بداية، كيف ترى استعدادات مصر لبطولة العالم 2021؟
“مصر جاهزة لاستضافة البطولة، و وضعت كل الإمكانيات لإنجاح البطولة، رغم الوضعية الإستثنائية التي تمر بها الرياضة العالمية، تم اعتماد بروتوكول صحي صارم و إجراءات خاصة بسبب انتشار فيروس كورونا، تطبيق الإجراءات الوقائية مهم جداً، و أخذ الحيطة و الحذر أمر إلزامي، لأن كل المسؤولية ستقع على عاتق المشرفين و المنظمين، الدورة ستقام بدون حضور جماهيري بسبب الضغط الذي فرضته المنتخبات الأوروبية على لجنة التنظيم و على الإتحاد الدولي للعبة، أعتقد أن القيام بالفحوصات أمر مهم للغاية مرتين أسبوعياً للوفود المشاركة مع اتباع التعليمات الوقائية.”
كيف ترى هذه البطولة في ظل الغياب الجماهيري والتدابير الصحية المفروضة؟
” مؤكد أن البطولة ستفقد نكهتها دون حضور جماهيري، خاصة و أننا نعرف أن بطولة العالم لما تقام في مصر أو في بلد عربي مثلما كان الحال عندما أقيمت بقطر، القاعات التي تحتضن المباريات في مصر مثلاً تتسع لأكثر من 25 ألف متفرج، و غياب الجمهور هذه المرة سيضر أكثر المنتخب المصري، لأنه كان يعتمد على جماهيره من أجل الدعم و المساندة للفوز على المنتخبات الكبيرة، و الذهاب لأبعد الحدود، النهائي أو المربع الذهبي مثلاً، و مؤخراً تابعنا بطولة أوروبا للسيدات و التي جرت دون جمهور، تحس و كأنك في التدريبات و ليس في منافسة رسمية، بسبب فيروس كورونا الذي تسبب في تأجيل عدة محافل عالمية كأولمبياد طوكيو الذي تأجل الى 2021.”
كيف ترى التحضيرات التي قام بها المنتخب الوطني لهذا الموعد؟
” تحضيرات المنتخب الوطني لم تكن بحجم الحدث وحجم بطولة العالم، المنتخب قام بتربص تحضري في بولندا قام بعدد غير كافي من المباريات التحضيرية، خاصة وأن معظم اللاعبين أو 70% من التعداد من الدوري المحلي المتوقف هذا الموسم، وهناك بعض اللاعبين سيعانون من نقص للمنافسة، حيث أن التدريبات والوديات لا تعوّض أبداً المباريات الرسمية. ”
كيف ترى المواجهة ضد المنتخب المغربي؟
“مباراة المغرب خاصة ذات نكهة مغاربية إفريقية، داربي أشقاء عرب، هناك أشياء كثيرة، و الفائز سيضع قدمين في الدور الرئيسي، و حسب معلوماتي، فإن المنتخب المغربي سيشارك في بطولة العالم من أجل مباراة واحدة فقط، همه الوحيد هو الفوز على المنتخب الجزائري، و حتى لو يغادر البطولة، سيعتبر أنه فاز بالبطولة بعد فوزه على الجزائر، و لهذا أنا متخوف كثيرا من هذه المباراة أكثر من مباراتي إيسلندا و البرتغال، يجب على الخضر التركيز على المباراة الأولى التي نعرف جيداً أهميتها الكبيرة، و الدخول في المنافسة، لو نلعب ضد المغرب 10 مرات سنفوز عليهم، لكن في مباراة واحدة كل شيء ممكن، و لهذا حذاري ثم حذاري من المنتخب المغربي.”
ما هي توقعاتك لمباراتي إيسلندا البرتغال؟
“عند الفوز على المغرب و ضمان التأهل للدور الرئيسي، المنتخب الوطني سيلعب متحرر ضد إيسلندا و البرتغال، لأنه سيلعب للفوز بالنقاط، المنتخب الإيسلندي سيشارك دون نجمه أرون بالمرسون الذي يلعب في برشلونة و تعرض لإصابة في الفاينل فور الأخير، المنتخب الإيسلندي صعب المنال، هو منتخب اسكندنافي يعتمد على السرعة و اللياقة البدنية، المنتخب الجزائري عليه مجاراة النسق العالي، أما البرتغال تعد من أبرز منتخبات أوروبا حالياً، نتذكر جيداً فوزها في تصفيات بطولة أوروبا على فرنسا مرتين، المنتخب البرتغالي سيفاجئ الجميع و سيكون له شأن كبير مستقبلاً.”
هل ترى أن الخضر قادرون على الذهاب بعيداً في هذه الدورة؟
” صعب جداً على المنتخب الجزائري الذهاب بعيداً في هذه الدورة، لم يسبق لنا التأهل للدور الربع نهائي، الخضر عليهم تقديم نتائج مرضية، بداية بالفوز على المغرب ثم إيسلندا لما لا وإحداث المفاجأة، مثلما فعلها المنتخب الوطني في 1995 وفاز على الدانمارك، وأن يقدم مباراة كبيرة ضد البرتغالي، ولا يجب أن ننسى أن المنتخب الوطني وفي حال تأهله، سيواجه فرنسا والنرويج والنمسا، وفي الدور الرئيسي سيتأهل فقط صاحب المرتبتين الأولى والثانية، وهذا ما سيجعل المأمورية صعبة إن لم نقل مستحيلة.”
هل تعتقد أن آلان بورت اختار الكتيبة البشرية اللازمة لخوض غمار المونديال؟
” آلان بورت يعرف جيداً الكرة الجزائرية والدوري المحلي، اعتمد في خياراته على لاعبين من الدوري الفرنسي والإسباني على غرار خليفة غضبان، وأعتقد أنه اعتمد على اللاعبين الموجودين في ساحة كرة اليد الجزائرية، ليست هناك مفاجآت أعتقد أن كل من وجهت له الدعوة يستحق التواجد في قائمة المنتخب.”
إبعاد الحارس حمودي بوشطيط أثار الكثير من الحبر في الجزائر، كيف ترى الأمر؟
” الحارس كان عليه كلام كثير، وصراحة لم أتابع الدوري الجزائري منذ سنوات، وحسب حديثي مع بعض الفنيين والمدربين في الجزائر، فإن حمدي بوشطيط يعتبر أحسن حارس في الدوري الجزائري ووجوده ضمن تعداد الخضر، كان سيقدم إضافة أخرى، خاصة مع تألق غضبان يمكن أن يكون بوشطيط الحارس الثاني، ولكن نحترم خيارات المدرب ونثق فيها ونتمنى أن تكون صائبة.”
من هم اللاعبون الذين تتوقع تألقهم في هذه الدورة؟
” هناك أيوب عبدي الذي يعرف جيداً المستوى العالي، مصطفى حاج صدوق شاهدته عدة مرات هنا في قطر في مباريات الوكرة، هو لاعب مميّز و مهاري، و كالعادة غضبان سيكون له دور كبير جداً إن أراد الخضر إحداث المفاجأة، لأن كرة اليد الحديثة تعتمد على الحراسة و قوة الدفاع، بركوس أيضاً له دور كبير، هشام داود يقدم مستوى مميز، كعباش على مستوى الدائرة، أعتقد أن المنتخب الوطني بحاجة إلى دور الأجنحة في تسجيل الأهداف السهلة في الهجمات المرتدة، لأن المنتخب الجزائري سيعاني كثيراً في الهجمة المنظمة، نظراً للقامات الطويلة التي يتمتع بها المنتخبات التي ستواجه الخضر، استرجاع الكرات و لعب الهجمات المرتدة، اللعب على الأجنة، و إيصال الكرة للاعب الدائرة ستكون حلول التي ستساعد المنتخب الجزائري في هذا المونديال.”
هل ترى أن فلسفة آلان بورت تلائم طريقة اللعب الجزائرية؟
” أعتقد أنه لأول مرة المنتخب الجزائري سيخوض بطولة عالمية بمدرب أجنبي، الوقت لم يكن كافي لآلان بورت لإعداد العدة لهذا المونديال، و لكن شاهدت بعض التربصات التي قام بها الخضر، و الأمر المهم أن المدرب غيّر طريق الدفاع من 3/3 التي كان يعتمد عليها المنتخب الوطني لعدة سنوات الآن لا تنفع، لأن كرة اليد الحديثة تطورت كثيراً و أصبحت أكثر سرعة و قوة و بنية جسمانية، و فنيات، و اللعب التكتيكي أصبح يطغى على المباراة، كما أن اللعب بسبع لاعبين في الهجوم لن يساعد في الدفاع ل 3/3، و شاهدت أن بورت يلعب خطة دفاعية 6/0 أو 5/1 و هذا ما سياعد في استرجاع الكرات، و منح الفرصة للحارس من أجل التألق، و بذل أقل مجهود في الدفاع من أجل اللعب بقوة أكبر في الهجوم و في الهجمات المنظمة، أتمنى أم الفكر و الطريقة التي سيلعب بها المنتخب الجزائري ستعطي ثمارها في هذه الدورة.”
كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية؟
“المنتخب المصري صاحب الأرض دون جمهور يطمح للعبور للدور الربع نهائي، هو في المجموعة السابعة سيفوز ضد التشيلي و مقدونيا، و ستكون مباراته ضد السويد حاسمة من أجل المرتبة الأولى، و بعد التأهل سيواجه روسيا، سلوفينيا و بيلاروسيا، أرى أن الفراعنة بإمكانهم الذهاب بعيداً، كما أن المنتخب المصري له لاعبين كبار متألقون، منهم هاشم ممدوح، محمد سند الهداف لعدة مرات في الدوري الفرنسي، زين و يحيى عمر لاعب فيسبرام، هناك محمد هشام لاعب نيم مسدد قوي، هناك منتخب قطر الذي عانى من مخلفات فيروس كورونا بعد إصابة عديد لاعبيه، و سيواجه منتخبات قوية في الدور الرئيسي للتأهل للربع نهائي، و الجزائر ننتظر منها المفاجأة خاصة ضد إيسلندا أما في الدور الرئيسي ستكون المباراة خاصة ضد المنتخب الفرنسي خاصة بالنسبة للمدرب بورت الذي سيواجه منتخب بلاده.”
من هو المنتخب العربي الذي تراه قادر على الذهاب بعيداً؟
“المنتخب المصري هو من سيذهب بعيداً لأن الطريق مسطر ومعبّد أمامه بالنظر لمجموعته والمنتخبات التي سيواجهها في الدور الرئيسي، هناك أيضاً قطر لها الخبرة في المنافسات الكبيرة وهي التي وصلت للنهائي في سابقة من نوعها، ولكن هل سيكون اللاعبون المصابون بكورونا متاحون للمدرب؟”
من تراه الأقرب للفوز باللقب؟
“أرشح الدانمارك حامل اللقب في 2019 وحامل لقب الأولمبياد في 2016، بأرمادته من النجوم من هانسن، ياكوبسن، رغم الغياب البارز لراسنس لوغر لاعب فيسبرام بسبب الإصابة، هناك تشكيلة متكاملة ويليه المنتخب الكرواتي الذي يقدم مردودا كبيرا بنجومه كرانسيتش، سيدريتش، دوفنياك معهم مجموعة من الشبان، هناك المنتخب الألماني رغم رفض بعض لاعبيه المشاركة، هناك أيضاً المنتخب الإسباني رغم تشكيلته العجوز ولكن دائماً ما يكون في المربع الذهبي، ولو كان هناك جمهور لكنت سأرشح المنتخب المصري للذهاب للنهائي.”
كلمة أخيرة.
” أتمنى التوفيق للمنتخب الجزائري بعد عودتهم للمونديال بعد غياب لنسختين وظهور غير مشرف في قطر عندما احتل المرتبة الأخيرة، أتمنى عودة كرة اليد الجزائرية ووضع الإمكانيات اللازمة لباقي الرياضات، خاصة كرة اليد الرياضة الأكثر تتويجاً في الجزائر بسبع ألقاب قارية والعديد من المشاركات الأولمبية، أتمنى أن تحظى بالدعم على الأقل من أجل التحضير الجيّد للبطولات القارية والعالمية.”
حاوره:” خليفاوي مصطفى
