عبد الجليل عمارة (حارس أواسط مولودية معسكر): “طموحي لا حدود له و هدفي المستوى العالي”
في إطار تسليط الضوء على المواهب الكروية الصاعدة في ولاية معسكر، كان لنا هذا اللقاء المميز مع الحارس الواعد عبد الجليل عمارة، المولود بتاريخ 15 أوت 2007 بعين فكان، والذي يشق طريقه بثبات ضمن صفوف مولودية معسكر لفئة أقل من 20 سنة.عبد الجليل مثال للشاب الذي جمع بين الانضباط، الطموح، والحب الكبير لكرة القدم، حيث يسعى لأن يصبح أحد أبرز الحراس في الجهوي الأول مستقبلاً. في هذا الحوار، فتح قلبه وتحدث معنا عن بداياته، مسيرته، طموحاته، وحتى لحظاته التي لا تُنسى داخل المستطيل الأخضر.
كيف كانت بدايتك الأولى مع كرة القدم؟
“بدايتي كانت في أزقة الحي وبين أصدقائي، حيث كنا نلعب الكرة لساعات طويلة دون تعب أو ملل. لم يكن في مخيلتي حينها أنني سأصبح حارس مرمى، لكن مع مرور الوقت بدأ المحيطون بي يلاحظون أن لدي رد فعل سريع وقدرة على التصدي للكرات، حتى في أصعب الظروف. أول تجربة رسمية كانت مع اتحاد عين فكان، وهناك تعلمت الانضباط وأهمية العمل الجماعي، ثم انتقلت إلى مولودية معسكر حيث دخلت أجواء المنافسة الحقيقية أمام فرق قوية، وهذا ساعدني على التطور من الناحية الفنية والبدنية.”
لماذا اخترت مركز حراسة المرمى بالذات؟
“حراسة المرمى ليست مجرد موقع في الملعب، بل هي مسؤولية كبيرة. أعجبت منذ الصغر بالحراس الكبار الذين يضحون بأجسادهم لإنقاذ فرقهم. بالنسبة لي، الحارس هو القائد الصامت الذي يرى كل شيء من الخلف ويوجه زملاءه. أحب الشعور بأنني آخر خط دفاع، وأن أي تصدٍ قد يغير نتيجة المباراة. كما أن طبيعة شخصيتي تناسب هذا المركز، فأنا هادئ عند الضغط لكن مستعد للتضحية في أي لحظة.”
كيف تصف تجربتك مع إتحاد عين فكان ثم مولودية معسكر؟
“اتحاد عين فكان كان بمثابة البيت الأول الذي احتضن بداياتي، هناك تعلمت الانضباط واحترام التعليمات، وكان المدربون بمثابة عائلتي الثانية. أما مولودية معسكر فهي نقلة نوعية، لأن مستوى التدريبات والمنافسة أكبر بكثير. وجدت نفسي أمام تحديات جديدة، وهذا أجبرني على العمل بجدية أكبر وتطوير كل جوانب مستواي، سواء في التمركز أو اللياقة أو حتى الجانب الذهني.”
ما الفئة التي تنشط فيها حالياً؟
“ألعب حالياً مع فئة أقل من 20 سنة في مولودية معسكر. هذه الفئة مميزة وصعبة في نفس الوقت، لأن المنافسين يتمتعون بلياقة عالية وخبرة جيدة، ما يجعل كل مباراة بمثابة اختبار حقيقي لقدراتي. اللعب هنا يجعلني أكثر استعداداً للانتقال إلى مستويات أعلى مستقبلاً.”
من هم أبرز المدربين الذين أشرفوا على تدريبك؟
“تشرفت بالعمل مع عدة مدربين تركوا بصمتهم في مسيرتي مثل سميلي قديم، عبدو قربوص، نسناس قدور، وعبد الله. كل واحد منهم ساعدني بطريقته، منهم من ركز على الجانب الفني، وآخرون على الجانب النفسي والتحفيزي. تعلمت منهم أن الحارس لا ينجح فقط بالموهبة، بل بالانضباط والعمل المتواصل.”
ما هي أصعب المباريات التي خضتها في مشوارك؟
“هناك مباراتان تبقيان راسختين في ذاكرتي، الأولى ضد شباب فروحة والثانية ضد شباب غريس. في كلتا المباراتين واجهنا ضغطاً هجومياً كبيراً، وكان علي أن أكون في قمة التركيز. أحياناً في مثل هذه اللقاءات، لا يكون أمامك وقت للتفكير، بل تعتمد على رد الفعل السريع واتخاذ القرار في جزء من الثانية.”
هل واجهت صعوبات في مشوارك الكروي حتى الآن؟
“الحمد لله، لم أواجه صعوبات كبيرة، ربما لأنني دائماً أحظى بدعم أسرتي وخاصة جدي. حتى التحديات الصغيرة التي واجهتني، كنت أتعامل معها كفرص للتعلم وليس كعوائق. كرة القدم لعبة تحتاج لصبر طويل، ومن يتعجل النتائج غالباً لا يصل.”
من الشخص الذي كان أكبر داعم لك في مسيرتك؟
“جدي هو أكبر داعم لي، دائماً يشجعني ويحضر مبارياتي كلما استطاع. مجرد وجوده في المدرجات يمنحني دافعاً إضافياً، وأشعر بالفخر عندما أراه يصفق لي بعد أي تصدٍ ناجح. دعمه المعنوي هو أحد أهم أسباب استمراري.”
ما هي أجمل ذكرى لك في عالم كرة القدم؟
“أجمل ذكرى كانت لحظة فوزنا بكأس ولاية معسكر. الشعور كان لا يوصف، خصوصاً أن الطريق نحو اللقب لم يكن سهلاً. رفع الكأس وسط الجماهير ورؤية الفرح في وجوه زملائي وجمهورنا كانت لحظة مؤثرة جداً بالنسبة لي.”
هل لديك ذكريات حزينة في مسيرتك؟
“لا أستطيع القول إن لدي ذكريات حزينة كبيرة، فأنا أتعامل مع الخسارة أو اللحظات الصعبة كجزء من اللعبة. كل تجربة تمنحني درساً جديداً، وأحياناً الهزيمة تكون معلمًا أفضل من الفوز.”
من هو فريقك المفضل محلياً وعالمياً؟
“محلياً أعشق مولودية وهران وأتابع مبارياته باهتمام، وأتمنى أن ألعب له يوماً ما. أما عالمياً فريال مدريد هو فريقي المفضل، أحب أسلوب لعبه وشخصيته الكبيرة في المباريات الحاسمة.”
من هم اللاعبون الذين تلهمك مسيرتهم؟
“على الصعيد الوطني، أحب كثيراً اللاعب بولبينة، لأنه نموذج للاعب الملتزم والموهوب في نفس الوقت. أما على المستوى العالمي فأنا من أشد المعجبين بالحارس تيبو كورتوا، طريقته في التمركز والتعامل مع الكرات العالية تشكل مصدر إلهام لي.”
هل لديك اتصالات مع فرق أخرى؟
“نعم، هناك بعض الاتصالات مع فرق أخرى، لكنني في الوقت الحالي أضع كامل تركيزي على مولودية معسكر. بالنسبة لي، من المهم أن أكون في كامل الجاهزية قبل التفكير في أي خطوة جديدة.”
ما هو هدفك الذي تسعى لتحقيقه في المستقبل القريب؟
“هدفي هو الوصول إلى الجهوي الأول كخطوة أولى، ومن هناك أواصل العمل للوصول إلى مستويات أعلى. أؤمن أن الطموح لا يجب أن يتوقف، وكل مرحلة ناجحة هي بداية لطموح جديد.”
كيف ترى المنافسة في مركزك داخل الفريق؟
“المنافسة قوية وهذا أمر إيجابي جداً، لأنها تدفعني إلى تحسين مستواي كل يوم. الحارس الذي يظن أن مكانه مضمون يتراجع بسرعة، لذلك أبقى دائماً في حالة استعداد وجاهزية.”
كلمة أخيرة لجمهورك ومحبيك؟
“رسالتي للجميع هي أن الموهبة وحدها لا تكفي، العمل والانضباط هما الأساس. أشكر كل من يدعمني ويقف بجانبي، وأعدهم أن أبذل أقصى ما لدي حتى أكون عند حسن ظنهم وأرفع اسم فريقي عالياً.”
حاوره: سنينة. م




