بعد الصعود التاريخي للقسم الأول.. أولمبيك تيغنيف مثال يحتذى به في الإصرار ورفع التحدي
انتشرت كرة قدم الصالات في ثلاثينيات القرن الماضي في أمريكا الجنوبية كنسخة معدلة من كرة القدم الأم، حيث أخذت منها بعض العناصر وطبقتها في بيئة مغلقة لكي يتمكن اللاعبون من اللعب أثناء الأحوال الجوية السيئة، ومع مرور الوقت تطورت كلتا الرياضتين وهو ما أدى إلى تكوُن تشابهات واختلافات فيما بينهما كلتا الرياضتين لديها 17 قانوناَ لتنظيم اللعب، وهي جميعها تغطي نفس الموضوع على الرغم بأن هنالك اختلافات في بعض النقاط ،وكرة الصالات أو كرة القدم الخماسية (بالإنجليزية Futsal) هي لعبة رياضية معترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقام بطولة كأس العالم داخل الصالات تحت إشرافها منذ عام 1989. تتألف اللعبة من فريقين، لكل منهما خمسة لاعبين، من بينهم حارس مرمى أو أربعة لاعبين والحارس أو ثلاثة لاعبين وحارس أو لاعبين فقط وحارس (لكل فريق) فهذا يعتمد على مساحة الملعب والقوانين المطبقة من الجهة المختصة. فكرة القدم المصغرة رياضة تسمح لنا باختراق القواعد الصغرى لرياضة كرة القدم العادية وذلك حتى لا يضطر الفريق إلى الابتعاد عن هذه الرياضة بحجة النقص العددي للاعبين في الفريق وهذا ما يمكن ملاحظته في كرة القدم المصغرة الشاطئية. بالإضافة هذا نجد أن للفرق لاعبين احتياطيين إضافيين. ويتم تخطيط الصالة مثل لعبة كرة القدم. إلا أن الكرة المستعملة في اللعبة أثقل وأصغر من كرة القدم العادية، لذا يسمح ذلك بتحكم أكبر مثل التهديف والتمرير. وتوجد ألعاب رياضية أخرى شبيهة بكرة القدم داخل الصالات مثل كرة القدم الخماسية وكرة القدم الداخلية. هذه الألعاب شكلت القواعد الأساسية لكرة القدم داخل الصالات.
الجزائر وكرة القدم داخل القاعة
رغم أن كرة الصالات منتشرة بكثرة كرياضة شعبية في الجزائر و منذ عدة سنوات إلا أنها عرفت تأخرا كبيرا لولوج عالم كرة قدم الصالات من حيث الانضمام للاتحاد الدولي لهاته اللعبة و إعطائها الصبغة القانونية. حيث قام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بإعطاء الشرعية الرياضية لهاته اللعبة عن طريق إنشاء الرابطة الوطنية لكرة القدم داخل القاعة، التي تأسست سنة 2013 وتتكون من 24 ناديا حيث أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن فتح باب التسجيل في البطولة الولائية لكرة القدم داخل الصالات، حيث بإمكان جميع الأندية والجمعيات المرخصة في كرة القدم داخل الصالة الانضمام إلى البطولة الولائية التي كانت مؤهلة لكأس الجزائر لكرة القدم داخل القاعة. ليعرف موسم 2014-2013 ميلاد تاريخ كرة قدم الصالات في بلادنا.
نادي وفاق تيغنيف نموذجا
نادي أولمبيك تيغنيف تأسس في 2004 وشارك في دورة دانون في 2012 ودورة باريس العالمية في 2017 وعرف بتكوين اللاعبين الشباب وصقل موهبتهم ثم انخرط في أول بطولة لكرة قدم الصالات سنة 2017 وهو الممثل الوحيد لولاية معسكر وثالث فريق في الغرب ويضم مدارس كروية لأقل من 13سنة إذ وبعد مرور ثلاث سنوات صعد الفريق الى القسم الأول متوجا مجهودات طاقمه الشاب ولاعبيه المحليين مبرهنين بأن الطموح دائما يتغلب على العوائق.
مشاكل بالجملة والمسيرة تتواصل
كغيره من النوادي الجزائرية صادف نادي وفاق تيغنيف لكرة قدم الصالات عدة معوقات في مسيرته الممتدة ثلاث مواسم حيث عانى من المشكل المادي في ظل شح إعانات الدولة التي لا تتعدى 30 مليون سنتيم إذ تلقى مبلغ 10 ملايين سنتيم من البلدية ومبلغ 20 مليون سنتيم مديرية الشبيبة والرياضة وهي نسبة جد ضئيلة مقياسا بحجم النتائج التي فاقت كل التوقعات.
طول مسافة التنقلات زاد من تفاقم المعاناة
إضافة للمشاكل المالية واجه الفريق مشكل طول مسافة التنقلات حيث كان يتنقل إلى غاية ولاية البويرة، بجاية الحيران والأغواط وهي كلها تنقلات تتطلب مصاريف كبيرة فيما يخص الإيواء والإطعام. مما اضطر إدارة الفريق الاستدانة والاعتماد على تبرعات أعضاء النادي لتغطية العجز مما وضع الفريق في مواقف صعبة لمواصلة مشوار تحقيق الصعود.
تحديات كبيرة تنتظر النادي في بطولة القسم الأول
بعد ضمان تواجده في بطولة القسم الأول هذا الموسم بدأت الصعوبات تتشكل في وجه الإدارة الشابة ومنها مشكل القاعة حيث هي قيد التهيئة مما يحتم على النادي الاستقبال خارج المدينة زيادة على خلق مشكل إجراء التدريبات نظرا لانعدام قاعة للتدريب في أول موسم في القسم الأول الذي سيعرف فيه أبناء باليكاو تنقلات كثيرة وشاقة.
الحصيلة الفنية لثلاث سنوات منذ التأسيس 2017 إلى 2020
بعد وضع الإدارة برنامج عمل هدفه الأول التعريف بكرة قدم الصالات فوتسال باعتبارها رياضة جديدة في المدينة والولاية وتأطير عدد كبير من اللاعبين من أبناء المدينة ووضع أهداف قصيرة المدى والصعود إلى القسم الأول خلال أربع سنوات كهدف متوسط المدى وتكوين لاعبين شبان أقل من 12.سنة مع مدربين وإطارات الفريق كهدف طويل المدى. في الموسم الأول انخرط الفريق في القسم الثاني واحتل المرتبة الثانية الدور الأول من كأس الجزائر وتحصل الفريق على مكافأة 20 مليون سنتيم المدربون السيد بتين فتحي، السيد بلحو الحبيب، السيد قبايلي جمال الدين و15 لاعب. الموسم الثاني تم تجديد الثقة في الطاقم الفني واللاعبين، وفي المرتبة الثالثة بعد لعب ورقة الصعود حتى المقابلة الأخيرة للدور الثاني لكأس الجزائر انتعشت الخزينة ب 40 مليون سنتيم، في الموسم الثالث تغيير في الطاقم الفني وتعيين السيد كمال معزوز وبوطالب حمزة تجديد اللاعبين مع تدعيم الفريق بستة لاعبين وهو ما سمح للفريق بتحقيق الصعود للقسم الأول فريق حصد 18 نقطة ب 6 انتصارات وهزيمة واحدة سجل 32 هدف وتلقى 22 هدف ثاني أحسن هجوم وثاني أقوى دفاع. دور الأول كأس الجزائر (20 مليون) عدد اللاعبين 20 لاعب. الفرق المشاركة: فريق أقبو، بجاية، قصر بجاية، قصر الحيران، نادي أتلتيك باردو، صومام بجاية، برج البحري، أوزلاڤن، فريق الجلفة.
تصريحات
♦ جمال قنوني مستشار في قطاع الشباب والرياضة:
“والله الحمد لله على كل حال. أنا جد مسرور بهذا الإنجاز الذي حققه فريق أولمبيك الرياضي تيغنيف لكرة القدم داخل القاعة بالصعود إلى القسم الأول بإمكانيات جد ضئيلة وفريق من الشباب الطموح. فهنيئا لإخوتي على ما حققوه على مستوى الرياضة في ولاية معسكر. فهو إنجاز يكتب لهم ولنا ولولايتنا بسطور من ذهب. وفي الأخير أريد أن أثمن مجهود كل إطارات الشباب والرياضة بهذا الصعود الذي له طعم خاص وخاصة المربيين الرياضيين على رأس الفريق الذين أثبتوا وبرهنوا على أنهم من طينة الكبار. مشكورون يا أبطال.”
♦ بوطالب حمزة مدرب الفريق:
“منذ توليت مهمة تدريب الفريق وضعت الصعود كهدف نصب عيني والحمد لله تحقق ما حلمت به مع اللاعبين الذي أشكرهم على صبرهم ووقوفهم جنب إلى جنب في الأوقات الصعبة من الموسم، أشكر الإدارة الذين هم أصدقائي إطارات الشباب والرياضة على توفير جو عمل. وأشكر كل من مدير الشباب والرياضة سيد قدور مزيان. وكل إطارات المدينة على رأسهم لخضاري شكري وجمال الدين قنوني. وتحياتي إلى الجمهور الوفي.”
♦ اللاعب حمدادو عبد الرزاق:
“بسم الله الرحمان الرحيم أولا وقبل كل شيء أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في هذا الصعود سواء لاعبين ومدربين وطاقم إداري للفريق. الحمد لله حققنا هذا الإنجاز التاريخي بالرغم من نقص الدعم المادي لكن العمل في التدريبات وإرادة وعزيمة اللاعبين كان لها دور في تحقيق الصعود. وفي الأخير أهدي هذا الإنجاز إلى الجمهور الذي كان سندا لنا طيلة مبارياتنا داخل الديار.”
♦ دينار سنوسي قائد الفريق:
” فخور بالتتويج بعد ثلاث مواسم مع الفريق أشكر أصدقائي اللاعبين الذين تحلو بالعزيمة والاحترافية وعلى الثقة التي وضعوها في شخصي كما أشكر مدربي في الفريق والإدارة.”
♦ اللاعب حشروف محمد هداف الفريق:
” الحمد لله على تحقيق الصعود الذي جاء بعد معاناة كبيرة بحلاوتها ومرارتها وبخزينة فارغة أشكر كل من ساهم في هذا الصعود التاريخي من لاعبين وطاقم فني وإداري ولا ننسى جمهورنا الذي كان السند المعنوي لنا الحمد لله على رفع راية مدينتنا.”
♦ اللاعب معزوز ياسين:
” أنا مسرور بهذا التكريم والتتويج بالقب مع فريقي، أشكر أصدقائي اللاعبين والطاقم الإداري للفريق والمدربين أوجه تحية طيبة للجمهور.”
♦ بتين فتحي المدير الفني:
“بمناسبة الصعود الذي كان مستحق أود أن أعبر عن فرحتي وامتناني بهذا الإنجاز الذي جاء بفضل تضحيات الرجال في تيغنيف فرغم كل الصعوبات إلا أن العزيمة والإرادة كانت أقوى من أن تثني من عزيمتنا وإن شاء الله القادم أفضل.”
♦ كمال معزور مدرب مساعد:
” بعد المجهودات المبذولة طيلة الموسم أنا جد فخور بهذا التتويج أشكر كل من ساهم في هذا الصعود وإدخال الفرحة لمدينة تيغنيف وأتمنى أن تتواصل الأفراح إن شاء الله.”
♦ جمال قبابي نائب الرئيس:
“هذا التتويج ثمرة ثلاث سنوات عمل أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز كما أشكر كل من ساهم في هذا الصعود من قريب أو من بعيد وأشكر السلطات على التكريم وتحية عرفات للجمهور الوفي.”
♦ بلحو الحبيب عضو في الفريق:
” صعود مستحق بعد سنوات من العمل أنا فخور أننا حققنا إنجازا يعتبر هدفا من أهداف الفريق أشكر الجميع اللاعبين، الطاقم الفني والسلطات.”
♦ حمزة شريفي الكاتب العام:
” كنا الأحق بالصعود، الحمد لله على تحقيق الصعود وذلك بعد العمل الكبير المقدم من طرف الطاقم الفني واللاعبين على مدى ثلاث سنوات، هذا الموسم الفريق أخذ ريتم واحد وبدون أخطاء مستفيدين من تجربة الموسمين السابقين حيث أننا ضيعنا ورقة الصعود في المباريات الأخيرة، نشكر كل المساهمين في هذا الإنجاز التاريخي لمدينة تيغنيف من قريب أو بعيد.”
♦ لخضاري شكري مستشار:
” نبارك لفريق أولمبيك فوت صال تيغنيف على هذا الانجاز الذي جاء نتيجة تظافر جهود الطاقم الفني والإداري واللاعبين والذي شرفنا نحن كأبناء تيغنيف وكإطارات الشباب والرياضة لولاية معسكر، كما نتمنى لهذا الفريق كل التوفيق في القسم الأول. وفي الأخير نشكر زملاءنا الإطارات على سعيهم الدائم في تطوير الرياضة.”
♦ لقام فؤاد:
” ما أود قوله هو تعبير لفرحة كانت منتظرة لثمار جهد إطارات ضحت من أجل الوصول لهذا التتويج شكرا للاعبين وتحية للجنة الحفلات تيغنيف وشركة تأجير وتسيير الهياكل التجارية قدور بوعكاز على المساعدة والمرافقة لتحقيق الأفضل”.
سنينة مختار
