رغم غياب الجماهير و الأنصار بسبب جائحة كورونا … العنف يطغو و التجاوزات الرياضية تسيطر على الملاعب
على الرغم من غياب الجماهير عن الملاعب بسبب انتشار جائحة كورونا في الجزائر و ذلك في كل المستويات ، إلا أن العنف و التجاوزات الرياضية أصبحت تسيطر على الملاعب ، حيث أصبحنا كل أسبوع على موعد مع حادثة جديدة في ملعب من ملاعب كرة القدم الجزائرية لاسيما قسم الهواة ، تهديدات في مواقع التواصل الإجتماعي و تبادل الشتائم و السب و الإتهامات ، صور للاعبين ساقطين على الأرض و دماؤهم تنزف و كأن كرة القدم تحولت إلى حرب بين الأندية .
هذه الحوادث أثبتت براءة جماهير الفرق
هذه الحوادث أكدت أشياء كثيرة و مهمة في عالم كرة القدم الجزائرية و أظهرت الحقيقة التي جهلها العام، و هي براءة جماهير الفرق التي كانت دائما المتهم الأول ، أو بصريح العبارة كبش فداء مسؤولي الفرق لتغطية أعمالهم الجهنمية ، إذن من المتسبب ؟ بالطبع الجواب واضح وضوح الشمس ،المسؤول الأول يبقى مسؤولي الفرق بتسييرهم الفاشل الجهوي و تفكيرهم المحدود ، أصبح الفوز عند بعض المسؤولين أهم من أرواح اللاعبين و أبناء الناس و الحكام .
أندية من لا شيء وجدت نفسها في مستوى أكبر من حجمها
و من الأمور الأساسية التي ساعدت على ظهور هذه الحالة التي كنا نراها في المواسم الماضية القليلة في حالات نادرة حتى في الأقسام السفلى ، هي هرم كرة القدم المعمول به هذا الموسم في الجزائر في ظل الحالة الإستثنائية ، بالطبع هذا هو السبب، أندية من لا شيء وجدت نفسها في مستوى أكبر من حجمها
، إحتلت المراكز الثامنة و السابعة ،و جدت نفسها في القسم الثاني لا ملاعب لا رؤساء محترفين لا تسيير محترف ، و لا حتى شيء يؤكد إستحقاق هذا المستوى . النتيجة واضحة نعم و هي إغتنام الفرصة بأي طريقة للفوز في ملاعبها بدون مراعاة الإحترافية و الروح الرياضية ، فعندهم هذه فرصة لا تعوض يجب إستغلالها بأي طريقة و البقاء في المستوى المهدى لهم ، حقا كرة القدم بصفة عامة خسرت الرهان هذه المرة و أكدت فشلها في الإنتقال من مرحلة إلى أخرى .
نجاح مشروع الإحتراف يبدأ من أدنى درجة
مثل هذه الانتقالات في رياضة كرة القدم تتطلب دراسة شاملة لتسيير الفرق و مستواها المالي ،مع النظر في إمكانية الإتحادية في توفير سبل النجاح و تجاوز الحالات الطارئة و توفير الحماية اللازمة للاعبين و الفرق و الحكام ، فتطوير مستوى كرة القدم في البلاد لا يتطلب تصعيد كم كبير من الفرق إلى مستوى أعلى ، فحالة الرياضة في البلاد تتطلب النظر إلى المستوى الأدنى ، و نجاح مشروع الإحتراف يبدأ من أدنى درجة وليس من الوسط من الصعب و من غير المتوقع أن يكون لك في هرم كرة القدم 126 فريق بين القسم الثاني و الثالث، هذا أولا تجاهل للمستويات الأقل منها ، و ثانيا صعب جدا أن تكون كل هذه الفرق تستحق التواجد هنا ، و ثالثا أي فائدة و أي نتيجة سنخرج بها ،هذا من دون ذكر إمكانية التحكم في كامل الفرق، و إن لخير دليل ضرب الفرق قانون الرابطة بحضور 10 أشخاص فقط في المنصة الشرفية لكل فريق عرض الحائط و لا فريق يطبق هذا القانون ، و يبقى هذا القانون حبرا على ورق، لا تطبيق من الفرق و لا عقوبات من الرابطة إلا عندما تحدث الكوارث و تسيل الدماء و تتلطخ كرة القدم بالقذف و السب .
التلاعب في تحاليل الكشف عن فيروس كورونا
و قد رأينا أيضا صعوبة بعض الفرق في إجراء التحاليل الخاصة بوباء كورنا ،هل سنقول أن كل الفرق تعمل بصورة قانونية في هذا الأمر؟ بعض الفرق نعم و لكن البعض الآخر لا ، فمنهم من قام بتغيير تاريخ التحاليل و طرحها في عدة مقابلات ، و منهم من كشف أمره و خسر النقاط و هناك من قاطع بعض اللقاءات بحجة عدم توفر الأموال للقيام بالتحليل ، على العموم هذا الهرم بتسييره قد يكون هو الأسود في تاريخ كرة القدم الجزائرية بالنظر إلى النقاط التي تحدثنا عليها ، و من الأحسن أن تهيكل كرة القدم في البلاد من جديد و العمل على بناء قاعدة الإحتراف من الأسفل إلى الأعلى و ليس العكس .
لازمو إتحاد حجوط و شبيبة تيارت ضحايا العنف في الملاعب
عرفت الساحة الرياضية مؤخرا أحداثا غير رياضية في بعض ملاعب كرة قدم الجزائرية ، هذه الأعمال تعودنا عليها لكن هذه المرة كنا مع ضحايا جدد ، في الأول جمعية وهران تتعرض للظلم ضد عين وسارة في ملعب البرين ، و في اليوم الموالي أيضا شهد ملعب بومرزاق بالشلف تجاوزات غير رياضية أين تعرض حارس شبيبة تيارت لإصابة خطيرة في الرجل و كأنه أصيب بسلاح بعد شجار مع رئيس نادي واد سلي شيرانو عند مدخل الملعب ، و تم تبادل سهام الإتهامات و الكلام البذيء في مواقع التواصل الإجتماعي . هذا الأمر حدث في بطولة القسم الثاني ، و في ملعب أبرز الفرق المرشحة للصعود إلى القسم الوطني الأول المحترف ، أما الضحية الثالثة كان إتحاد حجوط في ملعب فرندة عند ملاقاته الفوز المحلي . هذه فقط حصيلة ضحايا أسبوع بدون العودة إلى لقاء الترجي ضد نصر السانيا و لقاء المثالية ضد الغالية و عين وسارة ضد واد سلي و إتحاد فنوغيل ضد شباب أدرار . للأسف محيط كرة القدم في الهواة غلب عليه العنف و الحساسية بين الفرق و أصبح الكل يفكر بالفوز بأي طريقة ، و نحن على موعد مع مقابلات مباشرة في آخر الجولات بين المهددين بالسقوط ، و الفرق التي تلعب على ورقة الصعود فلهذا على الرابطة أخذ التدابير اللازمة لتفادي مزيد من الإنزلاقات الغير رياضية .
نبيل شيخي