حوارات

كحلي ناصر (مدرب أصاغر شباب بن داود): “ليس كل من هب ودب بإمكانه العمل في الفئات الصغرى”

يجمع العارفين بشؤون كرة القدم بأن العمل ضمن الفئات الصغرى ليس بالأمر الهين نظرا لخصوصيتها من جميع النواحي، سواء البدنية، النفسية والتعليمية. كما أنها القاعدة الأساسية لمستقبل الطفل كإنسان أولا، ثم كلاعب أو رياضي بصفة عامة.  لذا فمن الضروري أن يتولى شؤونها أناس مختصين، ذوي خصائص معينة، يتمتعون بالخبرة والتجربة في كيفية التعامل معها. ومن بين المختصين في الإشراف على مثل هذه الفئات نذكر على سبيل المثال، كحلي ناصر، الذي يمتلك خبرة في المجال فاقت ال30 سنة. فهو من مواليد وهران، وبالتحديد حي سيدي الهواري، حيث بدأ مداعبة الكرة بهذا الحي العتيق، والذي بدأ به مسيرته التدريبية لفئة الأصاغر لشبيبة سيدي الهواري آنذاك، قبل أن يتوقف الفريق عن النشاط لأسباب مختلفة. كما صال كحلي ناصر وجال بمختلف الفرق بوهران وفي مختلف الأقسام، حيث أشرف على براعم مولودية وهران، ثم أشبال اتحاد خميستي الذي توج معهم بالبطولة الولائية، ثم انتقل لمديونى وهران في فئة اقل من 15 سنة. كما أشرف على مدرسة اتحاد وهران، ثم شباب الأمير عبد القادر سان ريمي، قبل أن يستقر أخيرا في شباب بن داود الناشط في بطولة القسم الجهوي الثاني.

“تجربة مفيدة رغم صعوبتها”

 عن تجربته الطويلة في الأصناف الصغرى، أكد لنا كحلي بأنها كانت جد مفيدة رغم صعوبتها بالنظر لخصوصية هذه الفئات التي تتطلب الكثير من الصبر من جهة، وكذا للاجتهاد أكثر في مجال التدريب كونها مستقبل كرة القدم. فليس كل من هب ودب له الحق في الإشراف عليها. فلابد من توفير شروط معينة منها ما يتعلق بالجانب الفني والتكتيكي ومنها ما يتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي، مع توفير الإمكانيات المادية بطبيعة الحال فالتحكم في تدريب هذه الفئات يسهل على أي مدرب العمل في فئة الأكابر بكل سهولة.

“المدرب مربي قبل كل شيء”

 واصل كحلي حديثه مؤكدا بأن المدرب بمثابة الأب بالنسبة لهؤلاء الأطفال، وبالتالي فأي تصرف في غير محله قد يؤذي إلى نتائج عكسية تتنافى ورسالة المدرب والمربي النبيلة والشريفة. فكثيرا ما ينحرف بعض المدربين عن رسالتهم مما يؤدي إلى انحراف بعض اللاعبين عن المسار الصحيح في حياتهم الاجتماعية. كل هذا لتبيان مدى أهمية الإشراف على هذه الفئات. فلابد للمدرب من معرفة الظروف الاجتماعية للاعبين ومستوى المعيشة لهم مع التركيز على عدم التساهل فيما يتعلق بالدراسة والتعليم حتى يتسنى له من إيصال رسالته بكل سهولة للاعبين. الأمر الذي يتحتم على مسؤولي الفرق الاختيار السليم للمشرفين على الفئات الصغرى خاصة فئات أقل من 17 و15 سنة إضافة إلى المدارس الكروية.

“وهران رائدة في مجال إنشاء المدارس الكروية”

 كما كشف كحلي بأن تعتبر ولاية وهران رائدة في مجال إنشاء المدارس الكروية وتخصيص بطولة خاصة بها، حيث يفوق عددها المائة حسب إحصائيات الرابطة الولائية لكرة القدم بوهران والتي أنشأت خلية خاصة تتولى التنظيم والإشراف على هذه المدارس طيلة الموسم خاصة في العطل المدرسية. ويرى كحلي ناصر بأن هذه الظاهرة تعتبر ايجابية وصحية تنبئ بمستقبل زاهر لكرة القدم على مستوى ولاية وهران فكثيرا هم اللاعبين الذين تألقوا حتى على المستوى الدولي هم من خريجي هذه المدارس كبلايلي، بونجاح وفاهم بوعزة وغيرهم. إلا أنه وللأسف فان فرق أخرى من خارج ولاية وهران هي المستفيدة منهم لسوء التسيير الذي يميز غالبية الأندية بوهران في مختلف الأقسام فالتكوين أساس نجاح وتطور كرة القدم ولابد من السلطات المعنية الاهتمام بهذه المدارس مع ضرورة المراقبة الدورية لها.

“أتأسف لتوقف نشاط شبيبة سيدي الهواري وإتحاد خميستي”

كحلي ناصر أبدى عن تأسفه للحالة التي وصلت إليها بعص الفرق، حيث قال في الصدد بأنه هناك بعض النوادي التي استطاعت أن تنجب لاعبين تألقوا في أعلى مستوى لكن للأسف توقفت عن النشاط ونقصد على سبيل المثال شبيبة سيدي الهواري واتحاد خميستي لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالجانب المادي والمالي، ومنها ما يتعلق بتخلي أبناء الفرق عنها. ليختتم كخلي حديثه قائلا:” في البداية اشكر مسؤولي شباب بن داود على منحي الفرصة للإشراف على فريق فئة اقل من 15 سنة، بالرغم من الإمكانيات الأندية الصعبة للفريق. فالمهم أن ظروف التدريب عادية خاصة فيما يتعلق بالملعب. كما أوجه نصيحة لأولياء اللاعبين بضرورة التقرب من الفريق لمعرفة أحوال أولادهم وتقديم الدعم المعنوي للنادي والوقوف بجانبه. كما أنوه بالمجهودات التي تقوم بها جريدة بولا في مجال التعريف بالفئات الصغرى والمدارس الكروية.”

حماز زروقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P