الأولىتحقيقات وروبورتاجات

الرؤساء يبحثون عن النتائج السريعة فقط … لا نجاح لكرة القدم المحلية دون إستقرار الأندية فينا و إداريا

تفتقد معظم النوادي في  الجزائر إلى  عامل الاستقرار الفني ، في ظل تغيير إدارات الأندية للمدربين بشكل سريع ، حيث يبحث رؤساء الأندية دائما على النتائج السريعة ، و لا يهتموا للعمل على المدى البعيد ، لأنه في الحقيقة لا يوجد أي مشروع مستقبلي مدروس ، كما أن القرارات تكون في غالب الأحيان عشوائية  ، و من النقاط التي تؤكد عدم إحترافية الأندية الجزائرية في الإستقرار، هو عدم الإهتمام بلاعبي الفئات الشبانية التي تعتبر قاعدة النجاح للأندية  ، همهم الوحيد الفريق الأول  ، و الذي في كثير من الأحيان يتم فيه  تغيير المدربين 4 أو 5 مرات في الموسم ، أي يمر على النادي عدة مدارس تدريبية في الموسم الواحد ،  و هذا من أبرز أسباب الفشل و تخبط النادي  في دوامة النتائج السلبية ، و نفسيا هذا الأمر يحبط معنويات و إرادة اللاعبين  ، للأسف الضحية من كل هذا يكون دائما المدرب  ، فبعد ضغط الجمهور  و أشباه الأنصار بإقالة المدرب تستجيب الإدارة لهذا المطلب ، و تخفف الضغط عنها لمدة قصيرة ، و يتواصل بهذا مرض كرة القدم الجزائرية .

رؤساء أندية الجزائر يتعاقدون مع اللاعبين قبل المدرب

في أغلب الأحيان نرى الأندية الجزائرية تتعاقد مع لاعبين قبل أن تتعاقد مع المدرب ، و هذا أول خطوة فاشلة تبين عدم تناسق الإدارة مع المدرب ، لأن المدرب هو المشرف الرئيسي على الفريق و هو من يعرف ما يحتاجه من مناصب ، لكن للأسف نرى أن هذا العمل تقوم به الإدارة ، وهو ما يوضح  أيضا تدخل الإدارة في صلاحية المدرب .

26  مدرب تم إقالتهم هذا الموسم من البطولة الجزائرية

و في سياق الإستقرار الفني للأندية الجزائرية ، تم الوصول إلى عدد كبير من الإقالات ، حيث غير 19 فريق  المدرب هذا الموسم ، كما يوجد فرق غيرت المدرب مرتين و ثلاث ، و وصل عدد المدربين الذين تم تغييرهم من العارضة الفنية للفرق الجزائرية إلى 26 مدرب مقال ، و هذا رقم كبير ، يؤكد الفوضى في التسيير عند النوادي الجزائرية،  التي لا تعترف بمبدأ الإستقرار  و الأهداف على المدى البعيد  .

وفاق سطيف  عكس كل النوادي

يعتبر نادي وفاق سطيف النادي الوحيد هذا الموسم في البطولة الجزائرية الذي لم يغير مدربه ، و إعتمد على مبدأ  الإستقرار و لم يسحب الثقة من المدرب نبيل الكوكي ، على الرغم من تذبذب النتائج هذا الموسم   .

تصريحات

جرادي محمد مدرب كرة قدم:

جرادي محمد
جرادي محمد

“إن معظم رؤساء الفرق و الأندية ليسوا متمكنين من تحقيق قواعد كرة القدم ،  و خاصة فيما يخص طريقة التدريب أي أنها تكون غير مدروسة ، و هذا يشكل عدم استقرار و تناسق بين اللاعبين لأنه أولا  لا يوجد شفافية ما بين المدرب  و إدارة الفريق و رئيس الفريق كذلك،  و ثانيا المدربين و بصفة عامة أو المساعدين ليسوا محميين، دائما يكون الضحية الأولى للنتائج،   و ثالثا القوانين غير مطبقة   و ليست مسموعة و مدركة ، أي أنها أصبحت غائبة تماما ، و مع تنقل المدربين من فريق إلى آخر أصبح هناك غياب للقانون و من جهة أخرى المدربين ليس لديهم مشروع  لا على المستوى البعيد أو القصير،  أي أن المدرب عند انتقاله يجب عليه ولا بد من إنتقاله مع مشروعه لذلك الفريق ،  و الذي يرتكز أي المشروع على عدة عوامل من بينها التخطيط للدراسة الأولية لمحيط الفريق الذي إنتقل إليه ،  و أيضا إدراك معلومات الفريق ،  و  نلاحظ أن بعض الرؤساء يعيرون الإنتباه في الأول بجلب اللاعبين  قبل جلب المدرب ،  وبعد ذلك يطالبون من المدرب اللعب على الصعود أو تحقيق اللقب ،  و هذا شيء غير منطقي و هذه الأمور يجب دراستها  ، فيما يخص الإستقرار خاصة بالنسبة للفرق المحترفة  ، و  محاولة وضع استقرار بين التسيير الإداري و التسيير  التقني ، يعني كل ما هو تسيير تقني يجب أن يكون من صلاحية المدرب ،  لا من صلاحية رئيس فريق أو  شخص آخر ، على الأقل في حالة وجود مدرب فني يمكنه التدخل في هذه الحالة و الأمور ، لذلك يجب على كل شخص أن يحل مكانه و يهتم بعمله فقط ،  دون التدخل في عمل  الآخر ،  و هذه هي التدخلات التي تجعل الكرة  تسير بطريقة غير صحيحة “.

خلادي  محميدة مستشار في الرياضة  و محلل في التلفزيون الجزائري للقناة السادسة:

خلادي  محميدة
خلادي  محميدة

” إن هيكلة الفريق تعطي إستقرارا للفريق لأن الجانب التقني من بين أسس هذا الهيكل   و هي غير موجودة ،  أولا  عدم الهيكلة  يجعل الفريق معرض للإضطرابات بطريقة سهلة ،  و ضغوطات من  أشباه المناصرين في الحصول على نتائج إيجابية بشتى الوسائل ،  و ثاني النقاط و هذا جد مهم هو الإختيار  السيئ سواء في محيط اللاعب ،  أو محيط الفريق و كذلك يوجد نقطة أخرى هي بالنسبة لمسؤولي الفريق لا يتمتعون بروح المسؤولية المطلوبة منهم ، خاصة في هذا الميدان كذلك عدم الإيمان بالعمل القاعدي معظم الفرق لا يعتمدون على الفئات العمرية الصغرى و الفئات الناشئة  ، دائما يعتمدون على  اللاعبين المعروفين بأسمائهم ،  في بعض الأحيان معظم الفرق و مسؤوليها لا يؤمنون بكلمة أندية  ، بل بالفرق فقط لأن النادي هو مؤسسة ولكن الفريق قد يمثل مدينة تلعب على مستويات عالية  ، لا يمتلك صفة هيئة النادي و  لما نرجع إلى التقنية أي كفاءة المدرب من ناحية التكوين ومن ناحية الشخصية ،  و ذلك من ناحية الخبرة و نقطة أخرى شخصية المدرب جد مهمة ، فعندما نقول شخصية أي نقول التكوين ثم الخبرة الشخصية هي التي تولد الانضباط بين اللاعبين  ،  و الانضباط هو عمود الاحتراف مهما تعددت الإمكانيات  ، لا بد من وجود الانضباط  الذي هو  المنظومة التي يجب العمل بها في الأندية الجزائرية من أجل حل هذا المشكل  ، حيث يوجد إحصائية في أول سبع جولات ،مرحلة الإياب تم  إقالة 7 مدربين  من العارضة الفنية للأندية الجزائرية  ، هذا شيء غريب صراحة ،  إضافة إلى أن نفس المدربين يكونون في مناصب ثم يتنقلون من فريق إلى فريق  أحيانا في نفس الأسبوع ،يعني أن المدرب لم يوفق في هذا الفريق فيقوم بالذهاب إلى فريق أخر ،  نستطيع القول على أن من ورائها عصابة لا تسمح  و لا تعترف بالكفاءات ، لأن  الرؤساء يتصرفون بطريقة عشوائية مع المدربين،  و يوجد بعض المدربين سامحهم الله لا يمتلكون لا شخصية ولا إمكانية ولا كفاءة يمشون تحت أوامر هذه العصابة . هذه السياسة مدروسة بطريقة منهجية لخروج كرة القدم و الرياضية من شكلها الصحيح ،   على مستوى الوطن لأن كرة القدم هي الأكثر إصابة و مرضا  ، و في بعض الأحيان يبقى اللاعب يتحكم في لعبه بطريقة عشوائية مثلا لا يأتي إلى التدريب ،  لا ينضبطون فيقومون بالضغط على المدرب و المسؤولين ، من أجل تغيير التقنيات المستعملة ، فقط من أجل الضغط على المدرب من أجل تغيير التقنية المتبعة و هذا يعد مرضا كبيرا ، إضافة إلى شيء جد مهم كرة القدم لا تسير في الشارع بل لها مؤسسة  ، و  الفريق يبنى على أساس  الشخص المناسب في المكان المناسب ، و يجب أن يسطر الهدف من أجل تحقيقه منذ البداية بالعمل ،  و آخر شيء مهم للتسيير الجيد للنادي هو  وجوب  توازن بين ميزانية  اللاعب و ميزانية المؤسسة  “.

إعداد : نبيل شيخي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
P