حوارات

بن قادة عمر لاعب سابق لهلال سيق: ” الهلال نادي عريق و لا يستحق كل ما يحدث له الأن ” 

في حوار خص به جريدة بولا الرياضية،  أكد محمد بن قادة عمر،  أحد قدماء لاعبي هلال سيق ، في الزمن الجميل،  أكد لنا من خلال هذا الحوار أن الفريق لا يستحق كل ما يحدث له الأن، كما حدثنا عن تاريخ هذا الفريق العريق ، منذ نشأته إلى غاية الأن،  تفاصيل أخرى تجدونها داخل الحوار:

كيف حالك ؟

” الحمد الله بخير ”

أعطنا لمحة تاريخية عن النادي؟

“بسم الله الرحمن الرحيم  ، مرحبا بكم، تأسس هلال سيق سنة 1926 ، و كان من الفرق النشطة في فترة الإستعمار،  هناك حادثة تاريخية للفريق  وقعت في فترة الإستعمار ، عندما كان هناك فريقين في مدينة سيق هلال سيق للجزائريين ، و سبورتينغ الذي كان يلعب لصالحه فرنسيين ، و في مقابلة بين الفريقين في البطولة آنذاك،  فاز هلال سيق ، فقام المستعمر بقتل خمسة لاعبين ، منهم الشهيد  سعيد  أحمد ، الذي سمي عليه  الملعب ، و غاب الفريق لسنوات و عاد بعدها”.

هل توقف النادي بعد تلك الحادثة ؟

“بعد التوقف عاد  الهلال للنشاط  بشكل عادي ، على الرغم من الفترة الحساسة آنذاك، و واصل   إلى غاية الإستقلال ، و كان الهلال يلعب في نفس المستوى مع مولودية وهران و جمعية وهران و إتحاد وهران في القسم الشرفي ، قبل تغير هرم كرة القدم في الجزائر ، أي أنه كنا  نلعب مع فرق قوية و بارزة بدون اي مشكل”.

و ماذا عن تاريخك مع الفريق ؟

” تاريخي مع الفريق انا محمد بن قادة عمر من مواليد 1950 ، بدأت كرة القدم و انا صغير في السن ، تم ترقيتي سنة 1966 لفريق الأكابر ، كنت اصغر لاعب في الفريق آنذاك ب 16 سنة ، أخذني  رئيس الفريق الحاج  غالم  إلى مقر الإتحادية بوهران ، و تم  قبولي كلاعب أكابر ، بعد أن أخذت التسريح من الطبيب ، و لعبت مع لاعبين كبار على غرار عبدي و كوريا و الإخوة غورين ، الذي كانوا قد أشرفوا على نهاية مشوارهم الكروي ، و بعدها أخذت الكثير من الخبرة معهم  و بقيت مع الفريق لغاية قدوم أحلى و أجمل جيل ، في فترة السبعينات  أين خرج من المدرسة الهلالية لاعبين كبار ، على غرار ميلود بن حليمة ، و بن مليح ، و أخي بن قادة حبيب ،  الذي شارك مع المنتخب الوطني الجزائري في العاب البحر الأبيض المتوسط،  و فاز  معه بالميدالية الفضية”.

ماهي افضل  النتائج التي حققها  جيلك ؟ 

“من أفضل النتائج التي حققناها في هذه الفترة وصولنا إلى الربع النهائي مرتين  ضد مولودية قسنطينة،   المرة الأولي في عنابة و خسرنا ، و المرة الثانية في قسنطينة و كان لنا الشرف في لعب أول مباراة إفتتاحية لملعب حملاوي هناك و خسرنا أيضا ، و أعجب بنا رئيس فريق الموك كثيرا ، و أصبح فريق هلال سيق في هذه الفترة معروف على المستوى الوطني”.

و ماذا عن البطولة آنذاك ؟

“في سنة 1976 كنا  في طريق الصعود للقسم الأول،  على بعد جولتين من النهاية متقدمين على غالي معسكر بأربعة نقاط ، و كان لنا لقاء مصيري هنا في مدينة سيق ضد غالي معسكر ،  خسرنا اللقاء ضد  رفقاء  بوطيش،  ليبقى لنا لقاء  مصيري  اخر  في عين تموشنت التي كانت خارج السباق  ، و للأسف خسرنا  أيضا و ضيعنا  الصعود ، يقولون في ذلك الوقت أن اللاعبين اتفقوا  على بيع المباراتين  لصالح الخصم و رفع الأرجل مقابل مبالغ مالية   ، و يبقى هذا مجرد كلام ، لتنتشر بعدها كلمة البياعة ، من هذا المنبر أقول أن هذا غير صحيح و خسرنا  في اطار  كرة القدم ، لأننا  لو صعدنا   في ذلك الوقت كان سيكون لنا عدة امتيازات كيف لنا ان نرفضها ، للأسف بقيت هذه الخسارة  كنقطة سوداء  في تاريخ النادي”.

كيف كان مستوى الفريق نهاية  جيلكم  الذهبي ؟

“بعد  نهاية  مشواري و نهاية الجيل  الذهبي للهلال ، جاء جيل أخر في الثمانينات بقيادة  قارون  و باتي ، و الذي دربهم  نصر الدين دريد ، و قدموا  الكثير لكرة القدم السيقلية ، أفرحوا الأنصار كثيرا و تألقوا و أصبح الهلال اسم صعب في كرة القدم المحلية ، حتى شاءت  الأقدار أن يكونوا مرشحين  بقوة في سنة 1987 للصعود ، في مباراة مصيرية في عين تموشنت ، لكن للأسف خسر الهلال ، و صعد وداد مستغانم  ، و راود  مصطلح  البياعة لاعبي الفريق مطولا ، بسبب الخسارة  ، لكن في الحقيقة هذا الجيل ، قارع أكبر الأندية الجزائرية،  و مدرسة الهلال في هذه الأونة قدمت  لكرة القدم الجزائرية الكثير من اللاعبين”.

أين تكمن مشكلة الهلال الذي يعاني في صمت ؟

“مشكلة الهلال حاليا هي أنها أن الذي لا علاقة له بكرة القدم يسيرها ، و نبقى نحن قدماء اللاعبين مهمشين على الرغم من أننا لعبنا و ضحينا  في سبيل هذا النادي العريق ، أنا و غيري من قدماء اللاعبين، إذا قاموا بوضعنا  على رأس الإدارة،  لا يهمنا المال و ليس  لنا هدف ترأس النادي و لا أمور شخصية بقدرهدفنا في العمل الجاد  ، و عدم الدخول في الحسابات الضيقة ، بل سنعمل على  توظيف خبرتنا و مساعدة الأجيال على حمل و تشريف ألوان الفريق أحسن تشريف ، لكن للأسف  تم تجاهلنا  و لم يستفد منا ، و هذه المشكلة  تنخر  العديد  من الفرق الجزائرية ،  و هذه من الأسباب الرئيسية التي جعلت النادي الأن يلعب في القسم الجهوي ضد بلديات صغيرة و غير معروفة ، بعدما كان يقارع  أكبر الأندية في القديم ، و هذا كله من التسيير العشوائي  ، و غياب  أهل الإختصاص”.

في رأيك أين هي مكانة الهلال الحقيقية في كرة القدم الجزائرية ؟

“رأيي   فيما  تقول أن مكانة الهلال الحقيقية هي القسم الثاني ، لا القسم الأول و لا القسم الثالث ، لأننا تعودنا على تألق هذه المدرسة في هذا القسم ، و حتى الجمهور الرياضي يحن لهذه الأيام،  أين كان  الهلال  له  اسم  مسموع على المستوى الوطني”.

كلمة أخيرة نختتم بها هذا الحوار الشيق؟

“في الأخير أتمنى أن يسعف الحظ الهلال في العودة إلى مكانه مع الكبار ،  لأنه نادي عريق  بتاريخه الكبير و لا يستحق ما يحدث له الأن،  كما أشكر جريدة بولا الرياضية، على هذه الزيارة القيمة ، و تحية كبيرة لمتتبعي الجريدة الأوفياء”.

إعداد : نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P