حوارات

رضوان بن تومية الإطار الفني في الإعداد البدني: ” فترة الاستعدادات غير كافية وعلى الأندية الاجتهاد”

أكد بن تومية رضوان، الإطار الوطني في التدريب والإعداد البدني، أن قرار استئناف البطولة الوطنية قرار صائب، لعدة اعتبارات، وسيقطع الطريق على التأويلات. وأضاف في حوار مع يومية بولا، أن الخطة التي اعتمدتها الاتحادية لاستئناف البطولة، استهدفت بالدرجة الأولى محاربة انتشار «كورونا»، قبل أن تراعي الإصابات الرياضية، التي يمكن اعتبارها أنها تدخل ضمن الممارسة.

ما رأيك في قرار استئناف البطولة الوطنية؟

” أظن أنه قرار صائب، من عدة جوانب، أولا، لأنه سيمكننا من إتمام البطولة، بحكم أن المباريات لم تلعب جميعها، ما يصعب المأمورية في حسم اللقب، وثانيا، أن مجموعة من الدول استأنفت المنافسات، ومعها العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، وبالتالي لا شيء يمنع من استئناف الأنشطة الرياضية بدورها، حتى تبقى الرياضة في السياق العام لتدبير الدولة لمرافقها، ولا يمكن عزلها عن باقي القطاعات، للحفاظ على تجانسها مع باقي المجالات الأخرى، وثالثا، سد الباب على مجموعة من التأويلات، والأشياء التي تضر بكرة القدم الوطنية، وفسح المجال لتساوي الحظوظ بين الجميع.  وانطلاقا من هذه النقط، أرى أن توقيف البطولة في وقت مناسب، قبل استئنافها فيه تريث، واتخذ في الوقت المناسب أيضا”.

هل هناك تأثير للقرار على الجانب البدني للاعبين؟

” بالنسبة إلى الجانب البدني، لا يمكن الحديث عن تأثير القرار على طريقة الإعداد البدني للاعبين، سواء في أوروبا، أو الجزائر، بحكم أننا نتوفر على معدين بدنيين في المستوى، مطلعين على آخر المستجدات، لكن ما يمكن الحديث عنه، أنه في أوروبا استؤنفت البطولات في وقت حاسم، لتحديد اللقب، والمباريات عرفت حدة كبيرة، وبالنسبة إلى الجزائر، فإن الوقت الذي توقفت فيه البطولة، لم نكن على علم بالوقت الذي ستستأنف فيه، وبالتالي لم يكن من الممكن وضع برنامج لاستئناف التدريبات، والبرامج التي وضعت، استهدفت الحفاظ على اللياقة البدنية فقط. والملاحظ أنه قبل استئناف البطولة الوطنية، تكون هناك فترة إعداد تتخللها مباريات إعدادية، وبما أن هذه السنة تعيش الكرة الوطنية ظروفا خاصة، فإن المباريات التي ستجرى لن تعرف إيقاعا عاليا، ولن تعرف حدة كبيرة في التباري، بينما مستوى جميع الأندية الوطنية متقارب من حيث الجاهزية البدنية، لأنها لم تجر مباريات إعدادية، ولم تخض تدريبات جماعية، كما هو متعارف عليه. وأعتقد أن مستوى الأندية سيكون متقاربا، ونوعية الإصابات لن تخرج عن الإصابات المتعارف عليها، لكن الأمر الأكيد، أننا سننقذ الموسم، مع الاستعدادات للموسم المقبل، الذي أنقذناه بدوره.”

ألن تؤثر الخطة التي وضعتها الاتحادية لاستئناف البطولة على اللاعبين؟

” من ناحية التأثير السلبي لاستئناف البطولة على الأندية واللاعبين، لا علاقة له بالخطة التي وضعتها الاتحادية، وله علاقة بالسيرورة العامة للوضع الوبائي بالجزائر، وهناك مسألة أخرى، أن هاجس التعرض للإصابات، لا ينبغي أن يكون أكبر من هاجس انتشار فيروس «كورونا»، والخطة تستهدف هذا الأمر بشكل كبير، لأن الخطة وضعت لحماية اللاعبين من الإصابة بالفيروس، أما الإصابات الرياضية، فهي واردة في كرة القدم، وما يجب تفاديه تسجيل عدد إصابات كثيرة بسبب كرة القدم، وهذا يفرض على الأندية والمسؤولين أن يكونوا واعين بالإجراءات والطرق المقررة للعودة إلى الممارسة بشكل تدريجي، لمرورها في ظروف أفضل. ومن خلال هذا المنطق، على الأندية أن تحترم الإجراءات المتبعة في الحفاظ على سلامة اللاعبين وجميع مكونات كرة القدم الوطنية، الأمر الذي دفعها إلى وضع برنامج تدريبي عبر مراحل، من خلال وضع فترة لتدريبات الفردية، ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستخوض فيها الأندية التدريبات الجماعية، وهذه الإجراءات سيكون لها تأثير على المستوى التقني العام، لكن يمكن اعتبارها أخف الضررين، بحكم أنها ستنقذ الموسم من الناحية الرياضية، دون إصابة اللاعبين بالفيروس. والاتحادية اتخذت مجموعة من الإجراءات للمساهمة في العودة إلى التنافس، باعتبارها المسؤول الأول عن القطاع، والأندية ملزمة بدورها بالتعامل مع الوضع بكل مسؤولية”.

 هل تعتقد أن شهرا كاف للتدريبات؟

” غير كاف لأن مرحلة الإعداد للموسم تتطلب ثمانية أسابيع، ويمكن أن تتقلص إلى ستة، ولا يمكن لأربعة أسابيع أن تمنحنا نتائج جيدة في اللياقة البدنية، لأن ثمانية أسابيع بدورها غير كافية للحصول على لياقة بدنية عالية، ويتعين علينا انتظار شهر إضافي من المباريات للحصول على جاهزية بدنية كاملة، وبالتالي فإن أربعة أسابيع، يعد الحد الأدنى، بالنظر إلى مدة التوقف التي استمرت لأكثر من 100 يوم، أي ما يقارب أربعة أشهر، ولا يمكن منح أكثر منها لضمان انتهاء الموسم في سبتمبر المقبل، وإعطاء انطلاقة الموسم المقبل في أكتوبر.”

ألا ترى أن ذلك سيكون له تأثير على الأندية التي ستخوض المقابلات المؤجلة؟

‘”صحيح، أن هناك بعض الأندية التي ستستفيد من فترة إضافية من التدريبات، في الوقت الذي يتعين على أخرى أن تخوض المؤجلات، لكن أعتبره قرارا حكيما، بحكم أن عدد المباريات سيكون قليلا، وتدبيرها سيكون أسهل، إضافة إلى أنه حال تطور الوضع الوبائي لما هو أسوأ، وهذا ما لا نتمناه جميعا، سنتمكن من إجراء المباريات المؤجلة، وفي حال تقرر وقف البطولة الوطنية، على الأقل سيكون بإمكان الاتحادية أن تتخذ قرارا بشأن حسم اللقب.وأعتقد أن هذا الإجراء قرار جيد، وروعي فيه تطور وضعية الوباء، كما ينسجم مع الإجراءات، التي اتخذتها الدولة في مواجهة هذه الجائحة”.

ألن يشكل استئناف البطولة في الصيف خطرا على اللاعبين ورفع تكاليف الأندية؟

أكيد أن هذه المرحلة تتطلب مجهودا إضافيا من قبل الجميع، وأظن أن الاتحادية واعية بهذا الجانب، واتخذت جميع الإجراءات لمواكبة الأندية الوطنية لتدبير هذه المرحلة، لكن ليس هناك بديل، والأندية التي لديها إمكانيات برمجة التدريبات ليلا، يمكن أن تفعل ذلك، بحكم توفر ملاعبها على الإنارة، ولكن الأندية التي يتعين عليها إجراء تدريباتها نهارا، يمكن أن تعتمد برنامجا يناسب طبيعة الظروف التي تعيشها، مثلا عوض أن تبرمج حصة يومية من ساعتين، يمكن أن تبرمج حصتين في كل واحدة ساعة، وما يمكن التأكيد عليه أن الأندية لديها هامش من الاجتهاد. وكل هذه الأمور، تدخل في إطار السياسة العامة للدولة، من أجل إنجاح عملية محاربة هذا الوباء، وتفادي انتشاره بشكل كبير في بلادنا، والعمل على إنقاذ الموسم.”

ما جديدك؟

“هناك اتصالات مع مجموعة من الأندية، لكن لا جديد في القريب العاجل، بحكم أنه لا شيء رسمي. من ناحية أخرى، أنا بصدد إعداد رسالة دكتوراه، وهي في المرحلة الأخيرة، وأتمنى أن تكون مناقشتها في بداية السنة الدراسية المقبلة”.

حاوره: مهدي ع

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P