أعطى دفعا مميزا للرياضيين الجزائريين … جمهور من ذهب ساهم بقوة في نجاح الطبعة 19 للألعاب المتوسطية
الأكيد هو أن الجمهور الرياضي الذي سجل حضوره في مختلف المنافسات الرياضية على الميدان و البساط يعتبر أكثر من إيجابي و هو ما زاد الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر المتوسط رونقا و ساهمت بشكل كبير في دعم العناصر الوطنية، خاصة أن أنصار الرياضة الجزائرية كانوا متعطشين لمثل هذه المواعيد الرياضية الكبرى، حيث كان بمثابة الدافع المعنوي والنتيجة كانت رقما قياسيا من الميداليات بداية من الكاراتي الذي تألق وفتح الشهية أمام بقية الرياضات بحصيلة 4 ذهبيات وفضيتين، ليأتي الدور على الفن النبيل أين حصدت الملاكمة الجزائرية 13 ميدالية من بينها 5 ذهبيات، 5 فضيات و3 برونزيات، من جهتها أم الألعاب أيضا كانت حاضرة وتمكنت من الفوز بالمعدن النفيس، إضافة إلى الفضة والبرونز، المصارعة صنعت الإنجاز ودخلت التاريخ في المنافسة المتوسطية. السباحة لم تتخلف وافتكت ميداليات لها وزنها بالنظر لقوّة المنافسة لأن الأوروبيين جاؤوا بالفرق الأولى، الجيدو حصد ذهبية وبرونزية. نتائج سمحت للجزائر بالتواجد في صدارة الترتيب العام خلال أول يومين من المنافسة بـ 6 ذهبيات، لترتفع الحصيلة في اليوم الـ 7 من المنافسة إلى 20 ذهبية كاملة و16 فضية و16 برونزية، أي بمجموع 52 ميدالية. وانطلق التنافس في هذه النسخة يوم 24 جوان برياضة كرة الماء التي غابت عنها الجزائر، ليختتم بفعاليات السباحة أول أمس، التي عرفت تألق عدد كبير من الأسماء التي كانت منتظرة وأخرى صنعت الحدث في سماء وهران.
تألق الرياضيين الجزائريين
لكن الأمر البارز في هذه الطبعة هو تألق الرياضة الجزائرية وتواجدها مع أصحاب المقدمة بنتيجة تاريخية في الألعاب المتوسطية من خلال عدد الميداليات المحققة من طرف الرياضيين، و حافظت الرياضة الجزائرية خلال هذه الألعاب المتوسطية على المرتبة الرابعة بمجموع 20 ذهبية، هذا ما يعتبر مؤشرا جد إيجابي بالنسبة للقائمين على الرياضة الجزائرية، خاصة الإتحاديات والمديريات الفنية لأنهم الأقرب من الرياضيين، وكانوا خلف البرنامج التحضيري الذي سبق الموعد المتوسطي من خلال التربصات التي أقيمت في الوطن وخارجه، والتي تكللت ثمارها بهذا النجاح، والذي يعطي دفعا لتحضير التظاهرات القادمة قارية، عالمية، وخاصة الحدث الأولمبي بباريس 2024 الذي يفصلنا عنه سنتين فقط، ما يعني أن وهران كانت محطة الانطلاق نحو مستقبل أفضل للرياضة الجزائرية بصفة عامة، خاصة بالنسبة للرياضيين الشباب الذين برزوا في هذه الدورة.
تنظيم محكم بشهادة الوفود المشاركة
أما التنظيم خلال هذه الطبعة التاسعة عشر لألعاب البحر المتوسط وهران 2022 فكان رائع بإشادة كل الوفود التي شاركت في هذه التظاهرة الرياضية، وبتأكيد أيضا من رئيس اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية دافيد تيزانو، الذي كان حاضرا في كل المرافق وعايش الأجواء التي صنعها الجمهور الجزائري في مختلف المدرجات، الأمر الذي يعطي صورة جميلة عن الجزائر، ويؤكد نجاحها الكبير بعدما تم تجنيد طاقات شابة وهياكل بمعايير دولية. وبالعودة إلى النتائج فقد حققت الجزائر في الطبعة الماضية بتاراغونا 2018، المركز الـ 15 بذهبيتين فقط من إنجاز كل من سحنون أسامة في السباحة وحسين دايخي في الكاراتي، ما يجعلنا نتفاءل كثيرا بعد القفزة الكبيرة للرياضيين في وهران التي كانت محطة لإعادة إشعال الأضواء على أغلب الرياضيات التي سبق للجزائر أن تألقت خلالها أولمبيا وعالميا في صورة الملاكمة، الكاراتي، العاب القوى وعديد التخصصات. من جهتها كرة السلة 3×3 هي الأخرى كانت في الموعد، وحققت نتائج إيجابية بالرغم من قلة الخبرة والتجربة، بينما يبقى عمل كبير ينتظر بعض الرياضات على غرار كرة اليد، التي عانت الكثير نظرا للمشاكل التي طالت الاتحادية.
بن حدة