فتح أسطورة كرة القدم الجزائرية وصانع أمجاد المنتخب الوطني سنوات الثمانينات لخضر بلومي قلبه لجريدة ” بولا ” وخصها بتصريحات تحدث فيها عن واقع الكرة المحلية ورأيه حول ما يحدث من قضايا الفساد التي طغت على الساحة مؤخرا، كما رد على الأحاديث التي راجت بخصوص إقصاء منتخب جبهة التحرير الوطني من الجمعية العامة للفاف، مؤكدا أن هذا المنتخب رمز للكرة الجزائرية ويعتبر خط أحمر، فضلا عن رأيه حول انتقال بن ناصر والنادي الأنسب له وأمور أخرى ستتابعونها من خلال هذا الحوار …
أولا كيف حالك كابتن لخضر؟
“في البداية أرحب بكم وأشكر جريدة ” بولا ” التي فتحت لنا هذا المنبر للتواصل مع المتابعين والمحبين، والحمد لله حالي كحال كل الجزائريين الذين ينتظرون زوال هذا الوباء وكما تعلمون نحن في فترة الحجر الصحي، لذا فأنا ملتزم بالبقاء في البيت لأطول فترة ممكنة ولا أغادره إلا للضرورة فقط “.
كيف يقضي الكابتن لخضر بلومي أوقاته في ظل الحجر الصحي؟
“هذا الوقت سمح لنا بأن نكون مع العائلة لوقت أطول، والآن نحن نقضي وقتنا في البيت ونتوخى الحيطة والحذر، ولا نخرج إلا عند الضرورة من المنزل كما قلت، وهذا الحجر جعلني أشبع من عائلتي، مع تمنياتنا ودعواتنا أن يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود الحياة لطبيعتها”.
ما رأيك حول قضايا الفساد التي هزت الكرة الجزائرية مؤخرا؟
“لا أريد تشخيص أحد في هذه القضية، لكن بصفة عامة أنا أدعم وأساند التحقيقات التي تقوم بها الدولة، وعلى كل المتورطين أن يحاسبوا على الفساد الذي نخر الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة وأساء لسمعتها، كما أتمنى ألا تتوقف التحقيقات عند هذه القضية فقط، بل يجب أن تشمل الجميع وكل من تورط عليه أن يحاسب ويدفع الثمن “.
هل تلمّح إلى أن هناك قضايا فساد أخرى تم غض النظر عنها؟
“بطبيعة الحال ففي كل مرة كنا نسمع تورط أسماء كبيرة وفاعلة في كرة القدم، وينشر غسيل فضائحها في أروقة العدالة ولكن ذلك لم يحد من الظاهرة، لأنه لم تكن أي نية واضحة ولم تتخذ أي إجراءات ردعية، وسرعان ما كانت تطوى تلك الصفحات سريعا وهذا للأسف من بين الأسباب التي تشجع العديد من المسؤولين الجدد على وجه الخصوص على اجتياح مجال الفساد الرياضي “.
راجت مؤخرا أحاديث حول إقصاء منتخب جبهة التحرير من الجمعية العامة للفاف، كيف تعلق على ذلك؟
“في البداية دعوني أذكّر الجميع أن تاريخ الكرة الجزائرية ما كان ليكتمل دون منتخب جبهة التحرير الوطني، فهؤلاء الرجال أخذوا مصيرهم بأيديهم وقاموا بعمل بطولي للغاية، وهم الآن مثل قصة أو رواية جميلة لنا، لقد تميزوا بحب الوطن والجرأة ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل ما قاموا به، لذلك فأنا أقول إن تاريخهم حاضرهم ومستقبلهم خط أحمر ولا يمكن أن نرضى بالإساءة لهم حتى عن دون قصد، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نترحم على من ماتوا ونتمنى الصحة والعافية للأحياء منهم “.
لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني وهل باستطاعة أشبال بلماضي المحافظة على لقبهم القاري؟
“من السابق لأوانه الحديث عن كأس إفريقيا، لكن هذا لا يمنع القول بأن الأمور ستكون صعبة على المنتخب الوطني مستقبلا لأنه سيكون مستهدفا من جميع المنتخبات الإفريقية التي ستسعى للإطاحة بمنتخبنا، لكن إن واصل المنتخب اللعب بجديته التي أبان عليها في النسخة الماضية وأظهر نفس الروح والعزيمة فأنا أتوقع أنه سيكون يإمكانه المحافظة على تاجه القاري، وأراه قادرا أيضا على الذهاب بعيدا في كأس العالم 2022 إن شاء الله “.
كيف ترى الكرة الجزائرية المحلية وما سبب تراجعها على المستوى الإفريقي؟
“دائما أتكلم عن شمال إفريقيا بأن أغلب منتخباتها تعتمد على لاعبي الأندية المحلية ،وهذا من الناحية البسيكولوجية يلعب دورا كبيرا على اللاعبين المحليين و يجعل الأندية المصرية والتونسية تذهب بعيدا في دوري الأبطال الإفريقية أو الكاف أو غيرها من المنافسات القارية ، أما في الجزائر فالعكس تماما فالمنتخب متكون من أحسن اللاعبين الموجودين في الخارج والموجودين في الجزائر لا يلعبون في المنتخب الوطني الجزائري، وهذا يؤثر من الناحية النفسية على اللاعب المحلي الذي كانت نصيحتي له دائما أن يواصل العمل و يحترف في الخارج في أول فرصة تتاح له ،وذلك من أجل تطوير نفسه أكثر من جميع النواحي حتى يكون جاهزا لحمل قميص المنتخب “.
لاعب الخضر إسماعيل بن ناصر تلقى العديد من العروض من كبار الأندية الأوروبية، كدولي سابق إلى أي نادي تفضل أن تكون وجهته؟
“حسب رأيي ،بن ناصر يملك كل مواصفات اللاعبين الكبار و أنا أشبهه ب” فييراتي ” في طريقة لعبه ،أنا أتمنى أن يواصل في نادي أسي ميلان لموسم آخر حتى يتعود على اللعب في المستوى العالي ،أما إن فضل تغيير النادي فأعتبر أن ريال مدريد أو برشلونة الأنسب له في الطريقة و بإمكانه اللعب كأساسي بسهولة، فهو من الناحية الفنية أحسن من كاسميرو و بوسكيتس، أما عن السيتي فلا أعتبر ذلك الخيار الأمثل له ، فقد يحصل له ما حصل لزميله محرز الذي عانى كثيرا من طريقة المداورة التي ينتهجها قوارديولا و التي تضر اللاعبين كثيرا وتحد من إمكاناتهم”.
كلمة أخيرة لجمهور ومحبي لخضر بلومي
“تحياتي لجميع المحبين والجمهور الرياضي، كما أشكر جريدتكم المحترمة على هذه الالتفاتة الطيبة، وأتمنى لها المزيد من التطور والنجاح مستقبلا، كما أتمنى أن يرفع الله عنا هذا الوباء وتعود الحياة الطبيعية كما كانت عليه سابقا وتحياتي للجميع مجددا”.
حاوره: نور الدين عطية