطر ، وهذه الخطورة ليست في كونه مهددا بالانقراض أو ما شابه بل في التراكم الكمي للنصوص الأدبية التي تنشر بشكل يومي .إن التحدي الذي يفرض نفسه اليوم يرتبط بقيمة الأدب في عصر المعلومات ، فالجيل الصاعد كما يبدو ليس ميالا للأدب بل ميالا للتقنية الجميلة أي التكنولوجيا العالية ومسألة الرقابة على الأدب لم تعد ذات جدوى لأن الانترنت أتاح للجميع أن ينشر ما شاء ومتى شاء “.
ما هي مشاريعك القادمة ؟
” سأواصل بإذن الله في الكتابة وأحمل مشعل الأستاذية وأكمل دراساتي العليا وصولا للدكتوراه والله الموفق “.
ما هي هواياتك المفضلة من غير الكتابة ؟
“الطبخ والقراءة وصنع الهدايا. ”
من شجعك على الكتابة أول مرة ؟
” أمي وأبي شجعاني كثيرا على الكتابة . ”
ما هو إحساسك وأنت تكتبين رواية ؟
” كتابة الرواية أمر يسير ، لكن الصعوبة تكمن في كتابة رواية جيدة ، فالرواية لا تكتب من فراغ هناك بحوث أحلام يقظة مع العصف الفكري والأهم هو الصدق الفني الذي يحمي روح الكاتب ويجعلها تستمر في الإبداع . ”
هل ممكن أن تكتبي قصة حياتك ؟
“لم أفكر بتأليف كتاب عن قصة حياتي لكن ربما في سن الأربعين أجمع أجمل ذكرياتي في كتاب .”
لو أردت تقديم نصيحة للشباب أو البنات ماذا تقولين ؟
“الصلاة والوعي الديني ، القراءة وكثرة الاطلاع، الاهتمام بالصحة وسلامة الغذاء وترتيب الأولويات ،ومحاسبة النفس دائما “.
ما هي طموحاتك في عالم الكتابة ؟
“أن تلامس كتاباتي الإنسان والإنسانية . ”
كنصيحة للشباب الراغب في دخول عالم الكتابة ماذا تقولين لهم؟
” عليكم بالقراءة والموهبة جزء واحد من النجاح: العمل الشاق ثلثي النجاح، الموهبة أقل من الثلث والفارق بينهما الحظ ، اكتبوا بوضوح وبشكل مفهوم سواء في الأدب أو الفكر”.
ما هي أجمل وأسوء ذكرى لك؟
” أجمل ذكرى لي هي نجاحي في شهادة الباكالوريا وقبولي في المدرسة العليا للأساتذة ، وأسوء ذكرى لي هي وفاة جدي رحمة الله عليه “.
ما هي رياضتك المفضلة ؟
” أفضل كرة اليد “.
هل أنت من عشاق الكرة المستديرة ؟
” ليس كثيرا ” .
من هو فريقك المفضل محليا وعالميا ؟
” محليا الفريق الجزائري ، عالميا لا يوجد فريق محدد “.
من هو لاعبك المفضل محليا وعالميا ؟
” اللاعب رياض محرز “.
جائحة كورونا هل أثرت عليك؟
” نعم كانت تجربة مختلفة جذريا خاصة في ميدان الدراسة عن بعد ، مما أدى إلى ظهور نتائج هذا النوع من التدريس وهي نتائج سيئة مخيبة للآمال”.
كيف كانت فترة الحجر الصحي؟
” تصبح الأمور أصعب عندما تكون شاشة حاسوبك هي بوابتك إلى العالم الخارجي ، كما أن فترة الحجر صعبة على كل شخص كانت حياته اجتماعية مليئة بالتجوال .بالنسبة لي حاولت الابتعاد عن كل ما هو سلبي وكل ما يعكر صفوي “.
هل كنت تطبقين قوانين الحجر؟
” نعم كنت حريصة جدا على تطبيق قوانين الحجر” .
نصيحة تقدمينها للمواطنين خلال هذه الفترة ؟
” البقاء في المنزل والحد من التواصل المباشر مع الآخرين ، غسل اليدين باستمرار والحرص على التنظيف الروتيني ، إيجاد روتين يومي من خلال ممارسة الأنشطة المتاحة والترفيهية وتخفيف القلق والتوتر “.
ماذا استفدت من الحجر الصحي؟
” كانت فرصة لتعلم الكثير من الأشياء ومراجعة النفس والتأمل في الذات والعالم ، يجب التعود على كل شيء وأي شيء”.
هل كانت لك أعمال خلال هذه الفترة ؟
” لا بل كانت فترة كتابة أول مولود أدبي لي “.
رأيك حول مواقع التواصل الاجتماعي في فترة الحجر؟
” مواقع التواصل الاجتماعي كانت سلاحا ذو حدين من ناحية سهلت التعامل بين الناس خلال فترات الحجر الطويلة ومن ناحية الشائعات والأخبار المفبركة تدور على قدم وساق “.
كلمة أخيرة المجال مفتوح؟
” ألف شكر لكم على هذا الحوار الثري ، دمنا ننتهج اسم الله في حياتنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في ضمائرنا والإنسانية في تعاملنا “.
أسامة شعيب