موسم للذكرى وكورونا غيرت المنظومة الكروية في البلاد
الموسم الكروي 2019/2020 انطلق بشكل عادي جدا ، مباريات تلعب كل نهاية أسبوع ،مدرجات مملوءة بالجماهير و تنافس بين الفرق، لتظهر جائحة كورونا كوفيد 19 وتغير كل المعطيات ويضطر بعدها القائمون على الرياضة في بلادنا من أعلى هرم الوزارة والإتحادية إلى إتخاذ قرار بتوقيف البطولات في مختلف الأقسام ريثما تتحسن الأوضاع الصحية ، خاصة و أن الوباء انتشر بشكل واسع ورهيب ، فانتظرنا شهر مارس وأفريل وصولا لماي ولم يتغير شيء بل إزداد سوءا و حذرت وزارة الصحة من عواقب قد تضر بصحة المواطن بما فيهم اللاعبين والأنصار، هنا بدأ التفكير في كيفية لإنهاء الموسم الكروي، لتلجأ الإتحادية والرابطة لعدة مقترحات وأشركت الفاعلين من خلال استشارات ليتقرر بعدها توقيف البطولة بمختلف أقسامها نهائيا مع منح متصدري البطولة اللقب وإلغاء السقوط.
كورونا نقمة على الفرق
عند توقف البطولة تم تتويج أصحاب المراكز الأولى وهو مالم تتقبله بعض الفرق خاصة أنه كان متبقي عدة جولات كانت كفيلة لقلب الطاولة لتتويج فرق أخرى لأن لها أسبقية ترشحها لذلك فكان التوقف نقمة عليهم ولم يخدمهم تماما.
ونعمة على فرق أخرى
رغم أننا نعلم جيدا أن الوباء هو قاتل وخطير صحيا وكلنا يتمنى زواله حتى ولو توقفت جميع المنافسات لكن من الناحية الرياضية هناك أندية وفرق استفادت، خاصة الفرق التي كانت تحتل مؤخرة الترتيب ومهددة بالسقوط فكانت كورونا نعمة عليهم بعد إلغاء السقوط في مختلف الأقسام.
الجائحة غيرت نظام المنافسة
بعد القرار المتخذ من أعلى هيئة بتوقيف جميع الأنشطة الرياضية بما فيها كرة القدم والبطولة الوطنية بمختلف الأقسام اضطرت الرابطة إلى تغيير نظام المنافسة بعدم سقوط أي فريق مع صعود أصحاب المراكز الأولى وإضافة مجموعات في الهواة، فأصبح الوضع صعب خاصة إن علمنا أن الرزنامة سوف تكون نارية لا محالة بزيادة عدد المباريات من 30 مباراة في القسم الأول إلى 38 مباراة دون إحتساب المباريات للفرق المشاركة في مختلف المنافسات الخارجية.
التوقف الطويل للمنافسة مشكل آخر أرق الفرق
منذ مارس الماضي إلى غاية استئناف التدريبات للتحضير للموسم الكروي الجديد فارق كبير في الزمن لا مباريات لا تدريبات جماعية والملاعب والمنشآت الرياضية مغلقة ضف إلى ذلك الحجر المفروض، كلها عوامل صعبة مهمة الأندية واللاعبين في نفس الوقت خاصة أننا نعلم أن الإمكانيات منعدمة لفرقنا فيما يخص وسائل التدريب والتحضير لأن أغلبهم كان يجري التربص التحضيري خارج الوطن.
تحاليل البي سي أر وتطبيق البروتوكول الصحي أكبر عائق
بعد إعطاء الضوء الأخضر من وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة للعودة للتدريبات مع فرض شروط لتفادي انتشار الفيروس أهمها إجراء تحاليل الكشف عن كوفيد 19 وتوفير برتوكول صحي صارم من التباعد ووسائل الوقاية، وهي كلها أمور تثقل كاهل الأندية خاصة محدودية الميزانية، لكن الظروف حتمت ذلك ووجب على الفرق التكيف مع الوضع، فأندية القسم المحترف تجاوزتها رغم قلة الإمكانيات لدى البعض لكن هل تستطيع فرق الهواة مسايرة كل هاته الإجراءات المفروضة خاصة من الإتحادية والرابطة؟ السؤال سوف يبقى مطروحا إلى حين.
بداية الموسم الكروي 2020/2021 بإجراءات صارمة
انطلق الموسم الكروي الجديد وسط تذبذب كبير وتساؤل حول كيفية تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي من طرف الأندية ومدى تجاوبها معه خاصة أنه لزاما عليها دوريا القيام بذلك تفاديا للإصابات بين اللاعبين، وهو أمر قد يضر بسير الفرق والبطولة. هذا التحفظ والتخوف سرعان ما بدأ بالزوال بعد مرور عدة جولات في ظروف أقل ما يمكن أن نقول عليها عادية ما ترك في نفوس القائمين على الرياضة في بلادنا إرتياحا وتفاؤلا بسيرورة المنافسات بشكل عادي بشرط تطبيق صارم لكل الإجراءات.
كورونا والمباريات بدون جمهور
ولأن أغلب الملاعب في العالم عموما والجزائر خصوصا تستقطب جماهير كبيرة ولتفادي إنتشار الفيروس بين الأنصار الذين كانت ستكتظ بهم مختلف المدرجات ، قررت السلطات العليا في البلاد إتخاذ إجراءات صارمة بمنع الأنصار لحضور المباريات تفاديا لأي طارئ ،هذا من جهة وكذا للحجر الصحي المفروض على بعض الولايات من جهة أخرى ،فكما هو معلوم حتى في بطولات الدول المتطورة من حيث المنشآت والملاعب تم منع المناصرين للحضور وما بالك بملاعبنا التي لا تتوفر على شروط الأمان والسلامة حتى في الأوقات العادية بعيدا عن كورونا فهي أجبرتنا كرها لا طوعا.
كورونا وبطولة الهواة
بعد بداية المنافسة في قسم المحترف الأول الذي هو أحسن نوعا من فرق الهواة من حيث الإمكانيات، يبقى الترقب حول كيفية إنطلاق البطولة في قسم الهواة الذي أصبح مشكلا من ناحية الإمكانيات ومدى تجاوب الفرق مع إجراءات تطبيق البرتوكول الصحي وهذا باقتراح عدة مقترحات حول تقسيم المجموعات ونوعية المنافسة بعد صعود عدد كبير من الفرق من الهواة للقسم الثاني ،الذي أصبح بثلاث مجموعات لتتغير كل المعطيات بسبب ضيق الوقت وتأخر إنطلاق التدريبات ما حتم على الرابطة إستشارة الأندية لتغيير نظام منافسة يكون مساعد لهم ولإمكانياتهم.
كوفيد 19 يهدد بطولة الشبان
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن كيفية أو إيجاد صيغة لبدء البطولة في مختلف الأقسام خاصة الهواة منها لكن الشيء المهم والأهم هو بطولة الشبان والفئات الصغرى التي تتجه حسب المعطيات للإلغاء، وهو أمر سلبي لأن القاعدة ستتأثر ليكون مصيرهم مجهولا فعدد اللاعبين في مختلف الفئات العمرية يعد بالآلاف، ووجب دراسة معمقة لإيجاد حلول لا ترهن الإلغاء رغم صعوبة المهمة وصحة اللاعبين أولى من أي منافسة وبطولة.
الجائحة قد تلغي السيدة الكأس
بعد إلغاء منافسة الكأس الموسم الماضي الكل ينتظر مصيرها هذا الموسم وهي ليس بالأهمية البالغة مثل البطولة لأن تسييرها مرتبط بالرئاسة حيث حسب المعطيات قد تلجأ الوزارة والإتحادية لفكرة إلغاء كأس الجمهورية في ظل بقاء الظروف الصحية كما هي والبرنامج الكثيف في البطولة لتكون كورنا أحد أسباب إلغاء منافسة محبوبة لدى الجماهير الجزائرية.
الوباء يتسبب في أزمة مالية للفرق
الوباء أجبر أغلب الأندية مراجعة حساباتها فيما يخص التسيير المالي (إلغاء التربصات وتخفيض الأجور) ، لأن الوضع المالي الذي تعيشه البلاد بسبب تعطل الإقتصاد وتوجيه نسبة من الميزانية للتضامن مع الأشخاص المتضررين من الحجر كلها عوامل أرغمت الأندية لترشيد النفقات ،وهي الملزمة بإجراء التحاليل الدورية للكشف عن الوباء وهي من المصاريف الإضافية التي من شأنها أن تكون مرهقة للفرق خاصة إذا علمنا أن ثمن إجراء الفحص الواحد في كل أسبوع ولكل اللاعبين والمدربين والإداريين مرتفع جدا ،وهو ما يجعل الأندية إن بقي الوضع على حاله تدخل في أزمات مالية خانقة. موسم كورونا والبطولة سوف يبقى في الأذهان لأنه غير عدة معطيات في المنظومة الكروية العالمية والوطنية، كورونا أجبرت مسؤولي كرتنا على عدة قرارات تاريخية تم تقبلها من الجميع رغم أنها لم تكن في صالح الأغلبية، ففي السابق أي قرار كان يقابله إحتجاح وسخط من طرف البعض لكن كورونا وأجبرتهم وأصبحت أمنية الجميع أن يرفع الله عنا الوباء والبلاء بعيدا عن الكرة التي سوف تعود للدوران في أي حال من الأحوال.
علاوي شيخ