الأولىتحقيقات وروبورتاجات

بعد استدعاء نجل أسطورة الكرة الجزائرية لتربص الخضر … بلماضي يعيد للتاريخ قضية عمرها 35 سنة بين بلومي ومصر

ضبط الناخب الوطني جمال بلماضي قائمة اللاعبين المعنيين بتربص الخضر خلال فترة التوقف الدولي والذي سيواجه فيه منتخبنا الوطني وديا كل من الرأس الأخضر يوم 12 أكتوبر بقسنطينة و يوم 16 أكتوبر مصر بمدينة العين الإماراتية. ولقد أعاد الناخب الوطني للتاريخ قضية عمرها 35 سنة بعد استدعاء ولأول مرة لاعب نادي فارينزي البرتغالي بلومي محمد البشير نجل أسطورة كرة القدم الجزائرية السابق أخضر بلومي والذي لطالما ارتبط اسمه بحادثة فقأ عين طبيب المنتخب المصري الشهيرة، وما صاحبها من متابعات قضائية على مستوى الأنتربول جعلت لخضر بلومي مقيدا لحوالي عشرون سنة.

حيثيات القضية تعود لتاريخ 17 نوفمبر 1989

تعود قضية لخضر بلومي مع العدالة المصرية لتاريخ  17نوفمبر من عام 1989 حين التقى المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المصري برسم مباراة العودة من الدور الأخير لإقصائيات كأس العالم التي جرت في السنة الموالية بإيطاليا، و بالنظر إلى الأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة بين منتخبنا الوطني والمصري والتي كانت مصيرية لكلا المنتخبين، استعمل المصريون كل الوسائل حتى الممنوعة منها ليخسر الخضر و يكسب الفريق المصري تأهله لكأس العالم.

المصريون فرضوا ضغطا رهيبا على لاعبي المنتخب الوطني

في صبيحة يوم المباراة الحاسمة بين المنتخبين المصري والجزائري، لجأ الكثير من المصريين إلى التأثير على لاعبي المنتخب الوطني من خلال قدومهم إلى الفندق الذي كان يقيم فيه، مما اضطرمن المدرب المرحوم عبد الحميد كرمالي لمطالبة لاعبيه بعدم الدخول في لعبة المصريين، وهو ما زاد من لهيب هؤلاء الأنصار، حيث اعترضوا سبيل المنتخب الوطني في الطريق المؤدي إلى ملعب القاهرة، لدرجة أن البعض راح يرشق الحافلة بقارورات المياه، وكل شيء كان مرتبا كون الأمن المصري لم يوفر للمنتخب الوطني أدنى حماية أمنية كما تقتضيه ظروف مثل هذه المباريات الكبيرة والمصيرية. مضايقات واستفزازات المصريين امتدت إلى الملعب، حيث انفجر الجمهور غضبا و أصبح كل ما هو جزائري غير مرغوب فيه وبالأخص بلومي، و رغم ذلك إلا أن لاعبي الخضر قدموا مباراة كبيرة ولولا الانحياز الفاضح للحكم الايطالي باحتسابه لهدف خيالي بالرغم من الاعتداء الفاضح على الحارس دريد لما تأهل المصريون للمونديال .

إقصاء الخضر أنقذ اللاعبين من كارثة حقيقية

نظرا للأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة و أهمية نتيجتها، حمد أشبال المدرب المرحوم كرمالي الله على الخسارة وإلا لما خرجوا سالمين من الملعب. ورغم الخسارة بهدف لصفر والذي كلف الخضر الإقصاء بحكم نتيجة التعادل السلبي الذي انتهت به مباراة الذهاب التي لعبت بقسنطينة، تعرض اللاعبون إلى العديد من المضايقات، خاصة بعد إعلان الحكم نهاية المباراة، حيث اقتحم الكثير من الجماهير أرضية الميدان في محاولة للاعتداء على اللاعب بلومي ورفقائه .

المضايقات امتدت إلى الفندق الذي كان يقيم فيه الخضر

المضايقات التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني من طرف المصريين لم تتوقف بعد إعلان الحكم نهاية المباراة بل امتدت الى ما بعدها، فأثناء وصول لاعبي الخضر إلى فندق الشيراطون الذي كانوا يقيمون فيه، راح بعض من نزلاء الفندق وهم مصريين وبعض من الجماهير يشتمون كل ما هو جزائري ، ليطلب المدرب كرمالي من جميع اللاعبين الصعود إلى غرفهم  لتفادي الأسوأ في ظل حالة الغضب التي كان عليها المصريون رغم تمكنهم من التأهل للمونديال ، مع العلم بأن كل من تأخر من المنتخب الوطني أو من البعثة الجزائرية تعرض إلى الضرب المبرح من طرف المصريين.

الشرطة المصرية تستدعي بلومي في اليوم الموالي وتقرر حبسه

في صبيحة اليوم الموالي من المباراة الأمن المصري باستدعاء لاعب المنتخب الوطني بلومي لخضر للمثول أمامه، وبعد الاستفسار عن السبب قيل بأن ابن معسكر متهم بفقأ عين احد الأطباء المصريين (أحمد عبد المنعم) الذي كان يقيم بالفندق، ليتوجه بلومي رفقة رئيس البعثة ومدرب حراس المرمى إلى مقر الأمن حيث تم الاستماع إلى أقواله وقد وجهت لي تهمة الاعتداء على طبيب مصري وفقأ إحدى عينيه. ورغم أن بلومي اقسم لهم أن لا علاقة له بالذي حدث، أصر وكيل الأمن المصري على التهمة التي وجهت له وقرر حبسه وعدم السماح لي بالعودة إلى الجزائر إلى غاية محاكمته.

السفير المصري تدخل لحل المشكلة

بعد قرار وكيل الجمهورية المصري بتوقيف اللاعب لخضر بلومي وعدم السماح له بمغادرة التراب المصري بتهمة الاعتداء على طبيب المنتخب المصري، اضطر السفير المصري للتدخل حيث توصل إلى حل الإشكال فسمح للاعب الخضر بمرافقة عناصر المنتخب الوطني والعودة إلى ارض الوطن سالما معافى، وحينها انتهت علاقة بلومي مع كل ما هو مصري بعدما قرر عدم العودة لأرض الفراعنة مهما كلفه الأمر .

عند قادري و مراد عبد الوهاب الخبر اليقين

حقيقة من اعتدى على الطبيب المصري وقام بفقأ إحدى عينيه عند الحارس قادري ومراد عبد الوهاب والصحفي الحبيب بن علي، فهؤلاء على علم بالذي اعتدى على الطبيب المصري، وكل شهود العيان أجمعوا بأن بلومي بريء من التهمة التي وجهت له وان لاعلاقة له بها، وان التهمة التي وجهت له من طرف البوليس المصري الهدف منها الإساءة اليه والنيل من اسمه، كونه يمثل رمزا من رموز الكرة الجزائرية.

براف نجح في إحداث الصلح في 2009

نجح مصطفى براف رئيس اللجنة الاولمبية الجزائرية سابقا في تسوية قضية النجم السابق لكرة القدم الجزائرية لخضر بلومي مع الطبيب المصري احمد عبد المنعم، الذي كان وراء منع ابن مدينة معسكر من مغادرة التراب الوطني. وجاء اتفاق التسوية بعد جلسة الصلح التي جرت بالقاهرة بحضور رئيس اللجنة الأولمبية المصرية السابق اللواء منير ثابت، ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية السابق مصطفى براف، والطبيب المصري أحمد عبد المنعم أحمد عبد الهادي والذي وقع رسالة بحضور رئيسي اللجنتين الأولمبيتين الجزائرية والمصرية السابقين “تعلم الوكيل العام للقاهرة بتنازله عن كافة حقوقه وعن كل متابعة في حق لخضر بلومي”.

كما التمس الدكتور عبد المنعم من الوكيل العام للقاهرة “وضع حد لمذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها شرطة الأنتربول بحق لخضر بلومي” ، وبهذا تم التوقيع على إتفاق عام للصلح وإلغاء كل المتابعات المدنية والجزائية بين الدكتور أحمد عبد المنعم ورئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية السابق، باعتباره ممثلا للخضر بلومي بحضور محاميي كلا الطرفين.

الحاج علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P