تحقيقات وروبورتاجات

قصص الأندية الجزائرية مع الشهر الفضيل أفراح و تتويجات في عز أيام الصيام …. شبيبة القبائل “يخرج عليها” رمضان، التتويج بثلاث كؤوس إفريقية على كل لسان وسهرات 5 جويلية لا تُمحى من الأذهان

رغم مرور الأيام والسنوات، لا أحد يستطيع نسيان إنجازات نادي شبيبة القبائل الذي صنع أفراح الجزائريين في إحدى الفترات، لما تراجعت نتائج المنتخب الوطني حينها وكانت الشبيبة مصدرا لفرحة الجمهور الكروي الجزائري على المستوى الإفريقي، وأكثر ما قد يتذكره الجميع أنّ معظم تلك الإنجازات حصلت في أيام شهر رمضان المبارك وفي سهرات رمضانية على ملعب 5 جويلية الأولمبي لن ينساها أنصار “الكناري” وحتى الجمهور الجزائري، ويبدو أنّ الشبيبة “خرج عليها” الشهر الفضيل، وحققت إنجازات كبيرة في تاريخها خلال أيامه وسهراته مدعمة خزائنها بألقاب جديدة تضاف إلى ما تحصلت عليه سابقا.

البداية سنة 2000 والإطاحة بـ” الإسماعيلي”

أول نهائي خاص بكأس الإتحاد الإفريقي خاضته التشكيلة القبائلية في سهرة رمضانية، كان عند مواجهة الإسماعيلي في لقاء الإياب، بعدما إنتهت مباراة الإياب في مدينة الاسكندرية المصرية بنتيجة التعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، ووقع هدف الشبيبة آنذاك لوناس بن دحمان عن طريق قذفة صاروخية، ليمنح “الكناري” الأفضلية قبل إستضافة النادي المصري على ملعب 5 جويلية الأولمبي ،وفي سهرة رمضانية مميزة حضرها جمهور غفير من جانب الفريق القبائلي، ورغم إنتهائها بالتعادل السلبي، كانت النتيجة كافية لتتويج زملاء إبراهيم زافور باللقب الإفريقي وإدخال الفرحة إلى قلوب الجزائريين الذين إشتاقوا إلى الألقاب والتتويجات الخارجية.

هدف درويش في مرمى النجم الساحلي أنسى الجزائريين فيضانات باب الواد

للعام الثاني على التوالي وصلت شبيبة القبائل إلى نهائي كأس الإتحاد الإفريقي، وانتظر ممثل الجزائر النجم الساحلي في اللقاء الختامي من أجل الدفاع عنه لقبه، الكل يتذكر حينها بأنّ يوم مباراة الذهاب التي جرت في مدينة سوسة التونسية عرف ذكرى سيئة بسبب فيضانات باب الواد، وإنتهت تلك المواجهة بخسارة “الكناري” بنتيجة (2-1)، سجل الهدف الوحيد حينها حكيم بوبريط، إلاّ أنّ الإرادة والعزيمة كانتا حاضرتين بقوة خلال لقاء الإياب الذي احتضنه مجددا ملعب 5 جويلية الأولمبي وفي سهرة رمضانية مميزة، حيث سنحت الفرصة للشبيبة من أجل التتويج الثاني على التوالي بلقب كأس “الكاف” وذلك بفضل الهدف الوحيد الذي سجله المدافع نور الدين درويش في مرمى التوانسة.

التتويج الثالث على التوالي… هذه المرة في الكاميرون وفي عز الصيام

بعدما أصبحت الشبيبة اختصاصية في المنافسات الإفريقية، تمكنت من تحقيق التأهل الثالث على التوالي إلى نهائي كأس الكاف، واللقاء جمعها في سنة 2002 مع تونير ياوندي، إلاّ أنّ الإختلاف كان أنّ لقاء الذهاب جرى في الجزائر وبملعب 5 جويلية الأولمبي أين حقق زملاء فضيل دوب فوزا عريضا ومريحا برباعية كاملة ،تداول عليها حميد برقيقة على مرتين، ياسين أمعوش ونور الدين درويش، وفي لقاء الإياب بالكاميرون تلقت شباك لوناس قاواوي هدفا وحيدا، لم يكن كافيا لحرمان الشبيبة من الظفر باللقب الثالث على التوالي وفي شهر رمضان الكريم مرة أخرى.

اللاعبون اضطروا للإفطار في ياوندي نظرا للظروف القاهرة

بعد النتيجة العريضة التي سجلتها الشبيبة في لقاء الذهاب بملعب 5 جويلية، حاول الكاميرونيون بشتى الطرق التأثير على عناصر “الكناري” خلال مواجهة الإياب بمدينة ياوندي قصد خلق المفاجئة وتحقيق نتيجة كبيرة، وكانوا يعلمون جيدا بأنّ اللقاء يجرى في شهر رمضان المعظم، ما جعلهم يقررون إجراء المباراة في الظهيرة وتحت درجة حرارة مرتفعة جدا، وهو الأمر الذي لم يستطع اللاعبون الجزائريون تحمله، ما استدعى ضرورة الإفطار بعد الأخذ بأحد الفتاوي، لتنجح الشبيبة في إنهاء اللقاء بأقل الأضرار بخسارة بفارق هدف وحيد والظفر بتاج كأس الكاف للسنة الثالثة على التوالي، واحتفظ الفريق بالكأس نظير هذا الإنجاز.

ملعب 5 جويلية احتضن سهرات وأفراح الشبيبة

إثنان من أصل ثلاث تتويجات لنادي شبيبة القبائل إحتضنها ملعب 5 جويلية الأولمبي، أين غصت مدرجات الملعب بمحبي “الكناري” وهو الملعب الذي عرف الكثير من أفراح الجزائريين على غرار تتويج مولودية العاصمة في 1976 بأول لقب إفريقي وتتويج “الخضر” بكأسي البحر الأبيض المتوسط وأمم إفريقيا، ليكون مسرحا لعودة الأفراح الجزائرية من جديد، عندما إستضاف الإسماعيلي ومن ثم النجم الساحلي في سهرتين رمضانيتين لا تنسيان وبحضور الآلاف من أنصار الشبيبة الذين صنعوا بدورهم الفرجة والمتعة على الطريقة الجزائرية، ومنه حقق الفريق إنجازا غير مسبوق ويصعب تكراره مرة أخرى في جيل ضم لاعبين كبار أمثال سليمان رحو، إبراهيم زافور، نور الدين درويش، منير دوب وآخرين.

إتحاد العاصمة ضيع إنجازا غير مسبوق في رمضان

إذا كان الشهر الفضيل فأل خير على شبيبة القبائل بتتويجه ثلاث مرات متتالية بكأس الكاف، لم يكن كذلك لما تعلق الأمر بناد جزائري آخر هو إتحاد العاصمة، حيث وصل أبناء سوسطارة سنة 2003 إلى نصف نهائي أغلى مسابقة إفريقية، كأس رابطة الأبطال، إلاّ أنّ الحظ وقف في الأخير عكسهم لدى مواجهة إينيمبا، فلقاء الذهاب الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي انتهى بالتعادل الإيجابي هدف في كل شبكة، وفوت الإتحاد على نفسه فرصة الإنجاز غير المسبوق ليكون أول نادٍ جزائري يصل إلى نهائي هذه المنافسة منذ تغيير مسماها، عندما تقدم في النتيجة خلال لقاء الإياب بنيجيريا وفي أمسية رمضانية، قبل أن يعود إينيمبا من بعد ويوقع هدفين حرما بهما رفقاء بلال دزيري من مواصلة إسعاد الجزائريين في الشهر الفضيل.

ديالو، إينيرامو وبوزيد في داربيات عاصمية أوفت بوعودها

وشهدت السنوات الأخيرة إجراء العديد من المباريات الكبيرة في البطولة الوطنية ومن بينها داربيات العاصمة القوية خلال سهرات رمضانية مميزة، وإحتضن ملعب 5 جويلية الكثير منها، وأوفت هذه المباريات بوعودها للأنصار الذين غزوا الملعب وحتى الجمهور الكروي عبر الشاشة الصغيرة، حيث أنّ الكثيرين ما زالوا يتذكرون مثلا الداربي بين المولودية والإتحاد الذي شهد إثارة كبيرة سواء فوق الميدان أو في المدرجات، في المواجهة التي فاز بها أبناء سوسطارة بفضل ثنائية المهاجم المالي مامادو ديالو وحسين عشيو أو اللقاء الذي انتهى بالتعادل (1-1) بعد هدف للدولي إسماعيل بوزيد وتعديل النيجيري إينيرامو للإتحاد في آخر دقيقة كما حضرت الإثارة أيضا حتى في الداربيات بين شباب بلوزداد والمولودية أو لقاءات أخرى.

الأندية الجزائرية وجماهيرها تعشق اللعب في السهرات الرمضانية

الأكيد أنّ الشهر الفضيل يُمثل الكثير بالنسبة للفرد الجزائري وحلول رمضان المبارك يجعل الجزائريين يعيشون الشهر بطريقتهم الخاصة، كما هو الشأن بالنسبة لكرة القدم، إذ أنّ جمهورنا يعشق السهرات الكروية الرمضانية والتي غالبا ما تطبعها الندية والتنافس الشديدين، هذا ما يُفسر حب الأندية الجزائرية برمجة مواجهاتها في سهرات رمضان، الأمر الذي يضمن أيضا حضورا جماهيريا كبيرا، وبذلك تصبح المتعة والفرجة مضمونتين، ويكمن القول بأنّ الشهر الفضيل ترك العديد من البصمات في كرة القدم الجزائرية وعلى الأقل تتويجات شبيبة القبائل القارية شاهدة على هذا الأمر، حيث ستبقى خالدة في أذهان وعقول الكثيرين لسنوات طويلة.

إعداد : سنينة مختار 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P