الأولىحوارات

مونا مصطفى (خبير في رياضة الكاراتي دو): “هناك العديد من المصارعين المتميزين بوهران، لكن..”

على الرغم من القفزة النوعية التي شهدها الكاراتي دو في الجزائر خلال الآونة الأخيرة، لا سيما بفضل النتائج الإيجابية المحققة في المحافل الدولية، لا تزال هذه الرياضة تعاني في غرب البلاد، وخاصة في مدينة وهران. وقصد تسليط الضوء على واقع رياضة الكاراتي دو بوهران، تنقلت يومية بولا الرياضية لمقر دار الرابطات، وبالتحديد لرابطة الكاراتي دو أين كان لها حوار مع أحد خبراء هذه الرياضة و يتعلق الأمر بمونا مصطفى.

السلام عليكم، بداية شكرا لكم لقبول الدعوة..

 “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لا شكر على واجب. بالعكس، شكرا لكم وليومية بولا لاهتمامها بمختلف الرياضات، وخاصة رياضة الكاراتي دو”.

هل بإمكانكم إعطاء نبذة عنكم للجمهور الرياضي؟

 ” معكم مونا مصطفى، خبير في رياضة الكاراتي دو و رئيس سابق للرابطة الجهوية وهران، و أيضا مدرب في المنتخب الوطني لمختلف الفئات. أنا محب لرياضة الكاراتي دو وأسعى جاهدا لإعطاء كل ما أملك من أجل النهوض بها وقديم الدعم اللازم لها”.

حدثنا عن الفترة الذهبية لرياضة الكاراتي دو بوهران؟

“وهران عاشت في الماضي القريب أجمل فتراتها في رياضة الكاراتي دو. كيف لا وهي التي أنجبت العديد من الأبطال والرياضيين الكبار على غرار الأستاذ يايسي جيلالي، طويل مروان، مهدي عدة وعيسى جمال. فهؤلاء المصارعين تحصلوا بكل جدارة واستحقاق على الميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا وكذا ألعاب البحر المتوسط. فمدينة وهران كانت بمثابة خزان للمنتخب الوطني”.

ما هي أوجه الاختلاف بين واقع رياضة الكاراتي دو بوهران في الماضي و الحاضر؟

 “أعتقد بأنه لابد للمصارع حاليا أن يمتلك الثقة بالنفس. أعتقد أيضا بأن المصارع حاليا يعاني من سوء التوجيه. فالمصارعين الحاليين بحاجة للتربصات والمنافسات من أجل الرفع من مستوى رياضة الكاراتي دو بوهران. أعترف بأنه يوجد بوهران العديد من المصارعين ممن يمتلكون إمكانيات كبيرة، لكنهم بحاجة للتكوين والتحضير تحت قيادة خبراء ومدربين في المستوى”.

ما الذي يحتاجه الكاراتي دو بوهران من أجل العودة لمستواه المعهود؟

 ” نحن بصراحة لدينا مؤطرين في المستوى، فريق إداري جيد، رئيس رابطة في القمة. الآن يجب على اللجنة التقنية ولجنة الحكام مواصلة العمل بجدية كبيرة من أجل المساهمة في تطوير المستوى. برنامج العمل موجود. نحن نعرف بعض المصارعين ممن لهم قدرات كبيرة من أجل تشريف مدينة وهوان، لكن مدربيهم يمنعونهم من المشاركة في المنافسات. لماذا؟ لا أدري. يجب إعطاء الفرصة للجميع، كما يتوجب على الرياضي والمدرب أن يُفكر في سمعة الكاراتي دو بوهران قبل كل شيء.  كما أننا نحتاج للدعم المادي، من أجل تحسين المستوى والعمل في ظروف مريحة”.

في نظركم، ما هي أوجه الاختلاف بين مدرب الأمس ومدرب اليوم؟

 “الاختلاف واضح جدا، فمدرب الأمس كان يقوم بالتكوين الولائي، الجهوي والوطني. أما مدرب اليوم، وللأسف الشديد، يكتفي بالعمل في قاعته وفقط. والخاسر الأكبر من هذه المعادلة هو المصارع. فمثلما تعلمون، فإن المصارع لا يمكن له التطور في حالة ما إذا لم يقم المدرب بالتكوين اللازم. لهذا نتمنى في المستقبل أن تكون هناك خارطة طريق من أجل إعادة رياضة الكاراتي دو للواجهة بوهران. فوهران كانت في الصدارة على المستوى الوطني، قبل أن تتراجع للخلف خلال الآونة الأخيرة. نحن نعمل رفقة رئيس الرابطة وأعضاء المكتب من أجل إعادة رياضة الكاراتي للواجهة”.

وماذا عن القاعات ودورها في تطوير رياضة الكاراتي دو بوهران؟

 “أريد أن أتكلم عن شيء مهم و هو أن المسؤولين حاليا يهتمون بالرياضات الجماعية أكثر من الرياضات الفردية. فالكاراتي دو أصبح رياضة محبوبة عند الأطفال. كما أن مصارع الكاراتي أو المدرب يتعب أكثر من لاعب ومدرب كرة القدم. بالنسبة للقاعات، كنا نحن في الماضي نتدرب في قاعة واحدة رفقة مصارعي الجيدو، والنتائج كانت مبهرة. اليوم تم منح الاعتمادات للجيدو فقط. وهنا أتسائل لماذا تم عزل رياضة الكاراتي دو؟ هذا ايضا سبب من أسباب تراجع مستوى رياضة الكاراتي دو في وهران. ليس لدينا قاعات من أجل التدرب.لذا نتمنى إن شاء الله أن يتم منح قاعات لمصارعي الكاراتي دو من أجل التدرب مثلما هو عليه الحال بالنسبة لرياضة الجيدو”.

كيف تفسر غياب النتائج في المنافسات لدى مصارعي وهران؟

 “أعتقد بأن المصارع، و عندما يفوز ببطولة ما، فهو بحاجة للدعم المادي أكثر من الحصول على ميدالية. فالدعم المادي هو من يحفزه من أجل مواصلة المسيرة والتفكير في تطوير مستواه بشكل أكبر. لذا، فأنا أظن بأن غياب التحفيز ونقص الإمكانيات المادية وراء عجز المصارعين بوهران على تحقيق النتائج الإيجابية في مختلف المنافسات”.

ماهي الرسالة التي تود توجيهها؟

 “رسالتي الأولى لمدير الشباب والرياضة ، ولرئيس بلدية وهران من أجل النظر في واقع مختلف الرياضات الفردية، و عدم التركيز فقط على الرياضات الجماعية. كما أنه لابد من إعطاء الدعم اللازم، لا سيما من الناحية المادي لمختلف الرياضات. أنا متأكد من إمكانية عودة رياضة الكاراتي دو للواجهة بوهران في حالة تلقيها للدعم اللازم من قبل السلطات المحلية”.

كلمة ختامية..

 “شكرا لكم على هذا الاهتمام بالرياضات الفردية عامة، و رياضة الكاراتي دو خاصة. كل ما نتمناه مستقبلا هو عودة رياضة الكاراتي دو للواجهة مثلما كانت عليه سابقا. من أجل هذا، لابد من وضع اليد في اليد والعمل جميعا من أجل مصلحة الكاراتي دو بوهران”.

حاورته: وداد هاشم

تصوير: عبد الكريم مكالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى