سطع نجمهما محليا ودوليا دريد و سرباح.. أبرع الحراس في الثمانينات
تزخر الكرة الجزائرية بأسماء كبيرة في مركز حراسة المرمى، حيث أنّ العديد من الحراس ساهموا كثيرا في فوز الأندية بالألقاب وتألّقوا ضمن المنتخب الوطني، من بينهم الحارس البارع مهدي سرباح، الذي عرف بصرامته الكبيرة وحنكته في أصعب الظروف، وذلك بتدخلات في المستوى لإعطاء الثقة الكبيرة لبقية اللاعبين. وكل الجمهور الجزائري الذي تابع أول مشاركة جزائرية في كأس العالم باسبانيا عام 1982 يتذكّر الدور الكبير الذي قام به سرباح في الفوز التاريخي للمنتخب الوطني أمام نظيره الألماني في خيخون. لكن مسيرة الحارس رقم واحد لـ «الخضر» منذ سنوات عديدة لا تقتصر على هذه المحطة، وإنما صنع لنفسه اسم سطع في سماء الكرة الجزائرية بإمكانياته الكبيرة وتفانيه في العمل. مهدي سرباح من مواليد 3 جانفي 1953 بالجزائر العاصمة، بدأ مشواره الرياضي ضمن أصاغر نادي «الراما» في عام 1964 قبل أن ينتقل الى أحد الأندية العاصمية الكبيرة، وهو اتحاد الجزائر الذي لعب ضمنه في الأصناف الصغرى ليتحول الى فريق شبيبة القبائل عام 1972 لتبدأ مسيرة غنية بالألقاب ضمن هذا الفريق، والذي توّج معه بـ 4 ألقاب للبطولة الوطنية (1973، 1974، 1977، و1980). كما نال كأس الجمهورية عام 1977. وتحوّل سرباح بعد ذلك في عام 1980 إلى نادي رائد القبة الذي كان يضم عدة لاعبين دوليين على غرار عصاد، قاسي سعيد، أيت شقو…وتألق هذا الفريق بشكل كبير وتوج بلقب البطولة الوطنية عام 1981. وبعد مونديال اسبانيا 1982 خاض سرباح تجربة احترافية بنادي مانيس مونريال الكندي لموسم واحد، قبل أن يعود الى نادي رائد القبة ويلعب ضمن صفوفه إلى غاية 1986. وبالموازاة مع مسيرته مع الأندية، فإن سرباح خاض محطّات «لامعة» مع المنتخب الوطني في «المرحلة الذهبية» كونه يعتبر من بين ركائز «الجيل الذهبي للثمانينات من القرن الماضي، حيث أن مسيرته مع «الخضر» بدأت بنجاح كبير، حيث كان الحارس الأساسي للمنتخب الوطني الذي توّج بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1975 بالجزائر، وهذا بقيادة المدرب رشيد مخلوفي، وتوّج كذلك بالميدالية الذهبية للألعاب الافريقية عام 1978 بالجزائر.كما نال الميدالية البرونزية في ألعاب البحر المتوسط بسبليت عام 1979، ونشط مع المنتخب الوطني المباراة النهائية لكأس افريقيا للأمم عام 1980 بنيجيريا، ولعب مونديال إسبانيا عام 1982. والشيء الذي طبع مسيرته مع الفريق الوطني هو بقاءه لمدة 11 سنة كاملة في صفوف «الخضر» من 1975 الى غاية 1986، حيث لعب 62 مباراة دولية.وكل المدافعين الذين لعبوا مع سرباح كانوا يلعبون بارتياح بالنظر للعزيمة والثقة والذكاء لهذا الحارس البارع، سواء الثنائي كدو – معزيز أو قندوز – قريشي ممّا يؤكد الإمكانيات الكبيرة لهذا الحارس الذي تحوّل بعد اعتزاله اللعب الى عالم التدريب لمنصب حارس المرمى لتقديم معارفه للحراس الشبان، حيث عمل بنادي اتحاد البليدة، شباب بلوزداد، شبيبة بجاية ونادي السد القطري، كما أنّه شغل منصب مساعد المدرب لبعض الأندية. الإسم الثاني الذي تألق في حراسة عرين الخضر في الثمانينات أيضا هو نصر الدين دريد.. الحارس البارع الذي تألّق بشكل كبير في تلك الحقبة ، وأصبح أساسيا في مرمى الفريق الوطني بفضل إمكانياته الكبيرة. وحقا يعتبر «الحارس الطائر» حيث أنه بالرغم من أنه كان «قصير القامة» مقارنة بالعديد من الحراس إلا أنه كان «سيّد الموقف» في مرماه، حتى في الكرات التي تريد «زيارة» الزاويتين العلويتين للمرمى. وكل زملائه في الدفاع أو المتتبعين يرتاحون لرؤيته في المرمى، من ناحية الفعالية وكذا «الفرجة» التي كان يقدّمها بالطريقة التي كان يوقف بها الكرة في اللحظات الحاسمة للمقابلات. دريد من مواليد 22 جانفي 1957 بمدينة تبسة، بدأ مسيرته الكروية في صنف الأواسط بفريق المدينة ولعب في صنف الأكابر موسم 1977 – 1978 بفريق شبيبة تبسة..قبل أن ينتقل في الموسم الموالي إلى اتحاد الحراش. هذه الوجهة التي كانت بمثابة المحطة الرئيسية لهذا الحارس الذي أبدع وأصبح اسمه متداولا بشكل كبيرو وأكّد آنذاك كل المتتبّعين أن دريد سيذهب بعيدا في مسيرته، فقد قدّم موسمين مميّزين بالفريق العاصمي وجلب الأنظار بشكل مركز حول طريقته في حراسة المرمى. وفي موسم 1980 / 1981 انتقل الحارس دريد إلى اتحاد بلعباس أين أثبت جدارته وتطوّر كثيرا، وكان من بين العناصر الأساسية للفريق الذي لعب له إلى غاية 1985. هذه السنة التي انتقل فيها إلى فريق مولودية وهران، والتي توّج معها بلقب البطولة الوطنية في عام 1988 مع تشكيلة كانت تضم أسماء كبيرة على غرار مزيان، سباح، بن يوسف .وبعد هذا اللقب خاض دريد تجربة خارج الوطن ضمن فريق الرجاء البيضاوي المغربي..هذه التجربة التي كانت ناجحة عندما توّج بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1989، ثم عاد الحارس دريد الى مولودية وهران لموسمين الى غاية 1990. وبالموازاة مع مشواره في الأندية، فإنّ دريد كان متألّقا مع الفريق الوطني رغم المنافسة الشديدة على منصب حراسة المرمى بوجود حراس من الطراز العالي في تلك الفترة، ولعب الحارس الطائر مع الخضر من 1982 إلى غاية 1988، وشارك في كأس إفريقيا 1984 و1988 وساهم كثيرا في النتائج الايجابية للمنتخب الوطني، كما أنه كان من ضمن العناصر التي كانت وراء تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كأس العالم بالمكسيك، لا سيما في لقائي زامبيا وتونس. وفي المونديال 1986 الكل يتذكّر تلك الخرجات والبراعة الكبيرة التي لعب بها دريد أمام منتخب اسبانيا بتدخلاته الحاسمة قبل أن يتعرّض للإصابة.وخلال مشاركته مع الفريق الوطني في كأس إفريقيا تحصل الفريق الوطني على مرتين ( 1984 و1988 على المركز الثالث).وللإشارة، فإن دريد خاض تجربة كمدرب لمولودية وهران في موسم 2003 / 2004 ثم أهلي برج بوعريريج ، مولودية باتنة ، كوكب وهران و شبيبة الأمير عبد القادر ، قبل أن يفضل دخول عالم الإعلام كمحلل لمباريات كرة القدم.
من إعداد: بن حدة