تحقيقات وروبورتاجات

تحليل الفيديو… العين الثالثة للمدرب

لطالما استمرت التكنولوجيا في التوغل داخل تفاصيل كرة القدم، ما سهل على الأندية والمنتخبات متابعة أداء وإحصائيات لاعبيها بشكل أدق. فمن وقت ليس ببعيد تهتم الفرق بتقنيات تحليل الفيديو بشكل لافت بطرق مرئية مباشرة وأخرى غير مباشرة، خاصة وأن هذه التقنية تعني أن يمتلك المدرب ذاكرة بصرية كاملة ومحفوظة يمكن الرجوع إليها في كل وقت دون فقدان أي جزء مهم من المعلومات.

وبدأت الأندية الجزائرية مؤخرا، في الالتفات إلى كل ما يواكب التدريب العصري وخاصة تحليل الأداء الذي أصبح خطوة ضرورية، تسهل عملية التواصل بين المدربين واللاعبين كما تساهم بشكل جلي في عملي تقديم الملاحظات والتقييم. واعتمدت عديد أندية البطولة المحلية على تحليل الأداء، بالاستعانة بخبراء في المجال، يسعون إلى تقديم الإضافة اللازمة للفرق التي ينتمون إلى طواقمها، والمشاركة فنيا في معالجة الأخطاء ومعرفة النقائص التكتيكية، إلى جانب الاضطلاع في فترة التحضير على نقاط قوة وضعف المنافس ما يزيد من فرص الخروج من المباريات بنتائج إيجابية.

محفوظ جناد (محلل فيديو فريق العربي الكويتي):“يجب على الأندية الجزائرية مواكبة التكنولوجيا الحديثة

محفوظ جناد
محفوظ جناد

يرى محلل فيديو نادي العربي الكويتي، محفوظ جناد أن تعميم الاعتماد على تحليل أداء اللاعبين في البطولة المحترفة أصبح ضرورة تستدعي الاهتمام بها من أجل مواكبة التطور الحاصل في البطولات الأخرى على غرار البطولات الخليجية التي عرفت تقدما يشاد به في مجال التدريب وتسيير الفرق. وفي هذا الصدد قال جناد:”شخصيا أتبع طريقة أراها الأنسب بالنسبة لي، حيث أقوم بتشخيص أداء اللاعبين من خلال مشاهدة وتحليل فيديوهات تخص أداء الفريق الخصم في آخر ثلاث سنوات، بهدف الوقوف على نقاط القوة والضعف وكل ما من شأنه المساهمة في الخروج من المباراة بانتصار.”

وأضاف: “أقوم بتحليل آخر ثلاث مباريات لأجتمع بالمجموعة ونأخذ الملاحظات بعين الاعتبار، كما نخصص اجتماعات قبل المباراة وبين الشوطين من أجل تصحيح الهفوات إن وجدت”. وأوضح جناد أن هناك العديد من الصعوبات التي حالت دون تعميم استخدام هذه التقنية في البطولة الجزائرية على غرار عدم تلفزة جميع المباريات بالإضافة إلى غياب تقنية الفار، كما أن الاهتمام بالجانب الاحصائي للاعبين الناشطين في المنافسات الوطنية له دور فعال في خطوة كهذه، خاصة وأن أداء اللاعبين ليس ثابتا بل متذبذب.

وأكد محدثنا أن اعتماد فرق البطولة على تحليل الأداء سيغير الكثير، حيث هناك العديد من المحللين الأكفاء في المجال منهم من هو مغترب، كما أن الكثيرين يعدون من لأنجح على الصعيد العربي، خاصة وأن مجال تحليل الفيديو تطور كثيرا عربيا وإفريقيا، أين نجد على سبيل المثال لا الحصر، فريق صان داوزن الافريقي الجنوبي الذي أولى اهتماما كبيرا للتقنية بتوظيف ستة محللي أداء.

 أسامة شرقي (محلل فيديو رائد القبة):“تحليل الفيديو ضروري للنضج التكتيكي للاعب”

 أسامة شرقي
أسامة شرقي

يقول أسامة شرقي أن تحليل الفيديو يساعد المدرب بالدرجة الأولى حيث يساهم هذا الأمر بالوقوف على الأخطاء التي وقعت فيها المجموعة والتي وقع فيها اللاعب على وجه الخصوص، ما يسهل عملية توجيه الملاحظات وبالتالي النضج التكتيكي للعناصر. وهو ما يؤدي إلى تطور المجموعة ككل. كما أكد شرقي أن اعتماد التقنيات الحديثة في التحليل ستفتح الباب أمام البطولة الوطنية من أجل اللحاق بالركب.

عمار قداري (محلل فيديو):“على الاتحادية برمجة دورات معمقة في تحليل الأداء

عمار قداري
عمار قداري

يقول محلل فيديو وفاق سطيف ثم النادي الرياضي القسنطيني سابقا بأن:” تحليل الأداء والفيديو أو كما يعرف أيضا بالتحليل الحركي أصبح من الضروريات في عالم كرة القدم الحديثة العالمية و المحلية لما يتوفر عليه من وسائل وإمكانيات خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحاصل في مجال برمجيات الفيديو والإحصاء والبيانات على سبيل المثال.

وذلك للوقوف على أهم نقاط القوة و نقاط الضعف و مدى جاهزية الفرق جماعيا من خلال تحليل الفريق كمجموعة تكتيكيا وفنيا و بدنيا من جانب التمركز والتناسق و الحضور البدني و الذهني و فرديا من خلال الوقوف على إمكانيات اللاعبين كل على حدا وتطوير مهاراتهم فنيا و بدنيا و حتى نفسيا كل ذلك بحجج وبراهين حية عبر تقنية الفيديو. فيساهم ذلك بشكل مباشر في تطوير كرة القدم واستغلال نقاط القوة إيجابيا و الوقوف على نقاط الضعف من خلال تقييمها والعمل على تحسينها”. وأضاف:” أصبح من الضروري الاعتماد على محللي الفيديو والأداء في الأطقم الفنية في بطولتنا من خلال استخدام البيانات و الأدوات التكنولوجية الحديثة للمساهمة في تحسين أداء الأندية وتقديم رؤى تكتيكية جديدة و فعالة و المساعدة في عملية التدريب و التكوين ومواكبة الطرق والأساليب المعمول بها في البطولات الرائدة و المتطورة.

فنجد مثلا أندية أوروبية وعالمية تعتمد على أكثر من محلل فيديو وتلجأ لمجموعة من المحللين لكل اختصاصه كمحلل للأداء الدفاعي و محلل للأداء الهجومي و محلل لأداء الحراس. وكل ذلك يصب في مصلحة واحدة و هي التعمق أكثر في الإجراءات التي تؤدي بنا إلى تطوير و تحسين أداء الفريق على المدى البعيد و إلى التوجيه إلى عملية صنع القرار والفوز بالمباريات على المدى القريب”. وفي ذات السياق قال قداري: “على الرغم من توفر دورات تكوينية نوعا ما في مجال تحليل الفيديو لكنها تقتصر فقط على مدارس وطنية خاصة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي بين قوسين إلا أنها تبقى شحيحة و غير معترف بها. لذلك أصبح من الواجب والضروري توفير دورات تكوينية خاصة ومعمقة معترف بها من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومن طرف المديرية الفنية الوطنية في مجال تحليل الفيديو إذا ما أردنا تقديم أكبر عدد ممكن من المختصين في هذا المجال للمساهمة بالرقي بالكرة الجزائرية إلى مصاف الدول الرائدة والمتقدمة في هذا المجال. ومن ثم تسهيل مهام محللي الأداء للولوج إلى عالم كرة القدم الجزائرية.

فبحكم تكويني شخصيا خارج الوطن وبالتحديد في فرنسا و تجربتي كمحلل فيديو رفقة ناديين عريقين و هما وفاق سطيف و النادي الرياضي القسنطيني وجب علي التعريج على عديد المشاكل المتعلقة بهذه المهنة أهمها عدم إدراجها في خانة الأطقم الفنية بحكم أنها مهنة جديدة محليا على عكس مهنة المدرب الرئيسي والمساعد ومدرب الحراس والمحضر البدني. وبالتالي وجب معالجة مشكل عقود العمل حيث لا يتوفر محلل الفيديو على عقد عمل تابع للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بل يتم التعامل معه بعقد داخلي فقط مما لا يحمي حقوقه مستقبلا على مستوى الاتحادية الجزائرية.”

مهدي بن عبيد (مدرب و محلل فيديو تونسي):“كرة القدم أصبحت أكثر من مجرد لعبة”

مهدي بن عبيد
مهدي بن عبيد

يرى المدرب والمحلل التونسي مهدي بن عبيد أن تحليل الفيديو من أهم الطرق التقييمية التي لا يمكن الاستغناء عنها في مجال التدريب، خاصة للبطولات التي تبحث عن السير في منحى تصاعدي، ومماثلة ما يحدث هناك في الغرب من تطور حاصل تقنيا وتكتيكيا، لتصبح بذلك الكرة أكثر من مجرد لعبة. خاصة وأن قواعدها تغيرت وأصبحت تتطلب تكريس جهود أكثر من ذي قبل للقدرة على دخول المنافسات الكبيرة بكل جاهزية.

ميساء.ك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى